وليد علبي الاداره- كبار الفريدين
عدد المساهمات : 37463 تاريخ التسجيل : 01/01/2013
| موضوع: حكاية اغنية حكاية غرامي 22/9/2020, 22:26 | |
| said Hamidiحكاية اغنية "بحب من غير أمل" للموسيقار فريد الاطرشحين غنى فريد «يا ريتني طير واطير حواليك» وبحب من غير أمل»، كانت هناك فتاة سمراء، أسيلة الخد، شماء الأنف، زيتونية العينين، تسمعه وعيناها تبكيان، وقلبها يردد البكاء.ابنة الجيران... أول حبإنها ابنة الجيران، والحب عادة، وإذا اعتادت العين بنت الجيران فإنها لا ترضى عنها في الغرام الأول بديلا. كانت تسكن بيتا من بابه أشبه بالفيلا، دلالة الثراء وعلو المقام، وقد بدأت القصة بالتأمل الطويل الصامت. أمضى فريد شهرا يتمنى أن تنفرج شفتيها عن ابتسامة، فلما ابتسمت أضاءت الابتسامة حياته كأن الدنيا كلها أضاءت، كانت الحياة بما فيها من حرمان وشقاء وغياب آمال، شديدة الوطأة على نفسه، ليأتي الوافد الجديد «الحب» لينعش خياله ويسرق النوم من عينيه ويجعله يمشي وكأنه يطير، ويطل من النافذة وكأنه يطل على الجنة، ويتلقى الابتسامة وكأنه يلقى واحة. بدأ الحب يهوّن عليه المتاعب، فالنهار يقضيه بين مشاغله الكثيرة وهو يستحث الساعات أن تمضي كي يرى محبوبته، وكانت لها براعتها في تحصيل المعلومات عنه. لم يكن يقل عنها براعة، فلما فكر في الخطة التالية، في اللقاء، ارتد بعقل يقدر العواقب ولا ينساق وراء نزوة القلب، فقد عرف، في ما عرف عنها، أنها من الصعيد ومن أسرة تجد مفخرة في الشوارب التي تقف عليها الصقور، فضلا عن الاستهانة، كل الاستهانة بالأرواح إذا مس الأذى شرفهم الرفيع. آثر فريد السلامة على المغامرة وقنع بأن يراها كل ليلة من بعيد، فإذا كان الصباح فإنه يصحو مبكراً ويشبع من محياها الوضاء وهي تحتضن حقيبة الكتب بين يديها وتندفع من باب البيت إلى عربة المدرسة وعلى شفتيها ابتسامة الصباح، وفي عينيها نظرة حب.حقق فريد نجاحا هائلا حين استطاع أن يبعث إليها بخطاب، ووضع يده على قلبه خشية أن يقع الخطاب في يد الأسرة فتكون العاقبة وخيمة، فلما سطرت إليه عبارات عبرت عن حبها طار فرحا وروى للعود حبه في نغمات ينبوعها القلب من أعماقه.لكن أيامه الحلوة لم تعمر طويلا! فقد أحست أمها بأن ثمة ما يشغل ابنتها. قالت الفتاة مرة في خطاب لها أنها عازفة عن الأكل، وأنها لا تجد مبررا لذلك، فحدقتها أمها بنظرة فيها اتهام وعوّلت على مراقبتها. استطاعت الأم أن تضبطها أكثر من مرة وهي تجلس في الشرفة أو النافذة، ثم وهي تبتسم لفريد. عنفتها الأم وأغلقت نافذة حجرتها بالمسامير وحرمت عليها ارتياد الشرفة ! لم يبق لفريد غير اللحظات التي تعبر فيها الفتاة شارع إدريس راغب إلى عربة المدرسة.أحس لوعة الحب، ماذا يفعل؟ هل يتقدم إلى أهلها يتزوجها؟ وكان دون تحقيق هذه المنى حلقات من العقبات إن حطم حلقة فسوف تتصدى له سائر الحلقات وتسد عليه الطريق إليها. كان فقيرا وكانت غنيّة، كان مغنيا، وأهلها من ذوي الثراء العريض، فالتكافؤ في المستويات مفقود، فصرف نفسه عن تلك الفكرة وعاش الحب في قلبه من غير أمل.كان يوسف بدروس يعرف القصة من ألفها إلى يائها، لذلك عبر عن حب فريد تعبيرا صادقا حين وضع له أغنية «بحب من غير أمل»، تلك الأغنية وغيرها كان يقدمها فريد من ميكروفون الإذاعة، وهي سبب شهرته السريعة لأنه كان يغنيها بأحاسيس تجتاح حياته، وحب يملك مشاعره، كان يغني وهو يتخيل نافذتها المغلقة، وأمها الغليظة القلب، وأهلها والشر في أعينهم، وهي ملاك أبيض الجناحين يرفرف فوق تلك النصال المسددة إلى قلبه، كان يغني وكانت تسمعه وعيناها تبكيان، وقلبها يردد البكاء[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
| |
|
سعيد عبدالحميد المهندس
عدد المساهمات : 17 تاريخ التسجيل : 23/09/2020
| موضوع: رد: حكاية اغنية حكاية غرامي 23/9/2020, 15:37 | |
| مقال رائع للاستاذ سعيد حميدى
شكرا جزيلا استاذنا القدير وليد علبى | |
|
وليد علبي الاداره- كبار الفريدين
عدد المساهمات : 37463 تاريخ التسجيل : 01/01/2013
| موضوع: رد: حكاية اغنية حكاية غرامي 24/9/2020, 21:52 | |
| شكرا لمشاركتك المشجعة استاذ سعيد عبدالحميد المهندس | |
|