فريد الأطرش الموسيقار الذي تميز ضمن كوكبة نجوم الموسيقى العربية في القرن الماضي بإبداع فاق في مستواه مستوى حضوره إعلاميا بعد وفاته بالخصوص قياسا بأسماء معاصريه.
وفي ما يشبه دعوة لاعادة الاعتبار للموسيقار الراحل, دعا الملحن المصري حلمي بكر في تصريحات صحافية بالمناسبة إلى تخصيص جائزة باسمه تقديرا لدوره في إثراء الموسيقى العربية, منتقدا وسائل الإعلام التي لاتذيع أعمال الموسيقار كاملة.
وأحيت دار الأوبرا المصرية ذكرى فريد الأطرش على مسرح معهد الموسيقى العربية باحتفالية ضمت مختارات من أجمل أغانى كبار المطربين والملحنين وخصوصا أغان وألحان للموسيقار الراحل منها موسيقى “توتة, و”أول همسة” و “أنت واحشنى” و” الحياة حلوة”.
و قد التفتت بعض الصحف المصرية إلى ذكرى وفاة عازف العود الفريد, وكان من أبرز المقالات عن الذكرى ذلك الذي حمل توقيع طارق الشناوي تحت عنوان “أمير الغناء في ذكراه ال37: اضهدته أم كلثوم وسخر منه عبد الحليم”.
وقال الكاتب بالخصوص, إن فريد الأطرش أمسك ” المجد من أطرافه مطربا وملحنا وبطلا للأفلام وملك متوجا في العزف على العود ورغم ذلك ظل طوال حياته يعتقد أن هذا المجد لن تكتمل أركانه إلا إذا لحن أغنيات لكل من أم كلثوم و عبد الحليم, مضيفا أن هذه الأمنية ” عاشت بداخله تطارده وكلما اقترب من تحقيقها اكتشف أنه يمسك الهواء بيديه “.
وذكر الشناوي قرائه بأن أمل فريد الأطرش عندما حل بمصر هاربا من جبل الدروز هو وأسرته في العشرينيات من القرن الماضي كان هو أن يصبح مطربا يطاول اسمه عمالقة الطرب كمحمد عبد الوهاب وأم كلثوم وقد نجح في ذلك فبدأ بغناء ألحان آخرين قبل أن يكتشف أن ” أفضل من يضع ألحانا لصوت فريد الأطرش هو الملحن فريد الأطرش “غاص الكاتب في مقاله في المنافسة المحتدمة بين ” فريد الأطرش ” مع ” محمد عبد الوهاب ” وأيضا مع ” عبد الحليم حافظ ” خصوصا بعد نجاح أفلامه السينمائية.
وتوقف كثيرا عند فشل كل المحاولات للجمع بين الأطرش وأم كلثوم في عمل فني واحد ليخلص إلى أن ” أمنية فريد بالتلحين لأم كلثوم وعبد الحليم حافظ لم تتحقق وخسرت المكتبة العربية ولا شك مذاقا إبداعيا له سحره”
أما مكانة فريد الأطرش, يقول الكاتب, فقد ظلت ” كما هي فلقد أمسك المجد من أطرافه حتى لو لم يكن بين ما أمسك به ألحان لأم كلثوم وعبد الحليم حافظ “.
ووجدت ذكرى رحيل فريد الأطرش حيزا ضمن الصفحة الفنية لجريدة ” الوفد ” اليوم الاثنين, بمقال تحت عنوان ” بعد 37 عاما من ا لرحيل .. ملك العود يسكن وجدان الملايين “.
وأبرزت الصحيفة أهم محطات الفنان الراحل وأبرز إبداعاته متوقفة بالخصوص عند أغنية ” الربيع ” التي وصفتها ب درة الغناء العربي وب” شديدة الخصوصية ” و” أشهر الأغاني التي عبرت عن الربيع على الإطلاق “.
وقالت ” الوفد ” وهي تتذكر فريد الأطرش ” كان صوته يحمل نوعا من الشجن تجعله يدخل القلوب, كان فنانا شديد الصدق والإحساسا وسيبقى أحد العلامات المضيئة في تاريخ الموسيقى والغناء ..”.
ولا تحظى ذكرى رحيل فريد الأطرش عموما باهتمام كبير من وسائل الإعلام المصرية مقارنة بكل ما يتعلق بفنانين آخرين كأم كلثوم وعبد الحليم حافظ ومحمد عبد الوهاب.
وبعيدا عن أية اسباب لهذا الفارق في الاهتمام رأى طارق الشناوي في مقاله أن السبب هو أن فريد رحل ولم يبق على سنة 1974 سوى خمسة أيام “فكان الإعلام مشغولا بإحصاء ما حدث في عام مضى والتنبؤ بملامح عام قادم وكلما جاءت ذكراه نجد الإعلام مشغولا برصد تضاريس العام الفنية وكأن فريد لم يحسن اختيار توقيت يوم وفاته”