وليد علبي الاداره- كبار الفريدين
عدد المساهمات : 37538 تاريخ التسجيل : 01/01/2013
| موضوع: اخر اغنية للموسيقار ظهرت بعد وفاته في ذكراه ال45 25/12/2019, 22:57 | |
| فريد الأطرش : في ذكرى رحيله ماذا بوسعنا أن نقول ؟ زياد العيساوي
كلمة عتاب يا حب بتدور عليك
كلمة من قلبي يا ريت توصل إليكْ
***
خذت ايه من ناري
لما لعبت بيا بعمري لعبْ ؟
و طلعت بعد الورد بعد الوعد
شوك و سراب يا حبْ
بعتب يا حب عليك
يا دوب كلمة عتاب
م النار م العذابْ
***
هو ده الورد اللي كنت بتقطفه
و تفرشلي بيه خطوة طريقي ؟
هي دي الأحلام و نشوتها
اللي كنت تقول عليها نعيم حقيقي ؟
دي الآمال الحلوة اللي رسمتهالي ؟
دي الوعود الغالية اللي اللي وعدتهالي ؟
ليه تذوقني الهنا كله ؟ و ليه خذت الهنا ؟
اعمل ايه دي الوقت في الأشواق و في الحرمان ؟
أنا
***
مرت سنين و سنين كتير
من يوم ما قابلتك يا حبْ
من يوم ما غنيت اللي بتغنيه تملي لكل قلبْ
خذت ايه من ناري
لما لعبت بيّ بعمري لعبْ ؟
و طلعت بعد الورد بعد الوعدْ
شوك و سراب يا حب
بعتب عليك يا دوب كلمة عتابْ
بعتب عليك يا حبْ م النار م العذابْ ..
بهذه الكلمات من بديعته أغنية ( كلمة عتاب ) التي ألفها له الشاعر و الزجّال ' أحمد شفيق كامل ' وضع الفنان الراحل ' فريد الأطرش ' أخر حجر كريم في عِقد أعماله ، التي ترنّم بها طِوال أربعة عقود دونما كلل و لا ملل منه ، و لا من من محبي أعماله ، و قد تركها الفنان ' فريد الأطرش ' مُسجَّلة على آلة العود ، قبل أنْ يقوم بتوزيعها موسيقياً بذاته ، لكن العمر لم يسمح له بذلك ، فأتى من بعده ، المُلحـِّن و المُوزِع الموسيقي ' علي إسماعيل ' ليقوم بتوزيع هذه الأغنية في هذه الصورة ، التي أنتم تستمعون إليها تواً ، بعد أنْ قام بتركيب التسجيل الصوتي للراحل ، و هوّ يتغنى بهذه الرائعة ، على الموسيقا التي وضعها له ، قـُبيل رحيله عن دنيانا . حيث أدخل القدر عصاه في دولاب حياة الفنان الكبير ' فريد الأطرش ' لتتوقف عربة حياته في يوم الخميس ، عصر ثالث أيام عيد الأضحى المبارك ، الموافق : 26 / 12 / 1974 ميلادياً في العاصمة اللبنانية ( بيروت ) عن عُمر ناهز السابعة و الخمسين سنة ( 1917 – 1974 ) كما تؤكد أغلب المصادر المُقرَّبة من الراحل ، و كما صرّح هو بنفسه ، لجهة ميلاده ، لتنتهي بذلك ، مرحلة مُهِّمة في تاريخ الغناء العربي المعاصر و ككل ، من حيث إنتاج الأغاني المدهشة - لحناً و أداءً و توزيعاً موسيقياً - و كفى ، فأعماله على الرغم من وفاته ، ما زالت تحيا لدى جمهوره ، و آية ذلك ، أننا نستمع إليه الآن ، و هوّ يترنم بهذه الأغنية الفاتنة ؛ فمن كان يعاتب في هذه الأغنية ؟ أي بقصد ، إلى من كان يوجّه كلماته هنا يا ترى ؟ غير الحبِّ ، الذي أنشد فيه دُرّراً و بدائع ستخلـَّد إلى أبد الدهر ، هذا الشعور السامي ( الحبّ ) الذي أعطاه من صميم ألحانه و من صوته ، الذي كان يحترق ألماً و إحساساً في أعماله كلها ، فلم يكافئه إلا بخيبات الظنّ ، على الصعيد العاطفي الشخصي ، لكنه قابله بمحبة الجماهير العربية كلها ، فقد تحصّل الراحل على أكثر من جنسية عربية ، و على حق ِّ المواطنة من أكثر من دولة عربية ، تشريفاً له و تقديراً لجهوده العظيمة للرقي بالغناء العربي - الذي ارتقى في عهده إلى مراق ٍ، يصعب الوصول إليها - و ثمناً للمكابدات الصحية ، التي دفعها كضريبة للنجاح الذي أسعد به الناس ، فقد أصيب بأكثر من ذبحة صدرية في بدايته ، كانت كفيلة بأنْ تخرسه و تقعده قصياً عن فنـِّه ، إلا أنه أبى أنْ يحرم جمهوره من إبداعه - لإحساسِه - بأنه ما خـُلِق إلا لإسعاد الناس بصوته و ألحانه ، فطوال عمره الفني الذي بلغ أربعون عاماً مستمرة ، من دون انقطاع ، و لا تكرار في الجمل الموسيقية التي كان يبتدعها ، ما غاب جديده على المتلقي ، فقد كان الراحل أغزر الفنانين إنتاجاً و إخلاصاً لفنه و أبدعهم لجهة التحديث ، فمن الميزات التي كانت تتصف بها ألحانه ، أنها كانت مُدّهِشة للسمع ، من حيث سرعة تلحينه ، فحتى القصائد و ( الأوبريتات ) الطويلة ، التي لطالما ضمّنها في ( أفلامه السينمائية ) كانت لا تستلزم منه وقتاً طويلاً ، على الرغم من الحشد الكبير من الآلات الموسيقية ، التي كان يستعين بها في أعماله ، كما عُهـِـد عليه حُسن اختياره للكلمة ، و طريقته الفريدة في إعداد اللحن التلقائي الفطري ، الذي يحسسك أوان الاستماع لأية أغنية له ، أنك لو كنت ملحناً مثله ، لسوف تضع لها اللحن عينه ، الذي أُخِذت بروعته ، كما أنه معروف بذكائه في اختار لحظة المفاجأة و على حين غفلة من المتلقي ، نلحظ سمعاً أنه على الدوام ، يبدأ بجملة موسيقية و سرعان ما يقوم بتغيّيرها بعد المطلع و حال دخوله إلى أول ( كوبليه ) من أية أغنية ، فلا يستهلك المذهب و لا المقام ، بالذات في قصيرات الأغاني ، التي عادةً ما لحّنها مجايلوه في شكل ( الطقطوقة ) المعروفة بتكرار جملتها الموسيقية بعد كل مذهب ، ذلك لما يكتنزه من رقة مشاعر في قريحته و صدره المُثخـَّـن بالجراح ، التي لا قِبل لأيِّ إنسان بها ، فهو لم يستسلم لهذه الآلام ، التي أصيب بها عقب الرحيل المبكر لأخته ، أميرة الغناء العربي ، المطربة ' أسمهان ' إذ أنه وظّف هذه الأحزان جيداً ، و حوّلها إلى نجاحات ، جعلت منه مطرباً ناجحاً على المستوين العربي و العالمي ، فهو الفنان الوحيد من ذلك الجيل الرائع الذي وصل إلى العالمية ، بفنه المعبّر عن ثقافته - لا كما يفعل مغنو اليوم ، الذين يدّعون وصولهم إلى العالمية من خلال ترويجهم للسلع الاستهلاكية على وقع أعمالهم السيئة الذكر و الاستماع ، فشتّان ، بين من وصل إليها باجتهاده و من دون أنْ يطلبها ، و بين من تحوّل إلى مروِّج للـ ( بيبسي كولا ) - و اخترق حدوده الجغرافية بجميل أغنياته ، التي نهلت من معين وجدانياته ، التي كانت زاده الذي يحترق و يخترق به في هذه الرحلة الطويلة إلى مناطق بعيدة من الطرب ، فكانت مثلما الوقود الذي لا ينضب إلا بتعطل الآلة ، و آلته لم تكـُـن سوى آلة العود ، التي عرف كيف يستخلص من بواطنها ما يترجم أحاسيسه و مشاعره ، التي كان يلحنها من خلال معاني الكلمات لا نطقها ، فقد أسّس الراحل هذه المدرسة المنهجية التي ، أُعرِّفها بمدرسة ( تلحين المعنى ) بل و تصويره أيضاً ، لكنّ هذه المدرسة ، التي وضع حجر أساسها ، لم تستمر بعد رحيله ، ربما لأنها لا تفتح أبوابها إلا لمن تتوافر عنده مثل هذه الخصائص ، التي كان يتميّز بها هذا الموسيقار الكبير ، و ذكرت النزر اليسير منها .
المصدر: منتديات الموسيقار فريد الاطرش وشقيقته اسمهان- http://freed.arabstar.biz/
| |
|
ليلى الاطرش فريديّة نشيطة
عدد المساهمات : 4501 تاريخ التسجيل : 03/04/2010
| موضوع: رد: اخر اغنية للموسيقار ظهرت بعد وفاته في ذكراه ال45 27/12/2019, 22:32 | |
| مقال رائع للاستاذ زياد العيساوي الكاتب الليبى الرائع والمحب للموسيقار
شكرا جزيلا استاذ وليد علبى | |
|
وليد علبي الاداره- كبار الفريدين
عدد المساهمات : 37538 تاريخ التسجيل : 01/01/2013
| |