| بعد 55 عاما ليلي الجزائرية تحكي قصتها مع فريد الاطرش | |
|
+4مهدي سعدان طارق الجلبي محمد رشدى بين الاطلال 8 مشترك |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
بين الاطلال فريديّة أصيلة
عدد المساهمات : 449 تاريخ التسجيل : 29/09/2012
| موضوع: بعد 55 عاما ليلي الجزائرية تحكي قصتها مع فريد الاطرش 28/11/2012, 21:42 | |
| بعد 55 عاما ليلي الجزائرية تحكي قصتها مع فريد الاطرش كان ظهورها خاطفا في السينما العربية إلى جانب أسماء فنية من العيار الثقيل أمثال فريد الأطرش وأنور وجدي وصباح ونور الهدى وعبد السلام النابلسي، لم يتعد بضع سنوات خلال النصف الأول من الخمسينات، لكنه كان كافيا لينقش اسمها بأحرف من ذهب. "ليلى الجزائرية" اسم من زمن السينما الفضية اختارت الانزواء في فترة مبكرة مبتعدة عن الأضواء والشهرة، بعد أن
رأت في ارتباطها بالنجم الكروي الراحل عبد الرحمن بلمحجوب ما يغنيها عن كل هذا. كان الفضل في إقناع هذه الفنانة، التي لم تسحب روعة الشباب كل أذيالها من محياها رغم تجاوزها الثمانين، بهذا الخروج الإعلامي بعد زيد من 55 سنة من الصمت، للإعلامي المخضرم عمر عزيز السملالي الذي تجمعه صداقة وطيدة بها وبزوجها الراحل، فكانت النتيجة حوارا كشفت فيه ليلى الجزائرية أسرارا تنشر لأول مرة عن علاقتها بفريد الأطرش، الذي خصها بمعزوفة تحمل إسمها، ومحمد عبد الوهاب وبقية نجوم الزمن الجميل. كيف كانت ظروف النشأة بالجزائر وكيف اتجهت بعدها إلى الفن؟ ولدت بمدينة الشلف ما بين وهران والجزائر العاصمة سنة 1930، كانت مدينة تقطن فيها نسبة كبيرة من الفرنسيين، نشأت وسط عائلة محافظة تدعى بوكطاية، وكان أفرادها يرتبطون فيما بينهم بعلاقات مصاهرة مغلقة كأن يتزوجوا أبناء وبنات عمومتهم، وكدت أخضع لهذا التقليد فأرادوا تزويجي بابن عمي وأنا في الثالثة عشرة من عمري، فاضطررت للجوء إلى مدينة الجزائر العاصمة حيث يوجد أفراد آخرون من العائلة كانوا أقل تشددا. وهناك بدأت نشاطي الفني بالتمثيل المسرحي وفي تلك الفترة تعرفت على المسرحي الجزائري محيي الدين بشتارزي الذي رآني أمثل على خشبة الأوبرا بالجزائر وأنا لم أتجاوز بعد الخامسة عشرة، وطلب من أفراد عائلتي أن يسمحوا له بتنبني موهبتي واعدا إياهم بأن يجعل مني شيئا في عالم الفن. رحبت بالفكرة وهو ما جعلني أذهب إليه في اليوم الموالي على موعد، إذ عرفني على الممثلين الذين كانوا يشتغلون معه، وأعجبت بأسلوب اشتغالهم فقررت الالتحاق بفرقته المسرحية وشرعت أتلقى التداريب. وأذكر أن أول مسرحية شاركت فيها كانت بعنوان"المجرم"وأشادت الصحافة، آنذاك، بأدائي، ما شجعني كثيرا وأدخل السرور إلى قلبي، خاصة أنني كنت حينها ما زلت في الخامسة عشرة، واستمررت في اشتغالي مع تلك الفرقة المسرحية إلى أن بلغت الثامنة عشرة، كما أذكر من الأسماء المسرحية التي كانت تشاركنا العروض في تلك المرحلة الممثل رويشد ومحمد رضا والممثلة كلثوم التي كانت كذلك راقصة، فحملت اسما جديدا عوض اسمي الحقيقي فاطمة الزهراء هو"ليلى حكيم"باقتراح من الراحل محيي الدين بشتارزي. وكيف جاء انتقالك إلى فرنسا ثم تعاطيك فن الرقص؟ بعد أن قضيت حوالي ثلاث سنوات في التمثيل، انتقلت خلال عطلة صيفية إلى فرنسا ولم تكن تربطني أي علاقة بفن الرقص في البداية، إذ في إحدى المرات ونحن في حفلة في آخر السنة اجتمع فيها كل ممثلي الفرقة وموسيقييها، بمن فيهم عازف بيانو يدعى مصطفى كان يعزف مقطوعة راقصة أثناء الحفل، فحاولت الراقصة كلثوم جذبي لكي أرقص فتمنعت في البداية، كما أن سلوكها هذا كان بهدف توريطي في فن لم أكن أجيده سيما أنني بدأت، حينها، آخذ مكانها تدريجيا في الأدوار المسرحية التي كانت تسند إليها، فلما فشلت في جذبي إلى الرقص في تلك اللحظة، بادر ممثل آخر إلى الفعل نفسه بعد أن غمز عازف البيانو وشرع في مراقصتي عنوة، والجميع يضحكون من هذا التصرف. وراقبت المشهد إحدى الراقصات القبايليات المحترفات تدعى"بديعة"، فتعاطفت معي، ولما اختلت بي سألتني إن كنت أرغب في تعلم الرقص، فلما أومأت لها بالإيجاب قررت تعليمي هذا الفن، واقترحت علي مرافقتها إلى باريس حيث كانت تشتغل في ملهى يدعى"الكتبية"في ملكية شخص يدعى الشرادي، وتلقيت دروسا على يديها، وخلال الفترة نفسها تعرفت على مدير الأوبرا في باريس وهو من أصول روسية، واقترح علي أن آتي إلى دار الأوبرا كل صباح، خاصة أنه كانت هناك مغنية سوبرانو جزائرية من الطراز الرفيع ومشهورة، آنذاك، تدعى ليلى بن سديرة، وشرعت في تلقي دروس في فن الرقص الكلاسيكي الذي يمكّن من أداء الحركات على نحو أفضل، وبقيت أشتغل رفقة بديعة لدى الشرادي، وهو مغربي الأصل، كما أن محله كان يتردد عليه الكثير من مشاهير باريس وعلية القوم، وكان من بينهم شخص يدعى عزيز الشاذلي الذي اقترح علي بدوره أن أشتغل معه في محل يملكه يسمى"الجزاير"، وهناك شاهدني الموسيقار محمد عبد الوهاب الذي حلّ بالملهى في إحدى السهرات رفقة زوجته الأولى إقبال نصار، كان ذلك حوالي سنة 1950، وكان يشتغل معي في ذلك المحل كل من الراحل محمد فويتح والعازف عمر الطنطاوي، وموسيقيون آخرون من الجزائر وتونس. (مقاطعا) إذن كان محمد عبد الوهاب هو أول فنان مشرقي تلتقيه وليس فريد الأطرش؟ نعم، وأذكر أن كل الموسيقيين في الليلة الأولى التي حضر فيها محمد عبد الوهاب بملهى"الجزاير"تقدموا للسلام عليه وكان أولهم الراحل فويتح، وكنت من بينهم بطبيعة الحال. وفي اليوم الموالي حضر الموسيقار المصري لوحده غير مرفوق بزوجته كما كان الأمر في الليلة الأولى، واستمر على ذلك الوضع لمدة أسبوع تقريبا، وفي أحد الأيام قدم عبد الوهاب إلى المحل قبيل افتتاحه حوالي السابعة مساء، وتقدم إلي وهو يخاطبني بلطف"يا ست ليلى ممكن تعزميني أو توريني باريس شوية"فلما أجبته"وماذا عن شغلي؟"فقال لي"لا عليك سأتصرف وأخبر صاحب المحل بذلك"وفعلا أخذته في جولات طويلة في مختلف الأحياء الباريسية وعرّفته على العديد من الأمكنة والأشخاص وأمضى على تلك الحال حوالي عشرة أيام، كما أذكر أنه أصيب بوعكة صحية حينها وأشرف على علاجه الدكتور عبد الكريم الخطيب.
وماذا عن زوجة محمد عبد الوهاب؟ غادرت باريس في اتجاه مصر وتركت عبد الوهاب وحده، ولما عاد الأخير إلى هناك كانت بعض الجرائد المصرية كتبت أنه تأخر في باريس لأنه مرتبط بعلاقة مع راقصة جزائرية وأشياء من هذا القبيل لم أعلم بها إلا في ما بعد، وكان فعلا طلب مني مرافقته إلى مصر لأحقق انطلاقتي الفنية من هناك، لكنني لم أوافق على الأمر، إلا أن مسألة الزواج لم تكن مطروحة بطبيعة الحال وكان الأمر مجرد إشاعات. في تلك الفترة قرأ الراحل فريد الأطرش ما كتبته الصحف المصرية وكان يتردد كثيرا على باريس، وفعلا قدم مباشرة بعد مغادرة عبد الوهاب، وجاء إلى ملهى"الجزاير"وبالصدفة لم أكن أشتغل ليلتها هناك، إذ خرجت رفقة بعض الأصدقاء، فسأل عني ليلتها فقالوا له إنها ستأتي غدا، وبلغ الخبر إلي عن طريق الراحل فويتح الذي قال لي إن فريد الأطرش سأل عني وأنه يرغب في مقابلتي، وفعلا التقينا في اليوم الموالي بفندق"كلاريدج"وكان بصحبتي منتج أفلام جزائري رافقني ليكون شاهدا على اللقاء. اقترح علي فريد الأطرش أن أرافقه إلى مصر وأشتغل معه في السينما بعقد مدته ثماني سنوات، وكان يريد بذلك تعويض الفراغ الذي تركته الراقصة سامية جمال، بعد خلافها معه وزواجها، وهذا ما جعلني أتهيّب من الأمر، سيما أنه كان من الصعب على أي كان يحتل مكان سامية ويصيب الشهرة نفسها التي كانت تتمتع بها. أليس صحيحا ما تم تداوله بأن فريد الأطرش، حاول استقدامك لمصالحة الجمهور الجزائري الذي كان على خلاف معه بسبب عدم ذكر الجزائر في أوبريت"بساط الريح"؟ لا أعتقد أن الأمر كان كذلك، وكل ما في الأمر أن الحفل الذي أحياه فريد الأطرش بالجزائر تم تحت إشراف متعهد حفلات يهودي، ولم يكن مضى على نكبة 48 بفلسطين سوى بضع سنوات، فكان لذلك تأثيره على نسبة حضور الجمهور الجزائري الذي قاطع حفل الأطرش، ظانا أنه كان متعاونا مع اليهود في قضيتهم ضد فلسطين كما قال لي هو نفسه في ما بعد. ولا أنكر أن فريد الأطرش عاملني معاملة خاصة وكرّمني بأن جعلني الفنانة الوحيدة التي زارت معه قريته الأصلية في جبل الدروز، وهناك قابلت أفراد عائلته بمن فيهم والدته، وهو الأمر الذي لم يكن مع سامية جمال التي اشتغلت إلى جانبه سنوات طويلة. المهم أنني قبلت بعد تردد الانتقال معه إلى مصر، وشرع في إعداد العقود وتهييئ إجراءات سفري إلى أرض الكنانة، ولما وضع العقود أمامي زاد ارتباكي وترددت كثيرا سيما أنني كنت أعتقد أني لن أجاري سامية جمال أسلوبها في الرقص، خاصة أن أسلوبي كان مختلفا، المهم أنه بعد أيام من الاتصالات الهاتفية من القاهرة التي ذهب إليها عاد فريد الأطرش إلى باريس وأخذني معه إلى العاصمة المصرية. أصحيح أنه بمجرد وصولك إلى مصر واجه فريد مشكلا مع السلطات المصرية بسببك؟ (ضاحكة) تلك حكاية أخرى، أولا كانوا يعتقدون أني جاسوسة، كما أنه كان لزاما علي أن أحصل على تأشيرة لمدة ثلاثة أشهر، المدة التي سيستغرقها تصوير الفيلم الأول، لكن الأشهر الثلاثة مرت والفيلم لم ينته بعد من التصوير، وكنت حينها أقيم مع فريد الأطرش وأسرته المكونة من شقيقه فؤاد وأخته غير الشقيقة ميمي، تحديدا بشقة تقع بالعمارة رقم 5 في شارع عادل أبو بكر بالزمالك، كما شرعت في تصوير فيلمي الأول مع الأطرش بعنوان"عايزة أتجوز"واكتشفت أثناء التصوير أن السلطات المصرية كلفت شرطيا بمراقبتي طيلة النهار بالأستوديو إلى أن أنتهي من عملي. قصة "حكاية غرامي" ومعزوفة "أستورياس" حضرت مع فريد الأطرش تأليف مقدمة حكاية غرامي إذ كنت رفقته في محل يدعى "كلافادوس" في جورج الخامس، كان هناك عازف بيانو أمريكي وإسبانيان على الكيتار يقدمان معزوفة "استورياس" لألبنيث فأعجبت فريد الأطرش الذي كان يستحث العازفين على إعادتها بضع مرات، إلى ان حفظها ففوجئت به بعد ذلك يوظفها في المقدمة الموسيقية لأغنية "حكاية غرامي". الصدفة جمعتني ببلمحجوب بالبيضاء بحضور سليم الهلالي تلقيت عرضا آخر للاشتغال في أحد ملاهي بيروت، بالموازاة مع فيلم «لحن حبي»، وانتهزت الفرصة، خلال تلك الفترة، لزيارة المغرب، خاصة أن والدتي تزوجت للمرة الثانية واستقرت بالدار البيضاء، ولما جئت إلى هنا اقترحوا علي مجددا تقديم فيلمي الجديد «لحن حبي» بسينما «شهرزاد» بحضور الفنان سليم هلالي الذي كان حينها اسما فنيا مشهورا بالمغرب وكان يملك ملهى تخرج منه العديد من نجوم الغناء المغربي يدعى «الديك الذهبي». كما اتصلت بي مؤسسة «تيلما» عن طريق الإعلامي الراحل عزيز جسوس لتسجيل حوار تلفزيوني تجريبي لفائدتها خاصة أن التلفزيون المغربي لم يكن حينها موجودا. ومن غريب الصدف أن الضيف الذي كان معي حينها أمام الشاشة لم يكن سوى المرحوم عبد الرحمن بلمحجوب الذي كان حينها نجما في مجال كرة القدم وتم استدعاؤه على هذا الأساس إذ عاد لتوه من فرنسا، رغم أنني لم أكن أعرفه، لكن ذلك كان هو اللقاء الأول بيننا، فاقترحت عليه بعد نهاية التسجيل حضور عرض فيلمي بسينما «شهرزاد»، فقبل على أساس أن يجلب معه أفراد أسرته، فذهبنا جميعا ومعنا سليم الهلالي إلى المدينة القديمة حيث تقيم عائلة بلمحجوب، ومن هناك توجهنا إلى ملهى «الديك الذهبي» حيث تناولنا وجبة الغذاء، وكانت تلك أول مرة أكتشف فيها المدينة القديمة وكذلك ملهى سليم الهلالي. بعدها عدت إلى بيروت حيث كنت ملتزمة بعقد للاشتغال هناك، وفي الوقت نفسه كان عبد الرحمن بلمحجوب على موعد مع مبارة مصيرية للمنتخب الفرنسي، الذي كان يلعب له، ضد ألمانيا بمدينة «هانوفر»، وحددنا موعدا للالتقاء بباريس، كما حضرت مباراة له في فرنسا سنة 1954 جمعت بين منتخب إفريقيا الشمالية والمنتخب الفرنسي، كانت فيها الغلبة للمنتخب الأول بثلاثة أهداف لهدفين، وتألف من الأفارقة الشماليين يومها الذين كان من ضمنهم بلمحجوب والحاج العربي بنمبارك ولاعبون آخرون من تونس والجزائر. عايشتُ مع بلمحجوب تألقه الكروي كيف عايشت المرحلة الجديدة مع بلمحجوب؟ قضيت الأشهر الأولى من الزواج بمفردي خاصة أنه كان الدائم السفر بحكم التزاماته، كنت أقضيها أيام الانتظار في المطالعة، وكانت تلك الفترة من أبهى الفترات التي عاشها بلمحجوب في مساره الكروي إذ بعد أن قضى سنوات الخمسينات الأولى مع فريق «الراسينغ الباريسي» التحق خلال موسم 54 55 بفريق «نيس» معارا فاز معه بكأس فرنسا، كما اختير هذه السنة للعب في صفوف المنتخب الفرنسي، بعدها عاد إلى الراسينغ ثم استعان به فريق مونبوليي الذي كان حينها في القسم الثاني وساهم بلمحجوب في صعوده إلى القسم الأول في ظرف موسم واحد، كما أذكر مباراته الشهيرة رفقة المنتخب المغربي ضد الاسبان بداية الستينات خلال إقصائيات كأس العالم بالشيلي بعد أن تغلب الاسبان على المغاربة بصعوبة، وخلال هذه الفترة سيستقر بلمحجوب بالمغرب وسيلتحق بفريق الوداد لاعبا ومدربا، إلى أن أصيب إصابة بليغة في ركبته في مباراة ضد الجيش الملكي منتصف الستينات فقرر الاعتزال. أم كلثوم وعبد الوهاب تدخلا لرفع المضايقات عني ألم تواجهك مشاكل بخصوص اللهجة المصرية؟ بطبيعة الحال وجدت صعوبة في نطق اللهجة المصرية خاصة أنني كنت أتحدث من قبل الفرنسية فقط في باريس وعلاقتي باللغة العربية ضعيفة، فاقترحت عليهم اللجوء إلى الدبلجة إلا أن فريد الأطرش لم يقتنع بالفكرة، فكلف الإذاعي محمد علوان بإعطائي دروسا في اللهجة المصرية وإلقائها، وتعرفت خلال هذه الفترة أيضا على الشاعر الغنائي مأمون الشناوي الذي كان يمازح فريد الأطرش قائلا"هل جلبت هذه الفتاة من دير الراهبات؟"في إشارة منه إلى أنني لم أكن أدخن أو أشرب الخمر، حتى السهر الذي كان عنصرا ثابتا في الوسط الفني لم أكن أقوى عليه. وفي أحد الأيام أخبرني مأمون الشناوي أن محمد عبد الوهاب يريد مقابلتي فخفت أن يكون الموسيقار غاضبا مني بسبب تفضيلي الاشتغال مع فريد الأطرش بدلا عنه، وقابلت عبد الوهاب في مكتبه وفاجأني أن اتصل من هناك بأم كلثوم، ومد لي السماعة لكي أتحدث معها فسألتني عن حالي بعبارات لطيفة، وإن كنت أواجه مشاكل فأجبتها نعم، فطمأنتني بأن كل مشاكلي ستحل ولن أواجه أي مضايقات بعد ذلك، وهكذا حصلت على تأشيرة جديدة وواصلت تصوير الفيلم إلى أن انتهينا منه، وتوجهت بعد ذلك إلى باريس حيث قضيت شهرا قبل أن أذهب إلى الجزائر باقتراح من منتج جزائري بهدف تقديم فيلم"عايزة أتجوز"إلى الجمهور الجزائري الذي خصني باستقبال منقطع النظير معتبران أنني مثلته خير تمثيل في السينما العربية، وكان الفيلم قد عرض بسينما"ماجستيك"بالجزائر العاصمة، كما راقه أنني كنت أقدم نفسي باسم"ليلى الجزائرية"والطريف أن اختيار هذا الاسم جاء بعد التحاقي بمصر، إذ اقترح علي فريد تغيير لقب ليلى حكيم الذي كنت أحمله بدعوى أن عبارة"حكيم"تعني الطبيب الشعبي لدى المشارقة، فاقترح هو لقب"’سلطانة"فأجبته أن هذا الاسم لا نطلقه سوى على الخدم في الجزائر، إلى أن استقر الرأي على لقب"ليلى الجزائرية". حدثينا عن طباع فريد الأطرش؟ كان شخصية متفردة وكرمه يفوق كل الحدود، كما كان يعشق السهر والقمار بشكل جنوني، علما أنه لم يكن يدخن أو يشرب الخمر، وأذكر أنني كنت معه في إحدى السهرات بفرنسا فخسر ثلاثين مليون فرنك في ليلة واحدة، أما في منزله فلم يكن يجلس إلى مائدة الطعام في الغذاء أو العشاء إلا وهو محاط بنفر من أصدقائه. وكيف جاء فيلمك الثاني"لحن حبي"مع فريد الأطرش؟ بعد عودتي من الجزائر قضيت شهرا إضافيا في باريس، واتصل بي فريد من القاهرة مخبرا إياي أنه حان موعد تصوير الفيلم الثاني، وكنت في الوقت نفسه شاركت في فيلم فرنسي بعنوان"Fortune carrée"للمخرج بيرنارد بورديري رفقة الممثل المكسيكي الأصل بيدرو أرمانداريز، وعندما عدت إلى مصر وجدت أن عبد الوهاب وأم كلثوم قد هيآ لي وضعا جديدا أكثر راحة، واشترطا على فريد الأطرش أن أقيم بمفردي ولا أقيم معه بدعوى أنه عازب، فاحتج عليهما فريد بأن قال لهما إنني أقيم مع أسرته وليس معه بمفرده فلا يعقل أن يتركني أقيم في فندق أو في سكن مستقل. احك لنا بعض الطرائف التي حدثت لك خلال تصوير فيلم"لحن حبي"؟ أذكر أن صباح بمجرد ما رأتني لأول مرة، غنت لي أغنية باللغة الفرنسية ، التي كانت تجيدها لما علمت أنني من شمال إفريقيا، كما هو الشأن بالنسبة إلى فريد الأطرش الذي كان يتحدث الفرنسية بطلاقة. المهم أنه بعد انتهائنا من فيلم"لحن حبي"سافرنا إلى بيروت لقضاء العطلة الصيفية هناك، ومن هناك زرنا أسرته في الدروز بعد ذلك عدنا إلى بيروت فاقترح علي أنور وجدي الاشتغال معه في فيلم جديد فاشترطت عليه موافقة فريد الأطرش الذي لم يبد اعتراضا على ذلك، رغم أنني كنت موقعة معه عقدا.
هل صحيح أن فريد الأطرش غار من علاقتك ببلمحجوب؟ ربما وهذا ما فهمته من خلال إحدى المناسبات كنت استدعيت عبد الرحمن بلمحجوب لوجبة غداء في محل إقامتي بباريس وحضر المناسبة أيضا فريد الأطرش الذي قدمت له بلمحجوب كواحد من نجوم الكرة المغاربة، وكان قد سمع عنه من قبل، وبعد هذا اللقاء وعقب انصراف بلمحجوب، فاتحني فريد الأطرش في موضوع زواج عرفي بيننا حتى يخرس الألسنة التي كانت تنتقد إقامتي في بيت أسرته، ولما رفضت الفكرة أجابني بحدة"إذن أنت تحبين هذا اللاعب"فاستغربت لطريقة جواب فريد الأطرش، وأجبته أنني ما زلت ملتزمة معه بعقد عمل، فرد علي أنه يجب علي العودة إلى مصر لتصوير فيلم جديد، ولما ذهب إلى هناك لم ألحق به بل بقيت في باريس وصرت ألتقي عبد الرحمان بلمحجوب ونخرج جميعا رفقة فويتح والطنطاوي وعبد الواحد الصميلي والمرحوم أحمد العسكي، ووقع نوع من الانجذاب بيني وبين بلمحجوب وبعد بضعة أشهر قررنا الزواج تحديدا يوم 24 دجنبر سنة 1954. ومن بين المسائل الخاصة والمميزة التي جعاتني انجذب إلى بلمحجوب أنه كان مختلفا بشكل كبير عن فريد الأطرش، إذ كان رزينا ومستقيما في حياته. قررت الاستقرار رفقة بلمحجوب بالمغرب ابتداء من سنة 55 واقتنينا مطعما بباريس. لقد شكلنا ثنائيا منسجما، إذ كان بلمحجوب ودودا معي إلى أبعد الحدود رغم غيرته الشديدة، وأذكر واقعة طريفة في هذا الشأن إذ خلال فترة خطوبتنا حضرت معه حفلا نظمه نادي"الراسينغ الباريسي"الذي كان يلعب له، وجرت العادة أن يقدمني لزملائه اللاعبين ومسؤولي النادي بمن فيهم رئيسه، هذا الأخير لما سلم عليّ ظل ممسكا يدي وهو ينظر إلي ففوجئت ببلمحجوب ينزع يده من يدي بحركة غريبة كانت مؤشرا على غيرة سترافقنا إلى آخر لحظة في عمره، كما أن فريد الأطرش نفسه سيصبح صديقا مشتركا لنا وستجمعنا به لقاءات لاحقة كان آخرها قبيل وفاته ببضعة أشهر، وكان يمازح زوجي ويقول له إنه غنى من أجلي العديد من الأغنيات أشهرها"نورا". أجرى الحوار: عزيز المجدوب
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
|
| |
محمد رشدى كاتب جميل
عدد المساهمات : 1116 تاريخ التسجيل : 11/04/2010
| موضوع: رد: بعد 55 عاما ليلي الجزائرية تحكي قصتها مع فريد الاطرش 29/11/2012, 04:35 | |
| الأخت الغالية " بين الأطلال تستحقين منا نيشانا فنيا رفيعا إذ قدمتي لنا جانبا غاليا من حياة حبيب العمر كله فريد . كنا بالطبع نشتاق أن نعرف تفاصيل كثيرة عن علاقة ليلي الجزائرية بسيد الفن العربي كله فريد، فعرفنا جزءا ثمينا منه، صحيح ساءنا أنه كان مولع بالقمار لهذه الدرجة، وإن كان فريد من المؤكد أنه لم يكن يلعبه من أجل المكسب، وهو الأصل في لعبه، ولكن ليقضي وقتا ممتعا في المغامرة بشيء فقط، والدليل علي ذلك خسارته لهذا المبلغ الطائل في ليلة واحدة، وقد قرأت أيضا أن نائب حاكم الكويت العاشق الكبير له ولفنه الخالد كان يمنحه مبلغ 60 ألف دينار كهدية سنوية شرط أن يذهب فريد بنفسه لاستلامه المبلغ من نائب الحاكم رحمة الله عليه بصفة شخصية. ذهب فريد في إحدى السنوات وأخذ المبلغ لصالة قمار في إحدى الفنادق بالكويت وخسره هناك علي طول، وعلم نائب الحاكم بالخبر فاستدعاه مرة أخرى وأعطاه المبلغ مرة أخرى شريطة أن يتوجه به للمطار مباشرة. وهناك قصة أخرى عن القمار وعن عروبة فريد العظيمة أرويها لكم فيما بعد إن شاء الله. المهم نحن الآن في انتظار الجزء الثاني من حكاية ليلي الجزائرية مع حبيب العمر كله . | |
|
| |
طارق الجلبي فريديّ أصيل
عدد المساهمات : 3742 تاريخ التسجيل : 29/10/2011
| موضوع: رد: بعد 55 عاما ليلي الجزائرية تحكي قصتها مع فريد الاطرش 29/11/2012, 13:36 | |
| الأخت الكريمة الأستاذة "بين الاطلال" شكراً والف شكر على الذكريات الجميلة للفنانة ليلى الجزائرية وعلى ذكرياتها مع الموسيقار فريد الاطرش وعلى جهودكم الكبيرة هنا بعض صور فريد الاطرش مع ليلى الجزائرية الموجودة في المنتدى وارفعها هنا من ناحية أخرى ، الفنانة ليلى الجزائرية تقول بأنها كانت معه في إحدى السهرات بفرنسا فخسر ثلاثين مليون فرنك في ليلة واحدة : احب ان اقول بأن هذا المبلغ "ثلاثين مليون فرنك" محسوب بالفرنك القديم انتهى في بداية الستينيات (في بداية الستينيات ، الفرنك الجديد يعادل ١٠٠ فرنك قديم/ واحد يورو حالياً يعادل ٦٫٥٥ الفرنك الجديد السابق). كل الشكر والتقدير لحضرتك ودمتم في رعاية الله وحفظه [img] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/img] [img] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/img] [img] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/img] [img] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/img] [img] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/img] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
|
| |
مهدي سعدان فريديّ أصيل
عدد المساهمات : 8706 تاريخ التسجيل : 22/10/2010
| موضوع: رد: بعد 55 عاما ليلي الجزائرية تحكي قصتها مع فريد الاطرش 30/11/2012, 00:36 | |
| شكرا لك الاخت الكريمة بين الاطلال على المفاجئة السارة و المشاركة الرائعة التي تحكي عن حقبة جميلة من حياة الموسيقار تحياتي الخالصة لك [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|
| |
شاهنده فريديّة أصيلة
عدد المساهمات : 8608 تاريخ التسجيل : 12/06/2010
| موضوع: رد: بعد 55 عاما ليلي الجزائرية تحكي قصتها مع فريد الاطرش 30/11/2012, 02:57 | |
| بسم الله ما شاء الله الف شكر اختى الحبيبه الاستاذه بين الاطلال ربنا يحفظك ويخليكى لكل احباب الموسيقار ذكريات جميله ورائعه ونحن باشتياق لقراءه الجزء الثانى ان كان موجودا الف الف شكر لحضرتك | |
|
| |
بين الاطلال فريديّة أصيلة
عدد المساهمات : 449 تاريخ التسجيل : 29/09/2012
| موضوع: رد: بعد 55 عاما ليلي الجزائرية تحكي قصتها مع فريد الاطرش 2/12/2012, 21:10 | |
| اعزائي شرفني مروركم الراقي واقسم بالله كلماتكم هي افضل نيشان لانها من محبين صادقين لحبيب العمر ..كما احببت ان اشكركم على هذه الصور الجميله التي اضافت للذكريات بعدا اجمل... وللاسف لا يبدوا لي انه يوجد جزء ثاني لهذا اللقاء. | |
|
| |
حبيب القلب من جوه فريديّ أصيل
عدد المساهمات : 1158 تاريخ التسجيل : 03/04/2010
| موضوع: رد: بعد 55 عاما ليلي الجزائرية تحكي قصتها مع فريد الاطرش 3/12/2012, 01:58 | |
| القديره الاستاذه الفاضله /بين الاطلال مقال متعه والله ربنا يحفظك ويخليكى اختى الكريمه الاستاذه بين الاطلال ويبارك فيكى مقالات حضرتك بسم الله ما شاء الله عليها ربنا يكرمك ويبارك فيكى يارب ويحفظك من كل سوء حقيقى انا سعيد بكل ما تكتبيه حضرتك | |
|
| |
منعم ابوطالب مدير عامّ
عدد المساهمات : 16368 تاريخ التسجيل : 04/04/2010
| موضوع: رد: بعد 55 عاما ليلي الجزائرية تحكي قصتها مع فريد الاطرش 3/12/2012, 02:57 | |
| مازلت متابعا قلمك الرشيق ومواضيعك الجميلة اختى الاستاذه القديره بين الاطلال بارك الله لنا فيك وجزاكم كل خير شاكر لحضرتك على المقال الجميل الذى يستحق القراءة اكثر من مرة دمتى بكل خير
المصدر: منتديات الموسيقار فريد الاطرش وشقيقته اسمهان- http://freed.arabstar.biz/
اللهم يا لطيف نسألك اللطف فيما جرت به المقادير الطف بنا يا لطيف الله لطيفا بعباده يرزق من يشاء اللهم يا لطيفا بخلقه يا خبيرا بخلقه يا عليما بخلقه الطف بنا يا لطيف يا عليم يا خبير ************************** | |
|
| |
أشرف الزيات فريديّ أصيل
عدد المساهمات : 9892 تاريخ التسجيل : 05/12/2012
| موضوع: رد: بعد 55 عاما ليلي الجزائرية تحكي قصتها مع فريد الاطرش 25/5/2013, 23:33 | |
| مقال جميل يحمل ذكريات بين الموسيقار وليلى الجزائرية موضوع رائع ضمن مواضيعك الشيقة اخت بين الأطلال الف شكر لحضرتك وشكرا لاخى طارق لأاضافة صور رائعة بينهما دمتى بخير وارق تحياتى | |
|
| |
| بعد 55 عاما ليلي الجزائرية تحكي قصتها مع فريد الاطرش | |
|