الموسيقار الخالد كخلود الارز

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
فريد الاطرش الخالد كخلود الارز والاهرامات وجبل العرب
من ذكرياتي أن رابطة العمل الإجتماعي للجامعيين الدروز التي كان يرأسها آنذاك رجل الأعمال المعروف الشيخ سليم خير الدين، عمّ الوزير طلال إرسلان ومعه المسؤول الثقافي والفني عضو الرابطة الفنان المسرحي الراحل نبيه أبو الحسن ((أخوت شانيه)) وشرفني وبكل تواضع أنني كنت من المساعدين والمرافقين لزيارة الموسيقار الراحل فريد الأطرش في فندق ((بريستول)) بيروت حيث كان يقيم من أجل الإتفاق معه على إقامة حفلة فنية في كازينو لبنان صالة السفراء، فدخلنا نحن الثلاثة الى الفندق لنجده على مائدة الغداء مع مجموعة من أصدقائه نذكر منهم الأمير منصور بن عبد العزيز آل سعود الذي كان يملك مجموعة من الخيول العربية الأصيلة في لبنان وغيرهم من الشخصيات الفنيّة والإجتماعية والإعلامية. فما كان منه إلا أن دعانا الى مائدته الكريمة الغنية، وهذا ما يعرف عنه وعن كرمه وأصالته المعروفة إنه أمير مميز بالكرم والفن والشجاعة والصدق والعطاء والمحبة والإنسانية.
وقبلنا الدعوة بعد إصراره بعد أن قال لنا سنتحدث عن الموضوع القادمين من أجله بعد تناول الغداء، وهذا ما حصل وتحدثنا عن موضوعنا المتعلق بإقامة حفلة فنية كبيرة يعود ريعها للرابطة من أجل المنح الجامعية، ومساعدة العائلات المستورة والمحتاجة على أن يحييها ويقدمها لنا الأستاذ الكبير فريد الأطرش.
فأجابنا على الفور، قائلاً: يا عمي ما تقدروش تتحملوني لأن تكاليف الحفلة كبيرة، هناك مثلاً المطربون الباقون والفرقة الماسية بقيادة المايسترو أحمد فؤاد حسن.
عندكم تذاكر السفر ذهاباً وإياباً، وقلنا له بالنسبة للتذاكر مؤمنة حيث رئيس الرابطة الشيخ سليم صاحب شركة ((جت)) للسفريات يؤمن التذاكر، وتابع قائلاً إذا أردتم نجاح الحفلة رتبوا في البرنامج الفنانة المطربة الشحرورة صباح وفهد بلان وشادية والراقصة سامية جمال وعصام رجي بالإشتراك مع المونولوجيست المعروف أحمد غانم أو شكوكو وهذه الأسماء المشهورة ومعروفة تساعد بإنجاح حفلتكم الفنية وكل الذين ذكرتهم معروفون عندكم في لبنان والبلاد العربية ويحبّهم أخواننا الخليجيون. فقلنا له إذا لم توافق على أن تكون أنت يا أستاذنا الكبير، لن نقيم الحفلة ونطلب من حضرتكم يا أستاذنا العظيم أن تترك لنا فرصة للتشاور مع أعضاء الرابطة. قال لنا أرجو أن لا تتأخروا لأنني مضطر للسفر إلى القاهرة خلال فترة أسبوع حيث عندي تصوير فيلم ((الحب الكبير)) مع سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة ونخبة كبيرة من الفنانين المعروفين وسأعود إلى بيروت بعد شهر لتكملة تصوير الفيلم في الربوع اللبنانية.
وبعد تقديمنا الشكر على إستقبالنا ودعوتنا إلى مائدته، لم يرض إلا أن رافقنا حتى مدخل الفندق ليودعنا فرداً فرداً وبحفاوة لافتة، مردداً ((إن شاء الله يعطيني الصحة أولاً لأخدمكم وأقوم بواجباتي تجاهكم فنياً وإجتماعياً ومادياً)).
وبدأت الإستشارات مع أعضاء وأصدقاء الرابطة والعمل على حصول المساعدات ومنها ((سبونسر الإعلاني)) من بعض الشركات والمؤسسات الكبيرة، وبعد حصولنا على الموافقة عدنا بعد يومين لنعلن عن إقامة الحفلة ودفعنا الرعبون المتفق عليه حينها، وودعنا فريد قبل سفره إلى القاهرة، قائلاً: وافقنا معكم على إقامة الحفلة في كازينو لبنان في آب عام 1969، والله الموفق، غادر بعدها فريد لبنان وبقينا نحن نعمل ليلاً نهاراً وبجهود كبيرة خوفاً من الخسارة لا سمح الله، وكون النية مصروفة على الخير، بيعت جميع البطاقات ونجحت الحفلة نجاحاً باهراً، منقطع النظير حتى اضطررنا لوضع مقاعد إضافية في الممرات من أجل عدم زعل أصدقاء الرابطة رغم أسعار البطاقات المرتفعة آنذاك.
وعندما حان وقت الحساب، قال لنا فريد هذا الإنسان الطيب الكريم والشجاع، شكراً لرابطتكم الكريمة ولكم جميعاً لإنجاح حفلتي ونجاحكم أنتم بالذات لدعم مشروعكم الإنساني وما تقومون به من أجل سعادة الناس والغلابة والمحتاجين، معيداً لنا الرعبون قائلاً: ((أقدم هذه الحفلة وكامل أجوري دعماً لمسيرتكم الإنسانية)). وحينها قال أحدهم: ((لماذا لم تخبرنا يا أستاذ ذلك عندما إتفقنا معك على الحفلة بدل التعب المضني والنفسي لنصل الليل بالنهار من أجل بيع البطاقات وإنجاح الحفلة))، كان رده: ((لو قلت لكم إنني سأقدم هذه الحفلة دون أي مقابل لذهبتم ونمتم على سبع خرازات من ظهركم وعلى مخدات من الحرير ولكانت الحفلة فشلت فشلاً ذريعاً معنوياً ومادياً. تعبكم هذا وملاحقتكم لبيع التذاكر أنجح الحفلة)).
هذا هو فريد الأطرش الإنساني المعطاء، وعمله هذا جزء بسيط من أعماله وعطاءاته العديدة في لبنان والعالم العربي، وشرفني بالمناسبة وبكل تواضع وإعتزاز أنني كنت مقدماً لهذا المهرجان الفني الكبير الذي كان لنا بمثابة بصمة لا تنسى في تاريخنا الفني الحافل

الفنان وليد ابو الحسن

حديث رائع وذكريات طيبه فى حق فريدنا الغالى
شكرا لحضرتك استاذ وليد علبى والشكر للدكتور محمود الاحمديه اعطاه الله الصحه وبارك فيه وفيكم استاذ وليد

الأخ الفاضل حبيب القلب من جوه
شكرا جزيلا لتحيتك الغالية
دمت بخير
وتفضل بقبول فائق الاحترام