أجرى الناقد الشهير لاذع الكلمات المرحوم جليل البنداري حديث تليفزيوني قبل ظهور فيلم " رسالة من امرأة مجهولة " بأيام معدودات وكان محوره هذه الأغنية الخالدة لفريد. ومع أن البنداري كان لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب ، ومع أنه كان يطلق علي فريد دائما " المطرب القصير ذو الشعر الأسود الطويل اللامع " إلا أن الحديث امتلأ بفيض من المديح لفريد بالطريقة الفريدة التي لحن بها فريد رائعته هذه، مما جعل المستمع يشعر وكأنه العذاب تجسد في أذنيه ، وأن الدنيا كلها أصبحت وعاءا للعذاب الذي يعاني منه البشر. وبالطبع لم يكن أمام جحافل الحاقدين من أنصار شبانه وعبد الوهاب سوى بذل أقصى ما يستطيعون للقضاء علي الأغنية إعلاميا حتى لا يسمعها إلا من يشاهد الفيلم فقط، وأكاد أجزم أنهم تآمروا مع مخرج الفيلم " صلاح أبو سيف نفسه علي الاستهانة بها في الفيلم ذاته، إذ أدخل حوارا لا ضرورة له علي الإطلاق ، علي الأقل أثناء شدو فريد برائعته هذه، وإلغاء مقطعا كاملا منها في الفيلم وهو المقطع الأخير الذي يبدأ : هجرني وظلمني وللأسف الشديد نجحت مؤامرات أعداء النجاح تماما في تحقيق أهدافها، فلم تذع الأغنية مرة واحدة في أي إذاعة مصرية حتى الأن. وما ذا نقول سوى : حسبنا الله ونعم الوكيل، ونضيف بيتا للشاعر العبقري الشهيد هاشم الرفاعي : والشمس إن بهر الأنام ضياؤها أنّ تراها مقلة عشواء ؟