اشتريت تذكرة لحضور حفلة لفريد الأطرش وقضيت بقية الشهر جائعا

عدل سابقا من قبل وردة في 7/1/2013, 21:25 عدل 1 مرات

عطوان: اشتريت تذكرة لحضور حفلة لفريد الأطرش وقضيت بقية الشهر جائعا
عندما حاولت تعلم العزف على آلة العود
بشار الخطيب
المساء : 11 - 01 - 2010

قليلة هي تلك السير الذاتية التي تعكس التاريخ مثلما تعكس سيرة حياة عبد الباري عطوان أحداث زمانه. فقد ولد عبد الباري عطوان في مخيم للاجئين في غزة عام 1950، التي غادرها في السابعة عشر من عمره ليصبح أحد أهم المعلقين الصحفيين في قضايا الشرق الأوسط في العالم. عطوان يروي بصدق وروح عفوية في هذا الكتاب قصة رحلته من أوحال مخيم اللاجئين إلى رأس هرم صحيفة «القدس العربي». خلال رحلته يصور عبد الباري عطوان الرعب الذي سببته مذابح المخيمات والنتائج غير المتوقعة للتدخل البريطاني في المنطقة. كما يروي المآسي التي واجهته جراء تنقله من بلد إلى آخر، والصدمة الثقافية التي أحس بها عندما سافر إلى لندن في السبعينيات. ويحكي أيضا لقاءاته الصحفية مع شخصيات سياسية مهمة مثل مارغريت تاتشر وأسامة بن لادن وياسر عرفات والعقيد القذافي وشاه إيران. كما لا يخلو الكتاب من روايات عن تجارب شخصية وإنسانية كان أكثرها تأثيرا تجربة لقاء أولاده بريطانيي المولد مع عائلته في المخيم. عاصمة الفن
كانت القاهرة في تلك الأيام عاصمة للثقافة وكان نظام جمال عبد الناصر مدركا لأهمية الفن في المجتمع، لذا كانت الحكومة تقدم دعمها لإنتاج الأفلام ونشر الكتب وعرض المسرحيات. كان المصريون في ذلك الوقت ينتجون ما معدله 300 فيلم في السنة، بالإضافة إلى فيلم وثائقي كل عام. كما أنها أخرجت إلى الأضواء الممثل العالمي عمر الشريف. كان اسم عمر الشريف الحقيقي ميشيل ديمتري شلهوب، لكنه اعتنق الإسلام ليتمكن من الزواج بالممثلة المصرية فاتن حمامة وتم تغيير اسمه إلى عمر الشريف الذي اشتهر به بعد ذلك عربيا وعالميا.
كان المسرح متعتي المفضلة وكنت قد رأيت روائع موليير وشكسبير تعرض على خشبة المسرح في القاهرة بتمويل من الدولة. لكن الأروع .
مغامرة موسيقية
كنت أعشق الموسيقى وأتردد على الحفلات الموسيقية رفقة قريب لي يدعى أسعد انضم إلي ليعيش هو الآخر في القاهرة. كانت القاهرة تجذب إليها أشهر الفنانين والموسيقيين، لكن تذاكر حفلاتهم كانت من الغلاء إلى درجة تمنعنا حتى من شرائها أو حتى التفكير فيها. وفي يوم من الأيام وجدت أحد الملصقات، التي تعلن عن حفل مرتقب للموسيقار فريد الأطرش. كانت صفات عاهات مثل الأطرش والأعرج و الأعور أسماء لعائلات في العالم العربي تذكرهم دوما بأن أحد أجدادهم حمل هذه العاهة. وعلى كل حال كنت من أشد المعجبين بفريد الأطرش ليس فقط بسبب صوته الصادح وأغانيه الرومانسية الجميلة، بل أيضا لأنه كان عازفا ماهرا على العود. ذهبنا أنا وأسعد إلى شباك التذاكر حالما سمعنا أن فريد الأطرش سيقدم عرضا موسيقيا، لكننا فوجئنا أن كل التذاكر الرخيصة كانت قد بيعت ولم تبق إلا التذاكر باهظة الثمن في الصالة وكانت التذكرة بخمسة جنيهات حينها.
قلت لأسعد قريبي: «هيا، لنشتري هذه التذاكر» فأجابني «خمسة جنيهات هي كل ما تبقى لي من أجل شراء الطعام بقية الشهر!» فقلت له: «خمسة جنيهات هي كل ما تبقى لي من نقود، ومع ذلك سأشتري التذكرة. ماذا عنك أنت ؟» قال لي أسعد بلهجة حاسمة: «مستحيل، لكن يمكنك أن تحكي لي ما حدث في الحفلة فيما بعد».
داخل القاعة حيث سيقام الحفل، كان جمهور فريد الأطرش ومعجبوه يملؤهم إحساس غامر بالتقرب لظهور بطلهم الموسيقي. وحتى قبل أن يبدأ الحفل، ورغم أن المنصة كانت فارغة، كان الجمهور ينخرط في التصفيق الحار. أحضر رجل كرسيا ووضعه على المنصة ليجلس عليه فريد الأطرش وهو يعزف على العود، مما أدى إلى موجة حارة من التصفيق والصراخ. وعندما قدم نجم السينما سمير صبري إلى المنصة لتقديم فريد الأطرش كان الضجيج على أشده، لدرجة أنني لم أسمع كلمة واحدة مما قاله. وما أن ظهر أخيرا فريد الأطرش بنفسه حتى جن جنون الحاضرين ووقفوا على أرجلهم يصرخون ويهللون. انتظر الأطرش إلى أن يهدأ الحضور ويعودوا إلى مقاعدهم وحمل عوده وبدأ يتأكد من نغمته بجذبه بعض الأوتار، وكانت هذه الحركة البسيطة سببا في استثارة الجمهور للتصفيق و الصراخ مرة أخرى. في هذه اللحظة انضممت إلى الجمهور في صراخهم، لكني كنت اصرخ لأنني أنفقت كل نقودي على هذه الحفلة و لم يبدو لي أنني سأستمع للرجل لأنهم لم يكونوا يدعوه يغني. بعد ذلك بدأ فريد الأطرش يغني، ولكنهم كانوا يقاطعون غناءه بين الفينة والأخرى بحصص من التصفيق الحار، ولذا فإن الأغنية التي من المفترض أن تستمر عشر دقائق كانت تأخذ حوالي نصف ساعة. كانت القاعة التي تقام فيها الحفلة تبعد عن منزلي بأميال وما إن وصل أداء فريد الأطرش الرائع لأغانيه إلى نهايته، حتى كان علي أن أواجه الحقيقة المرة: كان علي أن أقطع هذه الأميال نحو منزلي مشيا على الأقدام لأنني لم أكن أملك حتى ثمن تذكرة الحافلة. كما أنني كدت أتضور من الجوع لبقية أيام الشهر، لكن الحفلة كانت تستحق هذا العناء كله.
محاولة موسيقية فاشلة
كان عقلي وذهني ما زالا محملين بذكريات صوت العود الرنان الذي كان يبثه فريد الأطرش في ذلك الحفل الموسيقي. لذا قررت أن أتعلم العزف على العود بنفسي. اشتريت عودا مستَعملا وبدأت محاولة العزف عليه وسط كم من الشكاوى كانت تنهال علي من زملائي في السكن. فقررت بعد ذلك أن آخذ بعض الدروس في العزف في معهد الموسيقى. كان معلمي في المعهد رجلا ملتحيا بكرش كبيرة يدعى الشيخ مصطفى. كان هذا الشيخ يلبس الطربوش وجلابية رمادية اللون في الأغلب أو حلة مخططة، وكان يغني بصوته العميق أغاني قديمة في محاولة منه لتقليد الموسيقار سيد درويش موسيقار العشرينيات المشهور.
كان الشيخ مصطفى معلما يحظى بكثير من الاحترام في ذلك الوقت، و كان يرعى ويدرب المواهب الموسيقية الناشئة. ولسوء الحظ كنت بالنسبة للشيخ مصطفى خيبة أمل كبرى. كنت عديم الصبر وكنت دائما أغرقه بسيل من التعليقات و الشكاوى وكأن عدم قدرتي على العزف كانت بسبب ذنبه هو لا أنا. بعد شهر من التدريب كنت ما زلت غير قادر على عزف أكثر من ثلاث نوتات موسيقية وخلال الدرس كان الشيخ مصطفى ينظر بانزعاج إلى أصابع يدي اليسرى، التي لم تستطع وقتها أن تجد مكانها المناسب على العود، مما كان يتسبب في خلق نشاز من النغمات وطبعا سيل من اللعنات على لساني.
قلت له يومها: «شيخ مصطفى، يبدو أن هناك شيئا لم تعلمني إياه بعد. هذا ليس طبيعيا أبدا». كان الشيخ مصطفى دائم الهدوء و الوقار، و لكنه ما إن سمعني حتى وقف على قدمه وقال لي في غضب: «كم دفعت ثمنا لهذا العود» سالني وهو يجذب العود من بين يدي، فقلت له: «5 جنيهات. كنت أعتقد أنني إذا اشتريت عودا مستعملا الآن وتدربت عليه سأتمكن في المستقبل من شراء عود آخر جديد عندما أصبح عازفا جيدا». فقال بغضب: «لن تصبح عازفا من أي نوع، لا جيد ولا سيء». قالها وهو يخرج من جيبه خمسة جنيهات ويقول: خذ هذه واترك العود هنا. لا أريد رؤيتك مرة أخرى هنا. مع السلامة. لم أفهم موقف الشيخ مصطفى إلا عندما بدأ أطفالي في تعلم العزف على آلة «الفلوت». كان المسكين يكابد وهو يراني أصارع من أجل عزف نوتة صحيحة

الأخت الغالية وردة
مقال ممتع والله ، ويذكرني جيدا بمدى الحب الذي لا يوصف الذي يكنه كل محبي فريدالأطرش بلا استثناء له علي الدوام.
كان الحفل الكبير الذي حضره كاتب المقال في عيد الربيع عام 1970، وقد جكى عنه سمير صبري بنفسه من حوالي شهرين في لقاء تليفزيوني،وقال أنّ اتلجمهور ظل يصفق بجنون ربع ساعة كاملة لدى ظهور فريد أمامهم علي خشبة المسرح.
أما أنا فكنت أكثر منه ومن كل محبي فريد حظا ظهر ذلك اليوم نفسه، إذ كنت صديقا لفريد الأطرش أجلس في معهد الموسيقى العربية وهو يجري البروفة الأخيرة للحفلة. وغنى فريد كما لم يغني في حياته كلها ، وكان في أقصى حالات الانسجام وهو يبشدو بالربيع، وفي قفلات كثيرة منها كان ينظر لي يمنتهى الفرحة والانسجام والإعجاب ويهتف قائلا : الله .. حلوة قوي الحتة دي " ، فأسارع بالرد وأنا لا أكاد أصدق نفسي أنني مع حبيب العمر شخصيا، وهو في هذه الحالة النادرة من الانسجام والفرح بشدوه، وأقول هاتفا " ممتازة والله يا أستاذ " . هل يمكن أن يوجد علي ظهر الأرض من هو أسعد مني في تلك اللحظات ؟ مستحيل .

عدد المساهمات : 23 تاريخ التسجيل : 02/09/2010

شكرا اخت ورده على الطرح الجميل
على استعاد تام انى اجوع عام بس احضر حفله له

أختي الغالية صاحبة الذوق الفني الرفيع، وكيف لا وأنت من محبي الهرم الأكبر للفن العربي
كم أتمنى أن تتابعي ردود أفعال أحباء فريد الذين يقرأون ما تقديمنه لهم، وأن تردي عليهم برأيك فيما كتبوه. وهكذا يحدث االتواصل بين محبي فريد الذين التقوا في المنتدى علي حبه وعلي الدفاع عن حقه الضائع والمحاولات اليائسة المستمرة للقضاء علي فنه الخالد بشتى الوسائل.
أريد أن يكون المنتدى مهرجانا منعقدا بشكل مستمر في حب فريد . ما رأيك أختاه ؟ موافقة طبعا.

استاذى الحبيب استاذ رشدى
لو نظرت حضرتك لرايت ان اختنا ورده لم تدخل المنتدى حتى ترد على حضرتك ولو لاحظت ستجد انها ترد على كل مشاركه رفعتها للمنتدى
وبمجرد ان تدخل المنتدى سترد طبعا بعد ان تقرأ الردود .. كما ان الردود غالبا ما تكون فى حجم الرد على المشاركه بمعنى لو رد اخ بكلمه اكيد يكون الرد عليه بمثلها والعكس صحيح ولاحظحضرتك انها لم ترد حتى الان لانها لم تدخل المنتدى
تقبل تحياتى لحضرتك

المصدر: منتديات الموسيقار فريد الاطرش وشقيقته اسمهان- http://freed.arabstar.biz/

اللهم يا لطيف نسألك اللطف فيما جرت به المقادير
الطف بنا يا لطيف الله لطيفا بعباده يرزق من يشاء

اللهم يا لطيفا بخلقه
يا خبيرا بخلقه
يا عليما بخلقه
الطف بنا يا لطيف يا عليم يا خبير
**************************

أخي وحبيبي الأستاذ منعم أكرر شكري لاهتمامك البالغ بما أكتبه في المنتندى. وأدعو سيادتك بقراءة تعليقي الأخير علي ما تفضل أخي الكريم عاشق فريدبمدخلته الرائعة.
أكرر شكري ولأختنا الغاليةوردة وأنل واثق من أنها سترد علي في القريب العاجل.

قرأت كل ما كتبته حضرتك استاذى القدير ثم كيف حضرتك تكب ردا على اى شيىء ولم اقرأوه
اانا جميعا نشتاق لردود حضرتك .. وانا اعلم ان حضرتك مشغول فى الترجمه ولولا ذلك لطلبت من حضرتك تكملة الذكريات لكن لكل وقت حديث وان شاء الله قريبا نراها كامله

المصدر: منتديات الموسيقار فريد الاطرش وشقيقته اسمهان- http://freed.arabstar.biz/

اللهم يا لطيف نسألك اللطف فيما جرت به المقادير
الطف بنا يا لطيف الله لطيفا بعباده يرزق من يشاء

اللهم يا لطيفا بخلقه
يا خبيرا بخلقه
يا عليما بخلقه
الطف بنا يا لطيف يا عليم يا خبير
**************************

اقتباس :: الأخت الغالية وردة
مقال ممتع والله ، ويذكرني جيدا بمدى الحب الذي لا يوصف الذي يكنه كل محبي فريدالأطرش بلا استثناء له علي الدوام.
كان الحفل الكبير الذي حضره كاتب المقال في عيد الربيع عام 1970، وقد جكى عنه سمير صبري بنفسه من حوالي شهرين في لقاء تليفزيوني،وقال أنّ اتلجمهور ظل يصفق بجنون ربع ساعة كاملة لدى ظهور فريد أمامهم علي خشبة المسرح.
أما أنا فكنت أكثر منه ومن كل محبي فريد حظا ظهر ذلك اليوم نفسه، إذ كنت صديقا لفريد الأطرش أجلس في معهد الموسيقى العربية وهو يجري البروفة الأخيرة للحفلة. وغنى فريد كما لم يغني في حياته كلها ، وكان في أقصى حالات الانسجام وهو يبشدو بالربيع، وفي قفلات كثيرة منها كان ينظر لي يمنتهى الفرحة والانسجام والإعجاب ويهتف قائلا : الله .. حلوة قوي الحتة دي " ، فأسارع بالرد وأنا لا أكاد أصدق نفسي أنني مع حبيب العمر شخصيا، وهو في هذه الحالة النادرة من الانسجام والفرح بشدوه، وأقول هاتفا " ممتازة والله يا أستاذ " . هل يمكن أن يوجد علي ظهر الأرض من هو أسعد مني في تلك اللحظات ؟ مستحيل

صحيح استاذى الكريم كل احبة فريد الاطرش يكنون له حب جارف
ولما لا وهو الانسان الطيب الكريم الذى احب كل الناس
شكرا استاذ رشدى على ردكم الجميل جدا

اقتباس :: شكرا اخت ورده على الطرح الجميل
على استعاد تام انى اجوع عام بس احضر حفله له

فريد يحتلف عن اى فنان اخر ومن يحبه يحبه بجنون لا وسط هنا
هكذا كل احبة الموسيقار فريد الاطرش
وبهادا يكون فريد مختلف عن اى فنان او فنانه
شكرا اخى الكريم استاذ حسن

مشكور مجددا استاذنا استاذ رشدى على متابعتكم
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا

مشكور اخى الكريم استاذ منعم على المتابعه والتدخل الجميل لاثراء الموضوع

مشكورة الاخت وردة على الموضوع اللطيف و قصة عبد الباري عطوان

كل الشكر والتقدير لكم اختي الكريمة الأستاذة وردة على هذا المقال الجميل والشكر موصول للأخ الأستاذ القدير رشدي على الأضافة البديعة

شكرا جزيلا اخت ورده على المقال الرائع

عدد المساهمات : 315 تاريخ التسجيل : 05/11/2010

شكرا اختى الحبيبه الاستاذه ورده على المقال الجميل
هكذا احباء فريد كلهم

الاستاذ القدير مهدى سعدان
اشكرك اخى الكريم على حسن متنابعتك وقرأتك للموضوع
دمت بخير

مشكور استاذى القدير طارق الجلبى على تواضلك الرائع
شكرا جزيلا لتشجيعى والشكر موصول للاستاذ القدير والفريدى الكبير رشدى
ورايه فوق رأسى والله لاننى اعلم انه محب للموسيقار كثيرا من خلال رده الجميل

شكرا اخى الكريم استاذ فريدى ابن فريدى
نورت اخى الكريم صفحتى
مرحب بيك

مرسية حبيبتى ماجده على ردك السعيد
الف شكر استاذه ماجده

» بطافة لحضور حفلة للموسيقار عام 1930
» تذكرة حفلة ملعب العباسيين التي احياها الموسيقار فريد الأ طرش عام 1972 بدمشق ( مكتبة ابو وحيد الفريدية )
» أول حفلة لفريد الاطرش تحت سفح الهرم
» حفلة نادرة لفريد الاطرش بمناسبة عيد الجلآ
» صورة لفريد الأطرش