في الذكري اربعين على رحيل الموسيقار الكبير فريد الاطرش تستعيد صحفية المستقبل اللبنانية في عددها الصادر بتاريخ اليوم 7\7\2014حضور هذا الفنان العظيم
تطرق فريد الأطرش خلال مسيرته الفنية الى شتى انواع الالحان والمقامات والايقاعات وكان اكثر فنان تطرق الى الاوبريت والبعض يقول انه كان اول من ادخل الاوبريتات الى الافلام واولها {الاندلس}«بساط الريح»، «الحب قسمة ونصيب»، «الشرق والغرب». كما انه اثبت انه يتمتع بفكر تأليفي سمفوني من خلال كتابته لبعض المقدمات الموسيقية الاوركسترالية والمطولة كما في مقدمات: «لحن الخلود»، او «بنادي عليك» و«حبيب العمر» و«الربيع». ناهيك عن ادخاله تلك الافكار وتنفيذها في كل اغنية لحنها بخاصة في أفلامه والحانه لشقيته اسمهان التي افتقد صوتها الذي كان يلبي افكاره والحانه ذات المساحات المقامية اضافة الى تلوينه ومزجه الشرقي بالغربي ومقدرة اسمهان على تنفيذها بسهولة وسلاسة.
استطاع فريد الأطرش أن يرتقي بفن المونولوغ الذي جاء به القصبجي، وتشهد أعماله على شاعريته الشفافة التي أعطاها وبخاصة في مونولوغ «رجعت لك يا حبيبي» ففي هذا المونولوغ الذي غنته أسمهان ما بين عامي 1939 1940 يرى النقاد أنه جسد أسلوباً خاصاً به وبشخصيته الفنية. ففيه نشعر بنغمات أوتار عوده الواضح النبرات، وقدراته الفنية وألحانه الجميلة خاصة عندما غنت أسمهان عبارة: «في كل يوم يزداد حنيني إليك» وأيضاً عبارة «كان قلبي عليل ومالوهش خليل» ومطلع الأغنية الذي هو على مقام الكرد يضم أربع قفلات. وهذا الأمر كان جديداً على الملحنين آنذاك، فبعضهم اعتبره ضعفاً وبعضهم الآخر اعتبره تجديداً والأخير هو الأصح.. وذلك لأسباب من أهمها لزوم كلمات المونولوغ التي تعبر عن عودة الحبيب والعودة إلى الحبيب وفي الحالتين عبر فريد بقفلاته الموسيقية تعبيراً شاعرياً ووضع القفلات الأربع للتعبير عن كل غصن بجملةٍ موسيقية غنائية تختلف عن سابقاتها. وهذا يعتبر إبداعاً في فكره الموسيقي وتمرداً على واقعه الإبداعه الموسيقي.
أما على صعيد القصائد فقد قدم ما بين عامي 19341940 مجموعة من الأغاني والقصائد من بينها «ختم الصبر بعدنا بالتلاقي» «ثم يا نسمة تسري». ولم تأخذ منه القصيدة حيزاً كبيراً كما الأوبريت والمونولوغ والأغاني الشعبية، فاتهم بالتقصير في مرحلة من حياته الفنية، حتى تجرأ البعض ليقول بأنه غير قادر على تلحين القصائد، فانكب فريد على تلحين قصائد الأخطل الصغير وغيره من الشعراء بطريقة الملحن المحترف بعد أن توقف لعشرة دقائق قلبه في أحد المشافي البريطانية حيث نصحه الأطباء بترك الغناء والحفلات لأن وضعه الصحي لا يسمح بذلك، وعاد في قلبٍ ضعيف جداً ليقدم لجمهوره ومحبيه الأغاني العاطفة والطربية والوطنية والشعبية، وعلى الرغم مما كان عليه فقد لحن «عش أنت، وأضنيتني بالهجر، لا وعينيكي، ووردة من دمنا، وغيره الكثير».
ومن تمرده أن أدخل في غنائه للقصائد تجديداً في نوع التفريد الذي لم يكن سائداً في تلك الأيام تفريداً بطريقة /الموال/ في منتصف القصيدة كما فعل في /عش أنت/ وهذا أيضاً يعتبر جديداً في غناء القصائد حتى قلّده الكثيرون واستخدموا الموال في منتصف الأغنية الشعبية، وكأنه يقول عدتُ بحلةٍ جديدة في غناء القصائد وهو الذي كان يقر بأنه لا يمكن الاستغناء عن الشعر في الغناء العربي الأصيل.
اما الاغنية الشعبية فخير مصدر نستقي منه رأي فيه الكثير من العلم والصواب والتحليل التقني الرفيع مقالة نادرة كتبها الموسيقي العراقي الراحل جميل بشير، نقتطف منها بعض ما جاء فيها:
ـ ...لا يمكن القول إن الأغنية الشعبية انطلقت من فريد الأطرش فلقد سبقه في هذا المضمار سيد درويش بتلاحينه الرائعة وعظمة الطاقة الإبداعية التي صاغ بها أغانيه الشعبية»، ويستطرد قائلاً: «غير أنه يمكن التحديد تماماً أن فريد الأطرش حقّق وحدة الانسجام النغمي العربي في الأغنية الشعبية عن طريق استخدام آفاق مقامية متنوعة لبيئات عربية متعددة.
ومن المؤكد أن فريد الأطرش استمدّ خلاصات تجاربه الفنية في الالحان الشعبية من محتوى روحي اعتماداً على طاقاته الداخلية فهي نتاج لمزاياه وسجاياه وتجاربه. والمخطط العضوي لفن الأطرش الشعبي يستمد أنواره من التأمل الباطني الخازن لمعرفة عميقة بالأنغام العربية المتعددة مصرية، سورية، لبنانية، عراقية، سعودية، سودانية، تونسية، إلى آخره مع إضفاء طابع عصري يتآلف ايجابياً مع اتجاهات الأسماع الفنية، إذا ما وضعنا في حسابنا أن فريد الأطرش كان يجيد الغناء وفقاً للنص وهو عازف نادر على آلة العود وآلات عربية وأجنبية أخرى منها (البيانو) وهاضم كبير للأنغام البدوية والريفية ومستوعب للأصول المقامية العربية والشرقية وصاحب صوت رخيم ممتد ومتنوع في المسافات، له قدرة عميقة في مجال الإبحار الصوتي كما يتمتع بملكة عجيبة على الصعود والهبوط.
ويستطيع المتتبع الحاذق الملمّ بتفاصيل الاساليب الموسيقية العربية أن يكشف في موسيقى الاطرش جميع التغيرات التي طرأت على فن تلحين الأغنية الشعبية، فقد عرف هذا الفنان الكبير، كيف يوفق بين فن البيئات العربية المتنوعة في التصميم والإنشاء وميل الحسّ الشرقي الى الميلوديا، كما انه استطاع أن يقبض على خصائص التكوين الأسلوبي لقالب (الموال) ومزجه بطابع الأغنية كما في اغنية (يا ديرتي ما لك علينا لوم) التي أدتها أسمهان بسحر فيّاض وعبر الفترة التاريخية التي ملأها فن فريد الأطرش، فقد أنتج لنا هذا الموسيقار الكثير من الأغاني الشعبية، التي شغلت الناس وملأت حياتهم وقد ادخل الإيقاعات السريعة، الحادة والعنيفة في بعض الأحيان على الأغنية الشعبية مازجاً على نحو مبهر الانغام العربية مضيفاً عليها الطابع الفني لشخصيته، مانحاً اياها لونية جميلة من الوحدة الفنية «ليه تشتكي أرضنا والنيل ساقيها»، «جبر الخواطر على الله»، «الحياة حلوة»، «هلّ هلال العيد»، «من الموسكي لسوق الحميدية»، «حبيبة أمها»، «يا دلع»، «تؤمر على الراس وعلى العين» وكثير غيرها. والتي تحمل في خصائصها التطور التدريجي المشروع محافظاً على خاصّتين أساسيتين، نقاء الأسلوب، والجمع الصحيح بين الشكل الغربي والمضمون المحلي، حاول فريد الأطرش في الأغنية الشعبية أن يعتمد على الرحابة النغمية للمقام الأصلي الذي يلحن منه الاغنية وذلك بجمعها الفذ بين العذوبة اللامحدودة والتوقد الفياض الخازن للحدس الجمالي، عندما يطلق صوته العريض في موال يقطع به سير الأغنية الشعبية ليبلغ فيه جدية التأملات الوجدانية العميقة للاستماع، ثم يعود الى لحن الاغنية، اذ يختار لمواله مقاماً قريباً من المقام الأصلي. أما الإيقاعات المتنوعة التي استخدمها الأطرش لتأليفه اللحنية الشعبية فهي صورة للاستحداث الذي أراده لفن الاغنية الشعبية التي اكتست بهذه الإيقاعات بالروح الحية الطريقة المدهشة.
أبو وحيد ضيف شرف
عدد المساهمات : 12345 تاريخ التسجيل : 25/12/2010
موضوع: رد: صحفية المستقبل تستعيد حضور الموسيقار 2 7/7/2014, 23:36
أشكرك جزيل الشكر أستاذنا القدير المتألق ==*** وليد علبي ***== على مواصلتك رفع هذه المقالات التي تستعيد فيها صحيفة المستقبل حضور موسيقارنا الحبيب ملك الابداع والانغام ((((((( فريد الأطرش ))))))) الذي غزا قلوب الشرق والغرب على حد سواء واستحق ان يوصف بانه الموسيقار العالمي الخالد تقبل خالص الود والثناء والامتنان والتقدير وسلمت اياديك المباركة
وليد علبي الاداره- كبار الفريدين
عدد المساهمات : 37463 تاريخ التسجيل : 01/01/2013
موضوع: رد: صحفية المستقبل تستعيد حضور الموسيقار 2 8/7/2014, 00:25
استاذي القدير ابو وحيد اطلالتك المميزة انارت الموضوع كالعادة اشكرك جزيل الشكر على هذا التشجيع والتواصل الرائع دمت متألقا في مشاركاتك ومواضيعك مع اصدق مشاعر المودة والاحترام
أشرف الزيات فريديّ أصيل
عدد المساهمات : 9892 تاريخ التسجيل : 05/12/2012
موضوع: رد: صحفية المستقبل تستعيد حضور الموسيقار 2 21/7/2014, 10:34
الف شكر أخى القدير وليد علبى كلمات جميله في حق الموسيقار الخالد دمت بخير وشكرا لمجهودك وتواصلك معنا
وليد علبي الاداره- كبار الفريدين
عدد المساهمات : 37463 تاريخ التسجيل : 01/01/2013
موضوع: رد: صحفية المستقبل تستعيد حضور الموسيقار 2 21/7/2014, 17:10