عود فريد الأطرش الحلبي سأسرد قصة عوده الحلبي الشهير. فقد زارني أحد اﻷقارب المغتربين وكان مغرم بالعزف على العود ويريد شراء عود حلبي، فسألنا أحد العازفين و دلنا على أفضل من يصنع العود بحلب وهو رجل حلبي كبير السن في عوجة الكيالي ( الجديدة ). ولما وصلنا إليه رأينا صورة كبيرة في دكانه للفنان فريد الاطرش وهو يحتضن عودا جميلا. فسأله صاحبي: هل لديك عود مماثل لهذا العود؟ فأجاب الرجل: أنا من صنعت هذا العود.. وعاهدت نفسي ألا اصنع عودا مماثلا .. وسرد لنا هذه القصة: أنا مغرم بعزف فريد الأطرش لذلك قمت بصنع عود جميل يليق بأنامل فريد الأطرش. وعندما جاء فريد إلى حلب ونزل في فندق بارون حملت عودي وذهبت إليه وقدمته له كهدية. فشكرني وغاب بضعة دقائق وعاد وهو يحمل رزمة من المال ( صرة عرب ) وقدمها لي. فرفضت قبولها وقلت أن العود هدية مني. فأجابني: وأنا قبلت هديتك وأتمنى أن تقبل هديتي أيضا... ولازلت أحتفظ بهذه الصرة بصندوق مغلق لتاريخه، بالرغم من بطلان قيمتها المالية ﻷن هدية فريد الأطرش لاتقدر بمال وأكبر من أي مبلغ. ........ رحم الله الفنان الكبير فريد الاطرش ... لم يكن فقط أميرا بالطرب بل أميرا بالكرم والشهامة العربية أيضا