وليد علبي
الاداره- كبار الفريدين
 عدد المساهمات : 37408
 تاريخ التسجيل : 01/01/2013
 | موضوع: ذكريات لاتنسى  2/5/2020, 08:29 | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]Salwa ELsaeedتستكمل شادية مذكراتها مع الصحفية / ايريس نظمي
في احدي ليالي الشتاء كما سبق ان قالت وهي تحت البطانية تسترجع الذكريات وتتحدث بتلقائيتها المعتادة ودون تصنع وتجميل
مااحلي العودة الي فريد .......
دق جرس التليفون ورفعت السماعة الوو....ايوة ....انا ..وفؤجئت ان المتحدث هو فريد الاطرش يسال عني وعن صحتي ...كان رقيقا حنونا
كالعادة ...
وضعت السماعة وانا افكر ...هل يريد فريد ان يعود ؟ إنني لم اذهب الي اي مكان الا وسمعت نفس السوال لماذا لا تعودين الي فريد ...خصوصا من اصدقائه الذين كانوا حربصين جدا علي عوده العلاقة بيننا .
إنه دائما يذكرك بالخير ..لم ينسي ايامه وذكرياته معك ..فريد انسان رائع ..
انني اعلم انه انسان رائع ايها الاصدقاء ..انا لا انكر ذلك ولكن زواجنا مستحيل ...لانه لا يستطيع ابدا ان ينظم حياته التي لا تعترف بالنظام ...وستظل حياته هكذا مرتبكة مضطربة اذا لم يغيرها وصحته التي اخاف عليها ستتأثر بهذا الاضطراب وعدم الاعتراف بالنظام ...كيف استقر معه وسط هذه السهرات التي لا تنتهي ومع هذا الاصرار الشديد علي دعوة الذين يعرفهم والذين لا يعرفهم علي الغداء والعشاء
انني احترم كرمه الشديد ولكن ليس علي حساب حياته ..لا اعتراض لي علاقته باصدقائه ولكن ليس علي حساب صحته ...انه فنان وله محبوه وصحته ليست ملكه وحده بل ملك لكل الناس الذين يحبون صوته واغانيه والذين يشعرون بالفزع اذا مرض او اصابه مكروه
وكنت اقول دائما لاصحاب هذه الوسطات انه لا داعي لعوده العلاقة بيننا
وتكرر سؤاله عن صحتي واحوالي ...
ووجدت نفسي غير قادرة علي مواصلة الرفض ...واصبحت صداقتي بفريد الاطرش احسن مما كانت عليه ..عدنا للرحلات السعيده الي الاسكندريه بصحبة بقية الاصدقاء والصديقات ...وعادت السهرات داخل بيته الملئ باستمرار بالضيوف المصريين والعرب ..
وعادت كذلك محاولات بعض المقربين اليه لابعادي عنه وابعاده عني ...ان اصدقاءه لم يكونوا كلهم من الاوفياء له بل كان بينهم بعض المستغلين له والمستفيدين منه
هؤلاء وجدوا في عوده علاقتنا الطبيعية الي ما كانت عليه ..وجدوا فيها خطرا عليهم ..لانهم يعرفون اني ارفض حياته بهذه الصوره وبدون اي نظام او رقابه او حتي اعتراض علي السهر الطويل الذي يهدد صحته وزواجي منه يحرم هؤلاء المستفيدين من المزايا التي يحصون عليها ...زادت محاولات الوقيعة بيننا ..فهم يعلمون انه انسان طيب يصدق كل مايسمعه
ومرة اخري بدات اشعر بمتاعب الغيرة التي اصبحت تهدد صداقتنا لدرجة ان هذه الغيرة دفعته اكثر من مرة الي ارتداء الروب دي شامبر او جلبابه لينزل من بيته في وقت متاخر من الليل لكي يتاكد من كلامهم وليعرف اذا كان صحيحا ام لا ...وللاسف كان يتأثر بكلامهم ...
لقد كنت اسعد جدا بسماع صوته وهو يسأل عني يطمئن علي صحتي ...
كلمة واحدة منه كانت تسعدني ...وكنت اداعبه واقول له انت هتعمل لي امير ...لكن امير علي حتة جبل ...جبل الدروز ..
الهروب مرة اخري !!
لكن كان من الصعب الاستمرار في هذه المرة الثانية ...بدات افكر مرة اخري في الابتعاد ..
لقد هربت من فريد الاطرش في المرة الاولي وتزوجت زواجا سريعا فاشلا ..
ولكن لا بد في هذه المرة ان اهرب ولكن دون تفكير في الزواج من رجل اخر ...
لقد وجدت ان ابتعادي راحه له قبل ان تكون راحة لي ..لن نتزوج بسبب عدم قدرته علي تغيير طباعه وعاداته ..ولو تزوجته فسيكون اول اهدافي ان انظم حياته بشكل جديد ..وهو عدو النظام ..والنظام في معظم الاحيان عدوا لبعض الفنانين الذين يحبون الحياه بدون قيود ويفضلون ان يظلوا احرارا يفعلون اي شئ حتي لو كان ضارا وخطرا علي صحتهم وحياتهم
وكان قرارا صعبا ...الفراق من جديد ..ولكن تعلمت من التجربة الاولي ...واصبحت اكثر واقعية ..لن اهرب من فريد الاطرش بالزواج لا اريد ان اقع في مشكلة جديده ..يكفيني ما حدث لي ولست مستعدة لتقبل مآسي جديدة ...ولم يكن انفصالا نهائيا ...بل تم بشكل تدريجي وكل الذي استجد اننا قللنا من فرص لقائنا فأصبحت هذه اللقاءات قليله ...
لكنه كان يحدثني بالتليفون يطلب مني اللقاء ..وكنت احاول ان اجد اعذارا مقبولة حتي لا احرج شعوره ....لكني كنت ابذل جهدا كبيرا لكي لا اتراجع عن قراري الذي اتخذته وشعوره الشديد بالرغبة في لقائي احسسته في هذه الاغنية التي يقول فيها
وحياة عينيكي ..... مشتاق اليكي
وليه دموعي ............تهون عليكي
وعرفت ان هذه الاغنية يغنيها لي انا وانه اختار كلماتها لتكون مناسبة للوضع الذي كنا نعيش فيه ..
كانت عبارة عن رسالة عاطفية وجهها لي فريد عن طريق الاذاعة ...ليطلب مني العودة من جديد ...
وبدات اشعر بالحنين اليه وكدت اتراجع في قراري وانساه
ولكن خوفي من العذاب الذي اكتويت بناره هو الذي قواني وحماني من التراجع والضعف
وسافر فريد الي لبنان هربا من حبه ...لكن صورته كانت تطالعني في كل مكان اذهب اليه ...وصوته واسمه كان يتردد باستمرار من حولي ...بل كنت اجده في الاماكن التي زرناها معا وعشنا فيها اوقاتا سعيده ...
وعاد فريد الاطرش الي القاهرة بعد غيبة طويلة في لبنان لكي يمثل فيلمه الاخير نغم في حياتي ...
كانت صحته قد بدات تتدهور وسالت عنه بالتليفون لا ستفسر عن صحته ..وقالوا لي انه يعاني من الام النقرس
وذهبت اليه ...وكانت اول مرة ادخل فيها بيته وبعد سنوات طويله من الفراق ...
وكان فريد يجلس مع جلال معوص وليلي فوزي زوجته ..
وابتسم فريد وقال لي :
( نفسي اكل بامية من ايديكي يا شادية )
وفي اليوم التالي عدت اليه وطهوت له البامية مع انه كان ممنوعا من اكلها بأمر الاطباء .
وقال لي فريد يومها . ( عندك مانع تغني معايا يا شادية في لبنان ؟)
وقلت له : علي عيني يا فريد ..
وافترقنا بعد الاتفاق علي اللقاء في لبنان ..
وكان يوما غريبا لا انساه
ذلك الذي التقيت فيه مع فريد في كازينو (البيسين )
وكان المطر يهطل بغزارة غريبه رغم اننا كنا في شهر اغسطس ..هل يصدق احد ان تسقط الامطار بهذه الكثافة في شهور الصيف ؟
انها ليست امطارا.. بل هي دموع غزيرة ...كأن السماء كانت تبكي من اجله حزنا عليه من النهاية المؤلمة التي كانت تقترب بسرعة
| |
|
وفاء طه
فريديّة نشيطة
عدد المساهمات : 144
تاريخ التسجيل : 27/11/2010
| | موضوع: رد: ذكريات لاتنسى 3/5/2020, 21:58 | |
| مقال جميل جدا وقرأته اكثر من مرة شكرا للاستاذه سلوى
والشكر لحضرتك استاذ وليد علبى | |
|
وليد علبي
الاداره- كبار الفريدين
عدد المساهمات : 37408
تاريخ التسجيل : 01/01/2013
| | موضوع: رد: ذكريات لاتنسى 4/5/2020, 15:30 | |
| شكرا لمتابعتك الموضوع استاذة وفاء طه | |
|
