ذكري وفاته الرابعة: رياض الهمشرى والموسيقار فريد الاطرش
كثيرون حصلوا علي لقب الطفل المعجزة لكن من يستحقونه قليلون ومنهم رياض الهمشري المولود في 9 نوفمبر 1958 والذي غني في الاذاعة وهو في السادسة، وغني في حفلات اضواء المدينة وهو في السابعة، والذي غني وراء فريد الاطرش في جميع حفلاته منذ كان في الثامنة من عمره وحتي وفاة فريد، والذي اجتماع الابنودي مع عبدالوهاب لتلحين اغنية يغنيها الهمشري، لكن المشروع لم يكتمل، وغني اوبرا تحت اشراف رتيبة الحفني، وكتب عنه محمود حسن اسماعيل ومحمود امين العام، وقام باداء دور محمد فوزي غناء وهو صغير، كل هذا حدث قبل ان يصل إلي سن العشرين، ثم اختفي. عندما كبر الهمشري لم يكن له في عالم المطربين مكان، صحيح انه قدم ثلاثة البومات "هاتي" و"قربيني" و"حبيبتي" منذ عام 90 حتي عام 93 مع شركات صوت الدلتا وعالم الفن وتراك ساوند بالترتيب، والالبوم الأخير قدم فيه اغنية كان يفترض انها مضمونة النجاح، وهي اغنية دهب دهب دهب الشهيرة التي قدمها في تتر برنامج طارق علام كلام من دهب، ومع كل ذلك فانه لم ينجح في الغناء، في الوقت الذي كان عالم التلحين يفتح له ذراعيه، ليس فقط لانه من امهر عازفي العود اتعلمه من خاله صلاح في "السابعة من عمره" ولا لدراسته في معهد الموسيقي، ولكن لان رياض كانت له ميزة ضخمة، وهي قدرته الدائمة علي مواكبة الموضة الموسيقية فالهمشري هو الذي لحن انكسر جوانا شيء لكنه سرعان ما لم ينسجم مع عمرو دياب فيلحن له عددا يقترب من 15 اغنية تشبه ما يقدمه عمرو، ربما كان اهمها نفس المكان في البوم نور العين. وعندما تطور الامر قليلا لحن لايهاب توفيق أكتر من كده، ايه، وعندما اختلف الامر كلية بظهور تامر وشيرين كان حاضرا باغنيتي لو كنت نسيت، وجرح تاني. كان رحمة الله أكبر مساير لما يتم تقديمه، وبقدر ما حقق هذا من مكاسب مالية للمنتجين، ومكاسب معنوية للمطربين، فانه افقدنا امكانية موسيقية وطاقة هائلة اسمها رياض الهمشري. وبالطبع فاننا لايمكن ان نلوم علي الراحل نفسه، من يستطيع ان يلوم ملحنا ناجحا اصبح وجود اسمه علي غلاف الشريط علامة نجاح للالبوم، وانما اللوم علي النظام الذي لم يكن يدعم الثقافة والابداع مما جعل السوق ومنطقها وهو الذي استطاع ان يكسب هذه المواهب. في اواخر ايامه تعرض الهمشري لازمة شخصية، لا داعي لذكرها، تسببت في ان يقيم خارج مصر، بشكل مشابه لما حدث للرائع بليغ حمدي، فاضطر للعيش في بيروت، ورغم ذلك كان المطربون يسافرون له خصيصا، او علي الادق لالحانة حتي توفي صغيرا وعمره 49 سنة في 7 مايو 2007.