سعيد حميدي في يوم من أيام سنة 1974م قال "فارس يواكيم" وهو أحد المواكبين والمؤرخين والمشاركين في أبرز محطات المشهد الفني العربي في القرن الماضي:"زرت فريد الأطرش وكانت جلسة دردشة بحضور" دينز جبور"سكرتيرة فريد الخاصة والمؤتمنة على أسراره. سألته رأيه في أسمهان المطربة" قال:"إنس أنها أختي، غير خامة صوتها الذهبية وهذه عطية من الله، كان عندها إحساس مرهف جدآ بالموسيقى. تفهم اللحن وتحفظه من أول مرة. وعندما تغني تحس بكل كلمة ونغمة. تغني بصوتها لكن من قلبها، كأن كل قطرة دم في عروقها تنفعل بما تغنيه. أسمهان تحب الموسيقى وتحب الشعر أيضاً وتحفظ مئات. الأبيات. "وقبل أن أطرح الأسئلة عن أسمهان الإنسانة أومأت إلي" دينيز جبور" بإشارة تعني أن ألزم الصمت. ولا حقا قالت لي وهي تودعني" رحيل أسمهان المبكر أكبر جرح في قلب فريد الأطرش. ما عليك سأعطيك مقالة عن أسمهان بقلم فريد. ". في المقال كتب فريد الأطرش :"كانت أسمهان فنانة في كل شيء حتى في أكلها وشربها وملبسها. كانت تمضي عليها فترات تميل فيها إلى العزلة، فتهرب من الناس وتبالغ في الهروب منهم وتتجنب لقائهم، حتى إعتقد البعض أنها متكبرة متعجرفة. وكانت في بعض الأحيان تحب الحياة المليئة بالصخب والضوضاء... وكانت كريمة إلى حد الجنون. ". وروي أنه أعطاها ذات مرة عشرة جنيهات لتدفع إيجار الشقة. وفوجئ بصاحب العمارة يطالب بالإيجار! ثم علم بعد ذلك من أسمهان أنها تصرفت بالجنيهات العشرة، أعطتها لإحدى صديقات الأسرة، كان زوجها الصيدلي في ضائقة مالية شديدة وقالت:" بإمكان صاحب البيت أن ينتظر، لكن الصيدلي لم يكن بوسعه إنتظار إشهار الإفلاس.". تشابه فريد وأسمهان في جمال الصوت، في الكرم بلا حساب، وفي حب الحياة بلا حدود. فريد الأطرش.. عاش "ليالي الأنس" وبقي جرح أسمهان مرافق له حتى مماته [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]