ابتسم لها وقال "سامحيني": رأفت أبو عيدة" .. احتضنته والدته وهو ينزف واستشهد على صدرها[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]هي صورة متجددة للأم الفلسطينية الصابرة المحتسبة ، كانت لوحدها تنظر إليه من نافذة غرفتها لتسرق نظرات أخيرة له قبل أن تختطفه منها طائرات الاحتلال الصهيوني، احتضنته وهو ينزف بعد أن قصفت طائرات الغدر الصهيونية على بعد أمتار قليلة من منزله في بلدة القرارة شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة إنه الشهيد"رأفت أبو جواد أبو عيدة" أحد مجاهدي سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين
يسترق "رأفت" لحظات يدخل خلالها غرفة أمه ويبادرها بابتسامة هادئة "صباح الخير ياما وين أبوي بدي اسلم عليه". يغادر رأفت بيته فيما خلجات نفس وأمواج قلق تجتاح قلب أمه
وكما هو قلب الأم يدفعها قلقها وحنينها الفطري إلى متابعة خطوات ولدها خارج البيت ودعاؤها يدثره محاولا حمايته من توقعات أمه فتحمد الله كثيرا ألف مرة على عودته سالما في كل مهمة جهادية أو ليلة رباط طويلة
خمسون مترا فقط يبتعد فيها الشهيد "رأفت" عن بيت والده قبل أن تقصفه طائرات الاحتلال وألام لا زالت تسترق نظراتها إليه عبر نافذتها لتكون أول من يصل إليه من الناس بعد قصفه، تضمه إلى صدرها وهو ينزف وتبكي وتناديه "حبيبي ياما يا رأفت لا تموت" ،تغرقها الدماء ورائحته الزكية تجتاح المكان "يبتسم قبل صعود روحه إلى بارئها ويبتسم "رأفت" لوالدته قبل الشهقة الكبيرة
ويتمتم بكلمات كل شهيد "سامحيني يا أمي" لتصرخ أمه ولتلتحم معه وتضمه إلى صدرها الدامي لدقائق في مشهد مأساوي لام تحمل ابنها الشهيد تحاول السير به عدة أمتار قبل قدوم سيارات الإسعاف.
هي حكاية من حكايات الأم الفلسطينية في غزة الكبيرة والتي تصغر أمام محاولات شباب فلسطين الدفاع عن مستقبل أطفالهم وأمتهم في حين يبقي الصمت العربي والدولي مطبقاً أمام جراح غزة التي ما زالت تنزف حتى هذه اللحظة دماء الأطفال والنساء والشيوخ بصواريخ الغدر الصهيونية