Said Hamidiفى 31/5/1934، استمع مدحت عاصم فى لقاء المصادفة هذا بإعجاب وحب إلى عزف فريد على العود،
ولقد ترجم مدحت عاصم إعجابه فى هذه الأيام الأخيرة من عام 1935
فى صورة عقد من الإذاعة لفريد ينص على تقديمه وصلة أسبوعية من العزف المنفرد على العود،
فجاءت إذاعة الوصلة الأولى لفريد فى مساء الإثنين 13 يناير 1936، وعندما استمع مدحت عاصم بعد ذلك إلى غناء فريد..
فإن التعاقد الأول أضيف إليه بند ينص على أن يقدم فريد وصلتين من الغناء أسبوعيا لقاء أجر قدره جنيهان للوصلة الواحدة،
وفى مساء السبت 21 مارس 1936 استمع جمهور إذاعة القاهرة فى كل مصر
إلى عزف منفرد على العود من فريد أتبعه بأغنيته الأولى "بحب من غير أمل"،
ثم قدم فريد بعد ذلك خلال شهور أبريل ومايو ويونيو من عام 1936 مجموعة من الأغنيات مثل
: "يا ريت تدوقى اللى فى قلبي"، "الشريد"، "يا نسمة تسري" وغيرها حفظت له مكانًا بين مطربى الإذاعة وقتها،
لكن الشهرة جاءت إليه بعد أن غنَّى فى مساء الأربعاء 29 يوليو 1936 أغنيته الخالدة "يا ريتنى طير لا طير حواليك"
التى نظمها ولحنها الفنان الفلسطينى يحيى اللبابيدى الذى كان يعمل آنذاك مديرًا لقسم الموسيقى العربية بالإذاعة الفلسطينية.
منذ أن عرف الناس صوت فريد ورصيده من حب الجمهور فى نمو وازدياد،
حتى لقد عدّه الكثير من النقاد مثل د. رتيبة الحفنى وكمال النجمى المنافس الوحيد والحقيقى لمحمد عبدالوهاب،
إذ قدم فريد فى سنوات بداياته الأولى فى عقد الثلاثينيات الكثير الذى جذب إليه جماهير الطبقة الراقية من المجتمع،
فبالإضافة إلى تميز صوته وسحر عزفه على العود..
فإن استعانته بالكثير من قوالب الموسيقى الغربية كالتانجو والرومبا والفالس
فى صياغة ألحانه الأولى ذات النكهة والأصل الشرقى جذب إليه أسماع المثقفين من أبناء الطبقة الراقية،
ويرى الناقد المعروف كمال النجمى أن ذلك كان السبب الرئيسى
وراء توسع محمد عبدالوهاب فى الأخذ من الموسيقى الغربية لمجاراة فريد فى جديده الذى جاء به..
ومحافظة على جمهوره من الطبقة الراقية الذى يملك المال والجاه والكثير من أسباب نجاح أى مبدع.