عشاء عائلى ساذج
قرار مفاجىء وحاد سآخذ ساعتين من الأوفرتايم لأذهب الى البيت قبل نوم الصغار وهى فرصة سانحة لنتناول طعام العشاء سويا انها فكرة رائعه أخيرا الأسرة مجتمعه الأم والأب والأبناء على مائدة العشاء وفرصة أكبر لاسترجاع ما فات ولآخذ بدفة السفينة مرة أخرى تلك السفينة التى أبحرت منذ زمن وأظنها فقدت بوصلة التوجيه لكنها تسير بين الأمواج تارة يمينا وأخرى يسارا وتسبر غور هذا البحر الهائج كثيرا والهادىء لأوقات قصيرة
انطلقت مسرعا بعد أن ألقيت بورقة الأوفرتايم وكأننى أكسر قيدا فى عنقى أو سوارا مكبلا يداى ها أنا أركب سيارتى ولاول مرة أحس بأنها تسير بانسيابية رائعه تخترق الزحام بسهولة وكأنها تسابق فرحتى تلك المنتظرة
أضغط على جرس الباب رغم أنى احمل المفتاح لكن هو مشهد أكثر من سينمائى وانا أدخل أحمل كيس الفاكهة وتنطلق زوجتى وأبنائى لاحتضانى والترحاب بهذا الزائر المفاجىء أفيق من غفوتى واجدنى ضاغطا على جرس الباب بشدة ولكن ولكن ماذا آه صحيح لعلهم بالغرفة الداخلية او لعلهم انهوا واجباتهم المدرسية فجلسوا يشاهدون التلفاز ولعل صوته هو الذى أخفى عنهم صوت الجرس وزوجتى لعلها بالمطبخ وهى تغلق الباب حتى لا تخرج رائحة الطعام لغرفة الجلوس
فلأحضر المفتاح وها أنا أدخله بالباب وأدخل خلسة وأنا أمشى على أطراف أصابعى وأبحث عن الأحباب فقطعا هى مفاجئة من العيار الثقيل : حضور الأب حاملا كيس الفاكهة ليتناول العشاء مع الزوجة والأبناء ولتتبادل الأسرة مجتمعه أطراف الحديث وليبدأالأب فى توجيه النصائح واعطاء بعض الاوامر التى ينصت لها الجميع انه امر رائع حقا
آه أبنائى الأعزاء أنتم جالسون على الطاولة غريب حقا ألم تسمعوا جرس الباب حتى التلفاز مغلق ها ها ها لا يهم لا يهم لعلكم ارتبتم فيمن سيدق جرس الباب الآن وانتم تعلمون اننى لن آتى فى هذا الوقت ايييه زوجتى العزيزة كم اشتقت اليك حقا ما رأيك بهذه المفاجأة؟؟؟؟؟ يسود صمت للحظات ينظر الأطفال لبعضهم البعض ثم يأتى صوت الزوجة نعم نعم حقا لكن لماذا أتيت مبكرا من العمل هل هناك مشكلة ما يا عزيزى؟؟؟
ابتلعت ريقى وأحسست بضيق مفاجىء ينتابنى ولكننى كنت مصمما على الوصول لمائدة العشاء حيث العشاء العائلى المنتظر فقلت بلهجة ساخرة أيعنى ذلك أننى لا آتى البيت مبكرا الا اذا كان هناك مشكلة فى العمل لا لا اطمئنى يا عزيزتى فكل شئ يسير على مايرام هيا نستعد سويا لتناول طعام العشاء وفرصة ان الاطفال لم يناموا بعد
هنا ينطق أحدهم لقد تناولنا عشاءنا وسنذهب للنوم لأن غدا بداية الامتحانات ويجب ان نذهب للمدرسة مبكرا فترد الزوجة نعم بالفعل يجب ان تذهبوا للنوم الآن حتى لا أعانى فى ايقاظكم الساعه السادسة صباحا تصبحون على خير
يتسلل الأبناء واحد تلة الآخر بحركة أشبة بحركة الروبوتات بنظرات ثابتة تجاه غرفة النوم ويغلق الباب
الزوجة تسرع للمطبخ وتأتى حاملة طبقا به زيتون وآخر به جبن ورغيفا من الخبز فلتتناول العشاء بعد أن تبدل ملابسك وانا سأذهب للنوم لاننى مرهقة من اعمال البيت طول النهار فقد تناولت شيئا خفيفا أثناء انهاء العشاء للأطفال ورجاء أن تضع ماتبقى من طعام بالثلاجة حتى لا يفسد وانطلقت فاختفت داخل الغرفة فى لحظة
وجدتنى أقف وحيدا فى ردهة المنزل وأنا أحمل كيس الفاكهةالذى كان مايزال عالقا بيدى ووجتنى أتساءل هل ضاع حلم العشاء العائلى حقا وبهذه السهولة؟؟؟؟
وضعت الكيس جانبا وألقيت بنفسى على كرسى طاولة الطعام وانا أنظر لطبق الزيتون والجبن ورغيف الخبز واحدث نفسى كم كانت ستكون لذيذة هذه الاصناف من الطعام وانا بصحبة الزوجة والأطفال لكن لاداعى للبكاء على مافات سحبت نفسى بشدة وبدلت ملابسى واستلقيت على أقرب أريكة ولا اذكر هل فكرت كثيرا فى الأمر ام لا ولكننى ذهبت فى نوم عميق وكأننى استطعت الهروب من هذا الحدث
استيقظت صبحا واذا بيد زوجتى تهز كتفى عدة مرات ايذانا بالاستعداد للخروج للعمل قمت واعتدلت فوجدتها تنظر الى وكأن بعينيها الكثير من العتاب ف انتظرت قليلا ثم قلت لها هل هناك أمر ما؟؟؟ فتنهدت ثم قالت أبدا لا شئ لكن الموضوع هو عشاء البارحة!!!1 وفجأة اذا بضربات قلبى تزداد بشدة وقلت عشاء البارحة؟؟ هل كنت تفكرين فى عشاء البارحة فترد الزوجة بالطبع وكيف لا أفكر فيه وانا منشغلة منذ الصباح به؟؟
أنا وا لأفكار تتصارع فى رأسى يالى من بائس لقد ظلمتها هذه الزوجة الحنون لابد انها حزينة على عدم مشاركتى عشاء البارحة فلقد فطنت لما أعنيه لكن ها هى تراجع نفسها منذ الصباح فى هذه الامر كم ظلمتك يا زوجتى العزيزة حوار داخلى ظل يدور بداخلى بسرعة ويتكرر بأساليب مختلفة من تأنيب الضمير وأنا الذى ظننتها جافة المشاعر ها هى تتضور ألما وحزنا على ضياع هذا العشاء العهائلى الرائع لكن الفرصة لم تذهب بعد
أهم واقفا مخاطبا زوجتى المظلومة ايييه يا عزيزتى لذا أرى انك تريدين ان تقولى شيئا وانما كلى لآذان صاغية!!!!1
الزوجة نعم لقد اخبرتك عدة مرات ألا تترك الطعام خارج الثلاجة لأننا فى فصل الصيف ولقد تعفن الجبن والخبز وفسد و ملأت رائحته الصالة فتقيأ الأطفال فور استيقاظهم فهذا تصرف غير مسئول منك فالى متى عدم الاكتراث بهذه الأمور رغم تنبيهى المستمر
صفعة اخرى أتلقاها على حين غرة من زوجتى المظلومة فأكاد انفجر من الغيظ والالم ولكنى لم أستجمع قواى بعد لأرد عليها انها تنظر للجبن ولم تنظر الى ان هذا الجبن المتعفن كان سيتحول فى لحظة الى تورتة العشاء الذى كنا سنتجمع حوله ولكنها هى السبب فى تعفنه ولكن الصمت هو أقصى ما استطيع عمله فى مواجهة اسلوب زوجتى الهجومى وبعد فترة أنهت زوجتى المحاضرة وهمت بالانصراف واذا بى أستجمع قواى المنهكة واصرخ بها انتظرى انتظرى اريد ان أقول لك شيئا
تقف الزوجة وتلتفت لى مرةأخرى وانا فى قمة الغضب أقول لها هل هذا هو كل شئ؟؟؟
قالت : نعم وماذا تريد
قلت:هناك شئ آخر
ردت: ماهو؟؟
قلت: لم تذكرى ماذا حدث للزيتون؟؟؟؟؟