[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]أفادت حصيلة أولية بأن ثلاثة متظاهرين لقوا مصرعهم اختناقا خلال الهجوم الذي شنته قوة مشتركة من الشرطة العسكرية وقوات الأمن المركزي على ميدان التحرير بوسط القاهرة. واستخدمت شرطة مكافحة الشغب وقوات الجيش الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين. فيما قامت بإحراق متعلقاتهم والخيام التي نصبوها في مستديرة الميدان
وأكد محمد الشربينى، المتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة، أن عدد المصابين الذين تم نقلهم للمستشفيات عقب فض اعتصام ميدان التحرير منذ قليل، وصل إلى 192 مصابا
وقال عبد الله عبد الرحمن المسؤول عن مستشفى ميداني في التحرير لوكالة فرناس برس إن "ثلاثة اشخاص توفوا اختناقا" خلال الاشتباكات. فيما أفادت مصادر طبية في الميدان بوقوع مئات المصابين.
وكان المحتجون قد فروا من هجوم الشرطة العسكرية التي هاجمت الميدان مصحوبة بسيارات مكافحة الشغب التي أطلقت الغاز المسيل للدموع بكثافة على المتظاهرين الذين لجأ كثيرون منهم إلى الشوارع الجانبية.
وقال شاهد عيان إن ما يزيد على عشر من عربات نقل الجند المدرعة اتخذت مواقع حول وزارة الداخلية التي يتركز عليها غضب المحتجين بسبب استخدامها اساليب تتسم بالشدة في فض مظاهرة في وسط القاهرة.
وقد عاد آلاف المتظاهرين مجددا للميدان بعد انسحابهم مؤقتا لمداخل الميدان والشوارع الجانبية، فيما انسحبت قوات الشرطة العسكرية والأمن المركزي بعد أن خلفت حرائق ودمارا واسعا التقطته عدسات الكاميرات التي كانت تنقل الحدث على الهواء مباشرة.
دعوات لاحتجاجات جديدة بمصر[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]سيطر هدوء حذر على ميادين رئيسية في القاهرة والسويس والإسكندرية, بعد مواجهات بين متظاهرين وقوات الشرطة خلفت قتيلين و750 جريحا, وسط توقعات تجديد الاحتجاجات المنددة بالشرطة والمجلس العسكري الحاكم.وقال مراسل الجزيرة بالقاهرة إن عشرات ينصبون الخيام في ميدان التحرير تمهيدا لاعتصام جديد, بينما يحاول متظاهرون آخرون الاقتراب من مقر وزارة الداخلية القريب من الميدان.
وأشار المراسل إلى مناوشات متجددة في محيط وزارة الداخلية, وقال إن المحتجين على بعد حوالي مائة متر فقط من الوزارة. وقال إن دوي إطلاق قنابل الغاز يسمع بوضوح في المنطقة, موضحا أن قوات الشرطة انسحبت مساء أمس من ميدان التحرير الذي تتحكم بمداخله لجان شعبية.
وذكر المراسل أن المحتشدين في ميدان التحرير تلقوا تعليمات في صلاة الفجر بالحفاظ على المنشآت العامة والتصدي لمحاولات إحراقها, خاصة مجمع التحرير الذي يضم العديد من فروع أجهزة الدولة. وقد بدأت بالفعل صباح اليوم حركة محدودة للعمل في المجمع.
كما أشار المراسل إلى أن المتواجدين بالميدان ينتمون لتيارات سياسية مختلفة من بينها إسلامية. وكان المرشح الرئاسي المحتمل حازم أبو إسماعيل قد توجه إلى ميدان التحرير مساء أمس وحث أنصاره من الإسلاميين على البقاء والتمسك بمواقعهم في الميدان.
من جهته قال عضو ائتلاف شباب الثورة شادي الغزالي حرب للجزيرة, إن المشهد الراهن يعيد مصر إلى صبيحة يوم 25 يناير, مشيرا إلى أن أولوية المطالب الآن إقالة الحكومة فورا وتشكيل حكومة إنقاذ وطني بصلاحيات واسعة تنفذ أجندة ثورية.
وذكر أن الدافع وراء النزول إلى الشارع هو الاحتجاج على العنف المفرط من الشرطة. كما وصف استجابة حكومة عصام شرف لبعض المطالب بأنها شكلية, وقال إن المطلب الرئيسي بإصلاح أجهزة الدولة وخاصة وزارة الداخلية لم يتحقق.
واتهم حرب قيادات الداخلية بالتواطؤ مع البلطجية الذين تم إطلاقهم "مما أدى إلى تدهور الأمن". وأضاف "لم يتم التعامل مع البلطجية بينما تعرض المتظاهرون لعنف مفرط".
الإسكندرية والسويس
في هذه الأثناء, تستعد الإسكندرية لمسيرات حاشدة أثناء تشييع جنازة الناشط السياسي بهاء السنوسي الذي قتل أمس أثناء الاحتجاجات أمام مديرية الأمن.
وقال مراسل الجزيرة إن النشطاء يتهمون الشرطة بالتعامل مع المتظاهرين بنفس طريقة النظام السابق.
أما في السويس, فقد خيم هدوء حذر على الميادين الرئيسية وخاصة في حي الأربعين الذي شهد طوال الساعات الماضية اشتباكات واقتحاما لقسم الشرطة الذي تعرض لعمليات سلب ونهب.
وقال الصحفي يسري محمد إن قوات الشرطة أخلت قسم حي الأربعين من الأسلحة والذخائر, وغادرته تحت حماية قوات من الجيش. جاء ذلك وسط دعوات لأهالي السويس بالخروج في مسيرات حاشدة عصر اليوم للتنديد بالشرطة وبحكومة شرف.
في هذه الأثناء, وعند المدخل الجنوبي للمحافظة حيث المجرى الملاحي لقناة السويس, رفعت درجة الاستنفار الأمني تحسبا لأي تطور قد يؤثر على حركة الملاحة.
اجتماع أزمة
من ناحية أخرى, يعقد مجلس الوزراء المصري اجتماعا طارئا اليوم الأحد لمناقشة التطورات. وقد وصفت الحكومة العنف بأنه "أمر خطير ويؤثر بشكل مباشر على مسيرة البلاد والثورة". ودعت إلى "تحكيم العقل" بعد المواجهات الدامية.
كما أكد بيان حكومي أن "التظاهر السلمي حق دستوري لا يمكن المساس به، وأن تطور الأحداث بهذه الصورة المتلاحقة يحتاج من الجميع العودة السريعة لتحكيم العقل وتحمل المسؤولية"، وأنه "يجري الوقوف على ملابسات الأحداث وسيتم عرضها بشفافية ووضوح على الشعب خلال أيام قليلة".
من جهته, اتهم اللواء محسن الفنجري -عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة- المتظاهرين في التحرير بالسعي إلى إسقاط الدولة في هذه اللحظة الحرجة.
وقال الفنجري أثناء مداخلة هاتفية مع قناة "الحياة" الخاصة إن "القوات المسلحة هي الورقة الرابحة التي حمت الثورة والشرعية الدستورية المستمدة من الشعب.
واعتبر أن ما حدث من قوات الأمن لتفريق المتظاهرين هو تطبيق لما تقره دولة القانون. وأكد أن القوات المسلحة سيكون لها دور فعال بتسيير الانتخابات وتأمينها بشكل سلمى "ولن ترضخ لأي مطالب لتأجيل الانتخابات", التي تبدأ أولى مراحلها يوم 28 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
من جانبها، دعت جماعة الإخوان المسلمين إلى الهدوء حتى لا يتم "تشويه صورة الثورة"، وذلك في رسالة عبر موقع تويتر.