وليد علبي الاداره- كبار الفريدين
عدد المساهمات : 37538 تاريخ التسجيل : 01/01/2013
| موضوع: كان اميرا وكان استاذا 23/11/2016, 10:03 | |
| · [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] محمد رشيدى العبادى . كان أميرا وكان أستاذا.. أمير أصل وفصل وحسب.. وأستاذ فن وعود وطرب. كان «عوده» بطاقته الشخصية.. هويته، ولهذا كان يبدأ به عند جمهوره، كأنما يقدم جواز المرور إلى ال...قلوب، كأنما يقول: «أنا هنا»! إنه موسيقار استحق النجاح، ولا يزال يملأ بفنه كل الأسماع والقلوب.. على مدى أجيال وأجيال! كان صوت الموسيقار فريد الأطرش واحدا من الأصوات القليلة التي لها شخصية، وواحدا من القلائل الذين يستطيعون الغناء على المسرح لمدة ساعتين وثلاثا وأحيانا أربع ساعات.. وهو في كل مرة قادر على أن يجدد ويبتكر في حدود الجديد الذي يقدمه. كان أسلوب فريد الأطرش الموسيقي يتميز بالبساطة الشديدة والشعبية التي تحس معها أنك أليف معه ومع ما يغنيه، كما لو كنت عشت معه طوال عمرك. كان فريد الأطرش يكسبك موسيقيا إلى صفه منذ اللحظة الأولى، ربما من أجل هذا كانت شعبيته الضخمة، واستمراره الناجح.نتابع اليوم الجزء الثاني من مشوار الموسيقار الحزين فريد الأطرش الرائد الثاني للسينما الغنائية في مصر، ونبدأ بقصة حبه لسامية جمال. وراء الكاميرا وبين الكواليس فيلم «انتصار الشباب»، ولدت قصة حب قوية بين فريد الأطرش وسامية جمال، التي فور أن سمعت أن فريد الأطرش يمثل في السينما لأول مرة أدخرت قرشين واشترت باقة زهور وأرسلتها مع كلمة «مبروك». وكان فريد الأطرش في ذلك الوقت يعلم أن سامية جمال تعمل في كازينو بديعة مصابني وجاء لكي يسلم عليها ويشكرها، فما كان من المخرج أحمد بدرخان إلا أن طلب من الماكيير أن يضع الماكياج على وجهها، ثم وقفت أمام الكاميرا إلى جانب فريد الأطرش تمسك شمعة، وهو يغني: «إيدي في إيدك»، وأصبحت قصة الحب بين فريد الأطرش وسامية جمال حديث الساعة في كل مكان وفي جلسات السمر والنميمة. وتوالت أفلامهما معاً، فقدَّما أنجح الأفلام الاستعراضية الغنائية، لكن نجاحهما في السينما لم يقابله نجاح في حياتهما العاطفية، فلم يتحقق حلم الزواج رغم قصة الحب التي دامت أحد عشر عاماً وكانت مضرب الأمثال، لكنها انتهت بالوقيعة التي دبرها لهما الحاسدون والحاقدون، الذين أوعزوا إلى سامية جمال بأن فريد الأطرش يتكبر عليها بدعوى الإمارة لأنها راقصة وهو أمير وانه يستغلها من أجل إنجاح أفلامه فقط.. لأنه لولاها لما حققت أفلامه النجاح. وصدمت أكثر عندما رفض فريد الأطرش أن يحول زواجهما العرفي إلى زواج رسمي لأن تقاليد عائلته في جبل الدروز تمنعه من الزواج براقصة وأنه قد يتعرض للقتل إذا فعل ذلك. ولما انتهت حياة أسمهان في ذلك الحادث الأليم، شعر فريد الأطرش بصدمة قاسية في حياته، بعد أن فقد ذلك الصوت الذهبي الذي كان يعزف له أجمل ألحانه. وساد الاعتقاد في ذلك الوقت أن حياته الفنية انتهت، وأنه لن يستطيع مواصلة مشواره الفني بعد ذلك من دون نصفه الثاني أسمهان. لكن حدث ما لم يكن متوقعاً، فقد استطاع فريد أن يأخذ مكانه المرموق بعد أن وضع عشرات الألحان، غناها بنفسه وغناها له سائر المطربين والمطربات، كما وقّع ثلاثة عقود لبطولة ثلاثة أفلام هي: «شهر العسل» و«ما أقدرش» و«جمال ودلال» تمثيل ببا عزالدين وإخراج استفان روستي. ولم يأت عام 1947 حتى تحول إلى الإنتاج السينمائي وقدم فيلمه الأول «حبيب العمر» تمثيل سامية جمال وإخراج بركات الذي ضرب الرقم القياسي مع أحمد بدرخان في إخراج أفلامه التي وصلت إلى واحد وثلاثين فيلماً أنتج ثلثيها لحسابه الخاص، بينما أنتجت الشركات الأخرى بقية أفلامه. رائد الأوبريت في السينما لكن ما الإضافة التي قدمها في السينما الغنائية بعد رائدها الأول الموسيقار محمد عبد الوهاب؟ قدم بعض المحاولات الرائدة في مجال الأوبرا والأوبريت والاسكتشات الغنائية والاستعراضية، بين ما كان يقدمه من غناء فردي يستعرض فيه طبقات صوته من دون أن تكون له وظيفة درامية لتعميق الإحساس بالموقف الدرامي حيث تصبح تلك الأغنيات مقطوعات غنائية قائمة بذاتها، يمكن أن تنفصل عن مشاهد الفيلم. واذا كانت للأغنية الفردية قيمتها المستقلة عن الفيلم، يلجأ إلى تقديمها في مشاهد سينمائية تضفي عليها إحساساً بصرياً للإلهام بأهميتها في الفيلم. كما كان يلجأ إلى عنصر الإبهار في الصورة السينمائية على حساب القيمة الموسيقية، حين يستعين في تصوير مشاهد أغانيه في الأفلام بإظهار فرقة أوركسترالية ضخمة مكونة من نحو مائة عازف تقف وراءه. لكن المطرب الموسيقار فريد الأطرش الذي بدأ حياته الفنية في كازينو بديعة مصابني الذي اشتهر بتقديم الاستكتشات الاستعراضية، تأثر أيضاً بالمسرح الاستعراضي ونقله إلى السينما الغنائية، في محاولات لتقديم عناصر الأوبريت السينمائية، مثل: «الغروب والشروق» في فيلم «انتصار الشباب» و«جوز الاثنين» في فيلم «عايز اتجوز» و«قمر الزمان» في «ماتقولش لحدط و «بساط الريح» في فيلم «آخر كدبة» و«فارس الأحلام» في فيلم «لحب حبي» وقدم في فيلم «أحبك أنت» استعراضين موسيقيين متقابلين، هما مفاضلة بين الموسيقى العربية والموسيقى الأوروبية. واذا كان الموسيقار فريد الأطرش بدأ بالتأثر بالموسيقى الرومنطيقية الغربية إلى درجة أنه لصقت ببعض ألحانه الأولى بعض الجمل الموسيقية الأوروبية، مثل أغنيتي: «ليه بتهجرني ليهط و«أنساك وافتكرك تاني»، فإنه لم يلبث بعد ذلك أن عاد إلى طابعه العربي وابتعد عن النقل، وإن كان لم يتحرر كليا من الاقتباس في الشكل والمضمون. ومع ذلك فهو يعتبر علامة بارزة في السينما الغنائية بصفة عامة، قدم محاولات رائدة في الأغنية السينمائية قائمة على التجديد والابتكار، وتعتبر تراثاً قومياً جمالياً. هو والعندليب كانا خصمين عنيدين.. كان فريد الأطرش مولداً كهربائياً ضخماً تتفاعل فيه كل التيارات الجبارة، وكان عبد الحليم حافظ يحاول أن يسرق الأضواء منه! كانا وحدهما ملكي المسرح الرجالي، وكان تنافسهما الدائم على خشبة المسرح يشتد ويزداد أكثر فأكثر مع بشائر الحفلات الغنائية بمناسبة عيد شم النسيم.. وتتأجج النار في الصدرين. وظل عبد الحليم حافظ يشعر أن فريد الأطرش الذي كان قد هاجر من مصر إلى لبنان عام 1967، لم يعد إلى القاهرة في شم النسيم بعد أربع سنوات إلا ليحاربه في عقر داره. هكذا تصور أو هكذا صوروا له.. لذلك قرر عبد الحليم حافظ أن يترك مصر في شم النسيم ويذهب إلى لبنان ليحيى حفلتين غنائيتين، وفي التاريخ نفسه الذي يحيي فيه فريد الأطرش حفلتيه المقررتين في بيسين عاليه. وكان المستفيد في نهاية المطاف الشعب العربي الذي ملأ خزائنه وشنف آذانه بأجمل أغنيات فريد الأطرش وعبد الحليم حافظ. حتى تمت المصالحة العامة ليتعاتبا ويتصافيا ويفرغا كل ما في النفس المشحونة. ولم يقبل عبد الحليم حافظ _ يومها _ إلا أن يتم اللقاء في منزل فريد الأطرش بالذات اتساقا مع خط السلام الذي أخذت حمائم المحبة ترفرف فوقه.. وكان لقاء وكان عناق وكان قلبان لا أطيب ولا أنقى. لا وقت للحزن في العام 1970 كان فريد الأطرش ضاق فعلا بالاقامة في الفنادق، وخصوصا بعد أن قرر إطالة اقامته في بيروت، فأستأجر شقة كبيرة في «روف» عمارة أنيقة جديدة في محلة «اللويزة» التي لا تبعد عن قلب العاصمة اكثر من خمس دقائق بالسيارة، وكلف صديقه المهندس اغوب اصلانيان بعمل الديكورات اللازمة لها، وفعلا جاءت الشقة أنيقة وفخمة، لا سيما بعد أن زينها فريد الأطرش بالمفروشات والتحف الثمينة. وفي هذه الشقة بالذات كان يقضي الراحل أكثر أوقاته، ويقيم كل حفلاته، وأحيانا كان يستغلها في تصوير المشاهد الداخلية في أفلامه، أو يجري فيها البروفات على أغانيه الجديدة، أو الأغاني التي سيقدمها في الحفلات العامة. وقال فريد الأطرش لسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة إنه سيكون في منتهى السعادة بأن «يدشّ.ن» شقته ويبدأ حياته الاجتماعية فيها بحفلة كبرى يقيمها على شرف فاتن حمامة، التي كان وجهها خيرا عليه في فيلم «الحب الكبير» الذي حقق نجاحا شعبيا يفوق الوصف، كما در عليه أرباحا جيدة لا تقل عن الارباح التي آلت اليه في جميع أفلامه السابقة. وقبلت فاتن حمامة الدعوة إلى الحفلة التي أخذ فريد الأطرش يهتم بتنظيمها واختيار المدعوين إليها، وفعلا، كانت الحفلة لذيذة وممتعة. كان فريد ليلتها شعلة من المرح والحيوية، وبلغ القمة في خفة الدم، فروى لمدعويه اكثر من نكتة، واستلقت فاتن حمامة على ظهرها من شدة الضحك، عندما روى لها نكتة عن نفسه! قال فريد إن أحد المعجبين كان يتصل به باستمرار، ويطلب إليه ان يكلمه، فتجيبه الشغالة سنية: والله الأستاذ مش قادر يكلمك.. لأنه في الحمام! وعندما تكررت اتصالات المعجب، وفي كل مرة يتلقى الجواب نفسه وهو أن «الأستاذ في الحمام»، صرخ في سنية: هو الأستاذ وسخ للدرجة دي علشان يبقى في الحمام! وعلق فريد الأطرش على النكتة، واعترف للساهرين بأنه عندما يدخل الحمام لا يغسل جسده بالماء، بل بالسبيرتو فقط، وقال: وتفضلوا شوفو أنا نضيف إزاي! حلم لم يتحقق فريد الأطرش بدأ مشواره الفني بالعمل في كازينو بديعة مصابني وختمه صاحب كازينو يحمل اسمه في بيروت، وكانت أعز أمنياته أن تغني أم كلثوم لحنا من ألحانه على الرغم من أن الأطباء كانوا يحذرونه من الإرهاق، إلا أنه كان مستعدا للتضحية بصحته كلها في سبيل تحقيق هذه الأمنية القديمة الغالية. لكن الرياح جرت بما لا يشتهي الفن.. فقد مرت السنون ولم تغن أم كلثوم من ألحانه، وقيل في تبرير ذلك ألف زعم وزعم.. قيل إن أم كلثوم طلبت تعديل تلحين بعض الجمل فرفض فريد الأطرش، لأن هذا التعديل يعتبر انتقاصا من قدرته الفنية. وأغرب ما في الأمر أن فريد الأطرش كان يعتقد أنه إذا انتهى فسوف ينتهي معه جميع منافسيه، وإذا رحل فسوف يرحل معه من كان يسأل الله أن يطيل باعمارهم وبعمره. فقد قال ذات مرة للفنانة صباح وعبد السلام النابلسي ومحمد سلمان: إذا مت فسوف يموت معي اثنان!! ويشاء القدر أن يموت فريد الأطرش، فتموت معه بعد أربعين يوما سيدة الغناء العربي أم كلثوم، ثم يموت بعد سنتين العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ! وختاما.. في حياته العاطفية نساء كثيرات عشقهن وأحبهن، لكنه لم يتزوجهن بشكل علني.. ومنهن نجمات مشهورات كسامية جمال ونور الهدى وشادية، وآخرهن سيدة المجتمع سلوى القدسي.أنت حبيبي من أطرف الحكايات التي تروى عنه ما حكاه لي المخرج يوسف شاهين الذي تعامل معه في فيلمين هما «ودعت حبك» و«انت حبيبي»، والفيلمان شاركت في بطولتهما الفنانة شادية بالتمثيل والغناء، وبأسلوب يقترب من الكوميديا.. روى شاهين اعترافه الصريح بأنه كان في بداية مشواره السينمائي وكان في أمس الحاجة للعمل مع مطرب كبير في شهرة فريد الأطرش.. الذي استدعاه عام 1957 ليحكي له فكرة فيلم «انت حبيبي»، ففوجئ بأن جميع من حضروا اللقاء كانوا يبالغون في الضحك كلما حكى فريد الأطرش بعض المواقف التي يعتقد انها كوميدية. ورغم ان يوسف شاهين لم يجد في تلك المواقف ما يضحك إلا أنه شارك المجموعة في الضحك حتى لا يضيع منه الفيلم! ولأن يوسف شاهين كان يمتلك قدرة مذهلة في سرد الأحداث بأسلوب ساخر، استطاع اقناع فريد الأطرش بالاستعانة بالمؤلف أبو السعود الأبياري لتحويل الأفكار الشفهية إلى مواقف كوميدية.. فقد كان يوسف شاهين يطمح الى أن يقدم فيلما يختلف تماما عن كل ما سبق للموسيقار فريد الأطرش أن قدمه مع سامية جمال. ويروي يوسف شاهين عن مدى الصعوبات التي صادفته مع فريد الأطرش الذي قاوم بعنف محاولات تغيير صورته على الشاشة السينمائية.. ورغم ذلك نجح شاهين في أن يتعامل مع سيطرة النجم من دون أن يقفد شيئا من أحلامه ولا دوره كقائد للعمل السينمائي.بداية «دعاء الكروان» أهم ما يذكر أن فريد الأطرش، كان اشترى قصة «دعاء الكروان» من الدكتور طه حسين بألف جنيه مصري عام 1951 لينتجها ويلعب بطولتها، وعندما عرض القصة على المخرج بركات لكي يشرع في اخراجها رأى بركات أن الدور لا يناسبه وبأنها ستتحول وتتغير لتلائم فريد الأطرش كمطرب، مما يبعدها عن فكرتهـا الأصلية، وربما يجعل الدكتور طه حسين يأخذ موقفا من الفيلم فامتنع فريد الأطرش وعدل عن فكرته وباعها لمخرج الفيلم بركات | |
|
وليد محمد جوده فريديّ أصيل
عدد المساهمات : 74 تاريخ التسجيل : 09/07/2011
| موضوع: رد: كان اميرا وكان استاذا 24/11/2016, 15:41 | |
| مفال جميل للاستاذ محمد رشيد الف شكر استاذ وليد علبى | |
|
وليد علبي الاداره- كبار الفريدين
عدد المساهمات : 37538 تاريخ التسجيل : 01/01/2013
| موضوع: رد: كان اميرا وكان استاذا 24/11/2016, 17:44 | |
| الأخ الفاضل وليد محمد جودة شكرا جزيلا لمشاركتك الراقية مع فائق احترامي | |
|