موضوع: فريد الأطرش ابن الأمراء الذى احترف الغناء 15/2/2013, 15:57
فريد الأطرش ابن الأمراء الذى احترف الغناء
المصدر: الأهرام اليومى بقلم: محمد طلبة الشافعى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ****************** منذ أيام قليلة مرت علينا الذكرى الـ 36 لوفاة الموسيقار فريد الأطرش الذى ولد سنة 1915 فى محافظة جبل العرب بسوريا،بمدينة السويداء، وقد عانى حرمان رؤية والده ومن اضطراره إلى التنقل والسفر منذ طفولته إلى لبنان، ومن سوريا إلى القاهرة مع والدته هربا من الفرنسيين المعتزمين اعتقاله وعائلته انتقاما لوطنية والدهم فهد الاطرش وعائلة الأطرش فى الجبل الذى قاتل ضد ظلم الفرنسيين فى جبل الدروز بسوريا،وفى عام 1922 جاء فريد للقاهرة،حيث عاش فريد فى القاهرة فى حجرتين صغيرتين مع والدته عالية بنت المنذر وشقيقه فؤاد وأسمهان، التحق فريد بإحدى المدارس الفرنسية «الفرير» حيث اضطر إلى تغيير اسم عائلته فأصبحت كوسا بدلاً من الأطرش وهذا ما كان يضايقه كثيرا،ويعرضه لمضايقات زملائه، ذات يوم زار المدرسة هنرى هوواين فأعجب بغناء فريد وراح يشيد بعائلة الأطرش أمام أحد الأساتذة فطرد فريد من المدرسة، التحق بعدها بمدرسة البطريركية للروم الكاثوليك. حرصت والدته على بقاء فريد فى المدرسة غير أن زكى باشا أوصى مصطفى رضا بأن يدخله معهد الموسيقى، عزف فريد فى المعهد وتم قبوله فأحس وكأنه ولد فى تلك اللحظة، إلى جانب المعهد بدأ ببيع القماش وتوزيع الإعلانات من أجل إعالة الأسرة،فى محل «بلاتش بالموسكي» وأثناء ذلك التقى الملحن فريد غصن والمطرب إبراهيم حمودة الذى طلبا منه الانضمام إلى فرقة بديعة مصابنى التى ألحقته مع مجموعة المغنين ونجح أخيرا فى إقناعها بأن يغنى بمفرده، ولكن عمله هذا لم يكن يدر عليه المال بل كانت أموره المالية تتدهور إلى الوراء، بدأ العمل فى محطة شتال الأهلية حتى تقرر امتحانه فى المعهد ولسوء حظه أصيب بزكام وأصرت اللجنة على عدم تأجيله ولم يكن غريبا أن تكون النتيجة فصله من المعهد. ولكن مدحت عاصم طلب منه العزف على العود للإذاعة مرة فى الإسبوع فإستشاره فريد فيما يخص الغناء خاصة بعد فشله أمام اللجنة فوافق مدحت بشرط الإمتثال أمام اللجنة وكانوا نفس الأشخاص الذين إمتحنوه سابقا إضافة إلى مدحت، غنى أغنية الليالى والموال لينتصر أخيرا ويبدأ فى تسجيل أغنياته المستقلة، سجل أغنيته الأولى (يا ريتنى طير لأطير حواليك) كلمات وألحان يحيى اللبابيدى فأصبح يغنى فى الإذاعة مرتين فى الإسبوع لكن ما كان يقبضه كان زهيدا جدا،استعان بفرقة موسيقية وبأشهر العازفين كأحمد الحفناوى ويعقوب طاطيوس وغيرهم وزود الفرقة بآلات غربية إضافة إلى الآلات الشرقية وسجل الأغنية الأولى وألحقها بثانية (بحب من غير أمل) وبعد التسجيل خرج خاسرا لكن تشجيع الجمهور عوض خسارته وعلم أن الميكروفون هو الرابط الوحيد بينه وبين الجمهور،فأقبل على العمل،وكان طبيعيا أن تفتح السينما ذراعيها إليه فقدم هو وشقيقته أسمهان أول أفلامهما بعنوان «انتصار الشباب»،وبعد النجاح الكبير لهذا الفيلم،توالت الأفلام حتى أصبح عددها 31 فيلما كان أخرها فيلم «نغم فى حياتي» مع ميرفت أمين،كما أنه قدم مئات الأغنيات التى مازالت عالقة فى الوجدان،ويُعد الموسيقار فريد الأطرش من أعظم العازفين على آلةالعود ليس فقط فى العالم العربي، بل فى العالم كله،ورحل عن عالمنا فى 26 ديسمبر 1974.