كيف ماتت أسمهان؟

كيف ماتت أسمهان؟

اسم البرنامج: محطات
مقدم الحلقة: دينا عزار
تاريخ الحلقة: الخميس 18-10-2007

دينا عزار: أهلاً بكم إلى محطات أنا دينا عزار أقدم لكم حلقة خاصة ببرنامج محطات من بيروت فيها تقرير من جزئين عن أسمهان زهير إبراهيم يكشف بالصور والوثائق محطات جديدة في حياة هذه الفنانة التي ماتت في أوج شبابها وبظروف لا تزال غامضة،

أسمهان.. سر خلود الصوت.. ولغز الموت

كان فلكي قد تنبأ لها وهي في بداية حياتها الفنية بأنها ستكون ضحية حادث وستنتهي في الماء، وماتت في الماء، ومنذ ذلك الحين لم يعوض صوت أسمهان، قلة من الناس الذين يعيشون قليلاً ويتركون أثراً عميقاً في مسيرة وذاكرة البشر هي كانت واحدة من هؤلاء، في عمر السادسة والعشرين ماتت آمال الأطرش أو قتلت تاركة وراءها أربعين أغنية وفيلمين سينمائيين ولغزاً عن أدوارها السياسية وتعاملها مع أجهزة مخابرات دولية، ماتت أسمهان تاركة سراً في سبب خلود صوتها العظيم، زهير إبراهيم زار مدينة السويداء حيث ولدت أسمهان وحيث ما تبقى من مقتنياتها صور ومخطوطات نادرة عن حياة أسمهان وعائلتها وعلاقاتها الشخصية، كما زار فندق داود الذي شكل محطة هامة في أنشطة قد تكون سياسية في حياتها.
زهير إبراهيم: ربما جميعكم أو جلكم سمع واستمع فتمتع بهذا الصوت العذب والرخيم، إنه صوت أسمهان المتفرد الذي امتلك عمق المشاعر والأحاسيس وفرض خلوده رغم أن صاحبته لم تعش أكثر من 26 سنة في سيرورة تحتاج تفاصيلها إلى حكاية.
ممدوح الأطرش (مخرج مسرحي): ولدت في البحر ولدت أميرة وعاشت في فترة طفولتها المبكرة في لبنان في قصر الشيشاني بحكم والدها الأمير فهد الأطرش حيث كان مبعوث لدى السلطات الفرنسية، مبعوث عند جبل الدروز مبعوث سياسي وعاشت في قصر الشيشاني فترة الفترة المبكرة من حياتها ضمن أجواء الإمارة والترف التي عاشتها، وبعد قيام الثورة السورية والتحاق والدها فهد الأطرش بالثوار بأبناء عمه هربت علياء بأطفالها الصغار اللي هم فؤاد وفريد وأسمهان إلى مصر وعاشت في مصر، وقطعت الموارد المالية عن علياء والتجأت علياء إلى أن تغني في الأفراح وأن تحيك مناديل الصوف لكي تعيل أولادها وتدخلهم إلى المدارس.
زهير إبراهيم: أسمهان أو بحرية لأنها ولدت على متن سفينة عام 1917 أو آمال الأطرش لاحقاً لا فرق في ذلك، فهذه الأنثى السورية التي ترعرعت فوق تراب وبين صخور وتقاليد السويداء هذه الأسمهان كانت واضحة بصوتها وغامضة في تفاصيل تكوينها.
ممدوح الأطرش (مخرج مسرحي): أسمهان في رأيي أقرب إلى الشخصيات القدرية شخصية قدرية كاملة، وبهذا تجد تشابه كبير بين شخصيات شكسبير وشخصية أسمهان من حيث الصراع والبناء الداخلي وتدخل القدر في حياتها.
زهير إبراهيم: هذا الصوت الأسمهاني الأوبرالي لم يتفجر صدفة في صدر هذه الآمال التي أينع شبابها في قصر الإمارة وفي قصور أخرى في سويداء الشام، في وسط عائلة يحمل العديد من أفرادها حناجر ذهبية، في هذا البناء التقليدي وبين أحجاره الأثرية وأبوابه وأعمدته ترعرع نمير صوت أسمهان نمير يحمل خامة متميزة.
صميم الشريف (ناقد وباحث موسيقى): يا سيدي أسمهان صوت خارق يملك كل المواصفات الفنية التي تجعله من الأصوات المقدمة في المقدمة، طبقة صوتها علمياً بالمتزوسبرانو وهذه الطبقة المتزوسبرانو هي أقل درجة من السوبرانو.
زهير إبراهيم: وفي مصر يسجل أن الموسيقاري محمد القصبجي لعب دوراً أساسياً في إبداعات أسمهان الغنائية وإن كان اكتشافها قد تم على يد الموسيقار داود حسني الذي قدر خامة صوتها الواعد ومنحها اسمها الفني.
ممدوح الأطرش (مخرج مسرحي): تنبأ داود حسني لهذه الفتاة بأنها ستكون ذات شأن عظيم في عالم الأغنية العربية وأطلق عليها لقب أسمهان منذ تلك اللحظة تيمناً بمطربة فارسية من مدينة أصفهان اسمها أسمهان.
زهير إبراهيم: الغريب أن أسمهان وهي لم تزل في سويداء سوريا حاولت أن تجمع المجد من ضفتيه، أن تكون أميرة للطرب والسياسة في آن، من نافذة هذه الغرفة في جبل العرب اعتادت أسمهان أن تطل على المروج تردد الألحان وتتابع زوار القصر من الشخصيات البارزة سياسياً واجتماعياً، ربما في محاولتها هذه رسمت نهايتها السريعة والمأساوية.
ممدوح الأطرش (مخرج مسرحي): هذه المرأة التي شكلت وعي ونضج سياسي كبير بدأ من هذا المكان بحكم علاقات زوجها الأمير حسن الأطرش مع القيادات الوطنية والسياسية آنذاك، فأسمهان جلست جنباً إلى جنب مع الرجال في مضافة الجبل وتابعت الأحداث السياسية الوطنية التي كانت الشغل الشاغل آنذاك إبان مرحلتي احتلال كانت سبقتها المرحلة العثمانية ومن ثم مرحلة الاحتلال الفرنسي لبلدنا.
زهير إبراهيم: ولقد أخذت أسمهان هذه المحاولة معها إلى القاهرة وهناك وقّعت أول عقد فني لها مع الإذاعة المصرية، واستلمت أول راتب لها فكتبت احتياجات البيت بخط يدها، في القاهرة عاشت مع أباطرة الشعر والموسيقى والغناء وحفرت حضورها وبسرعة بين عمالقة الطرب.
صميم الشريف (ناقد وباحث موسيقى): مافي خلاف على صوت أسمهان كصوت رائع جميل جداً جداً، لم أعرف حتى الآن على المستوى العربي صوتاً بكل هذا الجلال والجمال الذي الإنسان لا يملك إلا أن يقول سبحان الله.
زهير إبراهيم: ومنذ اندلاع الحرب العالمية الثانية أمست أسمهان إشكالية ولغزاً محيّراً فهي دخلت لعبة السياسة الدولية من أبوابها الغامضة وكلفت بمهام سياسية، وتنقلت بين مصر وسوريا وفلسطين واختارت فندق داود في القدس محطة لها، هذه غرفتها في الفندق وهذا مكان جلوسها، وهنا عقدت لقاءاتها للمساهمة باستقلالية سوريا، وقبل أن تضع هذه الحرب أوزارها وضع القدر وعلى يد مخابرات دولية كما يقول البعض نهاية لحياة أسمهان حتى قبل أن تنهي تصوير آخر مشاهد فيلمها السينمائي الثاني غرام وانتقام.
ممدوح الأطرش (مخرج مسرحي): بدون شك أسمهان قُتلت، أسمهان قُتلت ومن خلال تتبعي للأحداث كانت هنالك ستة خطوط تتصارع وتتنامى لمن منهم يسبق لقتل أسمهان ومن هنا جاء الغموض في مقتل أسمهان.
زهير إبراهيم: وبعد موت أسمهان أثيرت ولا تزال علاقة كوكب الشرق أم كلثوم بها أو بالأحرى بقدراتها الغنائية.
صميم الشريف (ناقد وباحث موسيقى): أم كلثوم من هنا كانت ترى في أسمهان كشباب وجمال وصوت مضاه خطير لها في مجال الغناء، ووفاة أسمهان كانت إنقاذ لأم كلثوم لأن أسمهان كانت ستحتل المرتبة الأولى حتماً.
زهير إبراهيم: ولكن هل كان لأم كلثوم صلة بمقتل أسمهان في ظل مزاحمة فنية كانت في بداياتها؟
ممدوح الأطرش (مخرج مسرحي): أنا أستبعد تماماً هذه الإشاعة، أم كلثوم بالأساس فنانة وامرأة دين، أنا لا أتصور إطلاقاً أن تتورط أم كلثوم في مقتل أسمهان، صح أن أسمهان كانت هي منافس قوي وشديد على الساحة الفنية، ولكن أم كلثوم كانت قاطعة شوط كانت مثبتة وجودها في الساحة الفنية في مصر عندما بدأت هذه الطفلة الصغيرة في عام الـ14 سنة أن تغني وملكت هذه الموهبة، ولم يكن هناك أي عدائية مطلقة بين أم كلثوم وأسمهان، حتى لقاءاتهم كانت قليلة جداً، وأنا أقولها وأقولها بعد بحث وتمحيص أم كلثوم لم يكن لها يد إطلاقاً في مقتل أسمهان.
زهير إبراهيم: وبعد انطفاء أسمهان وصوتها في العام 1944 حافظ محبوها على ما بقي من مقتنياتها الشخصية بأمل جمعها مع تراثها الغنائي في متحف هو منزلها القائم في مدينة السويداء، والطريف في هذا السياق أن امرأة سورية اشترت غرفة نوم أسمهان وصانتها حباً بذلك الصوت الذي قُطف في وقت مبكر.
تمام عبيد: قبل 40 سنة اشترتها أختي عرضوها للبيع واشتريناها ونحن محتفظين فيها بعدنا، شو بعد بدها؟ هي خلصنا ما عاد.
زهير إبراهيم: هذه واحدة من المطربات اللواتي سعين لنجومية الطرب العربي من خلال استعادة أغنيات أسمهان باعتبار من يتمكن منها يحصل على شهادة مهمة لدخول عالم الغناء من أوسع أبوابه.
صميم الشريف (ناقد وباحث موسيقى): لبابة قنطار شيء آخر، لبابة قنطار تفوقت حتى على أسمهان.
زهير إبراهيم: وبمعزل عن المقارنة والمقاربة في الأصوات وبإشكالية أسمهان السياسية لا مناص من الإقرار بسحر صوت أسمهان الذي أجاد أداء كل أنواع الغناء.
صميم الشريف (ناقد وباحث موسيقى): صوت أسمهان صالح لكل الأشياء للطقطوقة وللقصيدة وللأغنية الطويلة، فلذلك وقت اللي بنسمع نحن يا طيور مثلاً نقف مذهولين أمام هذا الصوت الرقراق الصافي النقي في الآهات التي تستخدمها.
زهير إبراهيم: ويبدو أن من المستحيل الإحاطة بكل حكاية أسمهان التي خلفت وراءها ابنتها الوحيدة كاميليا إلى جانب أغانيها الرائعة، هذه الفنانة التي وُلدت من تراب جبل العرب السوري، وعاشت أميرة وعانت من ضنك العيش واختارها القدر صوتاً عذباً وأداء مبدعاً شكّل إرثاً وكنزاً في عالم الطرب.
لبرنامج محطات - زهير إبراهيم - العربية - دمشق.

بالفعل صوتها اجمل صوت ظهر حتى الان ولو قدر لها وعاشت لكانت الاولى

شكرا اخت وسام على ردكم الجميل

اشكرك على مقالك الرائع استاذ محمد
شكرا يا غالى على مجهودك الكبير

شكرا استاذ محمد الغريب

شكرا على المقال استاذ محمد

شكرا استاذ محمد الغريب

تسلم اخى النشيط استاذ محمد الغريب
شكرا يا غالى

مشكور اخى محمد الغريب

شكرا استاذ منعم على ردك

مرحب اخت شاهنده
شكرا لردك

مرحب اخى الكريم اشرف حسين
شكرا لردك

مرحب اخت لمياء
شكرا لردك

مرحب اخى المارد العربى
شكرا لردك

شكرا لك أخي محمد الغريب على الموضوع