فريد الأطرش .. هذا الفنان الذي بعتبر علامة هامة من علامات الفيلم الغنائي ، بل إنه ظاهرة في عالم الغناء والموسيقى العربية والشرقية . وقد كان فريد الأطرش غزير الإنتاج والعطاء في مجاله الفني ، حيث أغنى الموسيقى العربية بالكثير من الألحان والأغاني التي ماتزال تردد وحاضرة حتى اليوم ، والتي وصلت الى خمسمائة أغنية .. أما أفلامه الغنائية فكانت واحداً وثلاثين فيلماً ، قدمها خلال مشواره الفني الذي جاوز الثلاثين عاماً
عندما إختار المخرج أحمد بدرخان الفنان فريد الأطرش وشقيقته إسمهان للوقوف أمام الكاميرا في فيلم ( إنتصار الشباب ) ، كان محمد عبدالوهاب قد إنتهى من عرض فيلمه الرابع ( يوم سعيد ) ، وكانت أم كلثوم قد إنتهت من تمثيل فيلمها الثالث (دنانير ) ، وكانت ليلى مراد قد باشرت في أداء دور البطولة في فيلمها الثالث (ليلى بنت الريف ) .. هذا إضافة الى أسماء مغنيين آخرين قد بدأوا التعامل مع السينما ، أمثال : رجاء عبده ، نجاة عليّ ، عبدالغني السيد ، إبراهيم حمودة . فقد شهد الفيلم الغنائي ـ في تلك الفترة ـ نجاحات تجارية وجماهيرية كبيرة ، مما أدى الى التفكير الجدِّي بإستغلال الأصوات الجميلة وإحتكارها للسينما وهذا ـ بالضبط ـ ما حصل لفريد وإسمهان ، حيث أراد صانعوا فيلم (إنتصار الشباب) إستغلال هذين الصوتين النادرين من أجل تحقيق غايتهم المادية ، لذلك عهدوا الى مخرج كبير تحقيقه ، وزجوا بعدد من أبرز نجوم الكوميديا فيه ، من أجل توفير كافة العناصر اللازمة لتحقيق فيلم تجاري مربح يجمع مابين الغناء والحب والكوميديا .. وهكذا كان ، وإستطاع فيلم (إنتصار الشباب) أن يأتي بمبالغ طائلة لصانعيه وبعد فيلمه الأول ، قدم فريد الأطرش الفيلم الثاني (أحلام الشباب ) مع المخرج الفذ كمال سليم ، والذي لم يحقق بعض النجاح الذي حققه الفيلم الأول ثم قام المخرج أحمد بدرخان بتحقيق فيلمين آخرين لفريد وهما شهر العسل ، ماأقدرش ، كما عُهد الى الممثل المجري الأصل إستيفان روستي بإخراج فيلم رابع لفريد في نفس العام بإسم ( جمال ودلال ) . ولم تستطع جميع هذه الأفلام ، شأنها شأن (أحلام الشباب ) الوصول الى ماحققه فيلم (إنتصار الشباب) على كافة المستويات وأمام هذا المأزق الفني الذي واجهه فريد الأطرش ، من جراء تلاعب أغنياء الحرب وإستيلائهم على معظم صناعة السينما المصرية ، والتي صارت في زمنهم سوقاً للنخاسة والإبتذال والإنتاج الرث .. أمام هذا المأزق إستولت على فريد فكرة الإنتاج لحسابه الخاص ، لاسيما أنه وجد سنداً مادياً من أحد رجال الأعمال تربطه به صداقة قوية ، كما إنه قد إلتقى بالراقصة سامية جمال ، وإرتبط معها بقصة حب طويلة
وهكذا ، كان ( حبيب العمر ) هو الفيلم المنتظر ، الذي أخرجه بركات ، وحشد فيه عدداً من نجوم الكوميديا ، وكان في مقدمتهم إسماعيل ياسين ، والذي بدوره كوِّن مع فريد وسامية ثلاثياً غنائياً كوميدياً راقصاً ، في خمسة أفلام أخرى أنتجها فريد الأطرش فيمابعد لقد حقق فريد الأطرش ، في فيلمه ( حبيب العمر ) ، نجاحاً طيباً ، ضاهى نجاحه في أول أفلامه (إنتصار الشباب ) .. فإذا كان الفيلم الأول قد أعتبر البداية السينمائية لفريد الأطرش ، فإن فيلم ( حبيب العمر ) هو البداية الحقيقية له ، بل إن هذا الفيلم كان حافزاً له في مواصلة الإنتاج السينمائي لأفلامه ، لاسيما وأن إثنين من أبرز نجوم الفيلم الغنائي عبدالوهاب ، أم كلثوم قد إنسحبا من عالم السينما ، وبالتالي صفت الساحة لفريد الأطرش وليلى مراد ومحمد فوزي
وتوالت ، بعد ذلك ، أفلام فريد الناجحة بعد (حبيب العمر ) ، فقدم فيلم (بلبل أفندي) مع الفنانة صباح .. ثم أفلام أحبك إنت ، عفريته هانم ، آخر كذبة ، تعال سلِّم ، ماتقولش لحد ، وهي الأفلام التي جمعته وسامية جمال ، في أبرز ثنائي فني في تلك الفترة ، قبل أن يختلفا على صعيد العلاقة الشخصية ويفترقا الى الأبد
وبعد كل هذه الأفلام المرحة ، والتي إتخذت من الكوميديا جسراً للوصول الى قلب المتفرج ، بدأت مرحلة جديدة في مشوار فريد الأطرش السينمائية ، وهي المرحلة التي شملت أفلاماً هادئة ومأخوذة عن روايات عالمية في أغلبها ، تتخللها أغانٍ تحمل السمات الحزينة لصوت فريد الأطرش . وكان أول أفلام هذه المرحلة هو ( لحن الخلود ) الذي أخرجه بركات ، وقامت ببطولته أمام فريد الأطرش الفنانة فاتن حمامة ، كأول فيلم يجمعهما مع بعض وتستمر مرحلة الأفلام الرومانسية ، والتي تدور حول الحب والإخلاص والغيرة والخيانة والغدر ، ليقدم فريد الأطرش فيلم ( لحن حبي ) أمام صباح ، وفيلمي رسالة غرام ، عهد الهوى أمام مريم فخرالدين ، وفيلم ( قصة حبي ) مع إيمان ، وهو الفيلم الذي سجل فيه قصة حبه للملكة ناريمان ، وبفيلم ( إزاي أنساك) ، يعود فريد الأطرش الى أفلامه المرحة مرة أخرى . وقد قامت صباح بالبطولة أمام فريد ، مع عبدالسلام النابلسي ورشدي أباظة والراقصة نادية جمال ، ونال الفيلم مانالته أفلام فريد المرحة السابقة أمام سامية جمال ، من النجاح الجماهيري . و جاء بعد ذلك المخرج يوسف شاهين ، ليخلع المنظار الأسود عن عيني فريد ، ويعيد إكتشافه كممثل خفيف الدم رقيق وعاشق ، وذلك في فيلمين عام 1957 ، وهما ودعت حبك ، إنت حبيبي في أول لقائين سينمائيين بينه وبين الفنانة شادية . وبعد فيلم ( إنت حبيبي ) ، مثل فريد الأطرش في عشرة أفلام حتى وفاته في عام 1974 لقد تعاون فريد الأطرش ، في أفلامه الأخيرة ، مع عدد من كبار المخرجين المصريين ، غير مخرجيه الأثيرين بركات وبدرخان ؛ فمن الواحد والثلاثين فيلماً ـ هم رصيد فريد في السينما ـ كان نصيب المخرج أحمد بدرخان عشرة أفلام ، ونصيب المخرج هنري بركات عشرة أفلام .. أما بقية أفلامه فأخرجها عشرة مخرجين آخرين ، هم كمال سليم ، إستيفان روستي ، حسين فوزي ، حلمي رفلة ، يوسف شاهين ، كمال الشيخ ، صلاح أبوسيف ، حلمي حليم ، محمود ذوالفقار ، عاطف سالم وقد قام فريد الأطرش بأدوار البطولة أمام أشهر نجمات السينما المصرية ، مثل فاتن حمامة ، صباح ، شادية ، مديحة يسري ، مريم فخرالدين ، ماجدة ، هند رستم ، سميرة أحمد ، لبنى عبدالعزيز ، زبيدة ثروت .
أما فيلم فريد الأطرش الأخير ( نغم في حياتي ) فقد قام ببطولته أمام الفنانة ميرفت أمين ، وقد عرض في بيروت عام 1975 ، بينما كان فريد يرقد على فراش المرض في أحد مستشفياتها الخاصة .. وبينما كان الجمهور يقبل على مشاهدة الفيلم إقبالاً كبيراً ، كان فريد الأطرش يلفظ أنفاسه الأخيرة
موضوع: رد: الموسيقار علامة هامة في الفيلم الغنائي 16/11/2014, 16:52
جزيل الشكر لك استاذنا القدير @@ * وليد علبي * @@ على رفعك هذا المقال البديع في جوهره واهميته وللأفيشات الرائعة لبعض افلام الموسيقار دمت ذخرا للموسيقار ومنتداه ولنا جميعا تقبل فائق الود والتقدير مع اطيب الاماني والشكر موصول للأستاذ (( مصطفى ابو السعود ))
زهرالحب أميرة المنتدى
عدد المساهمات : 4400 تاريخ التسجيل : 16/02/2012
موضوع: رد: الموسيقار علامة هامة في الفيلم الغنائي 16/11/2014, 23:25
انه وحيد السينما المصرية فـريدالاطرش الذي قدم لنا 31 فيلم من اجمل واروع افلام السينما المصرية [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] كل الشكر والتقدير لك ولمجهودك الكبير استاذنا الفاضل وليد علبي على المقال الجميل والافيشات الرائعة لافلام (حبيب العمر كله بارك الله فيك ودمت ذخرا لمنتدانا الحبيب