فيصل الاطرش ابن شقيق فريد الاطرش قال عندما كنت طفلا كنت انطق القاف والكاف والجيم بشكل كوميدي واصبح هذاالامر مشكلة عمي فريد في الحياة فكان يجلس بالساعات لكي يعلمني نطق هذه الحروف وذلك لا لكي اصبح مطربا مثله ولكن خوفا علي عندما اخطب خطابا رسميا في شعب الدروز فكيف سيكون شكل الاميرالذي ينطق الحروف بشكل كوميدي وقد ارسلني عمي الى مدارس خاصة ولم تفلح كل المحاولات فلجاء الى طريقة اخرى بأن يأتي بي في وسط اصحابه ويخرج لي عشرة جنيهات لكي انطق هذه الحروف فكنت اخطف العشرة جنيهات ثم اهرب دون ان انطق بأي حرف من الحروف والغريب والمؤلم انني لم انطق هذه الحروف بشكل صحيح الابعد وفاة عمي فريد ولا انس ابدا عندما كان عمي فريد يقول لأبي لا تلبي كل طلبات فيصل فالحرمان الم والالام مدرسة الحياة والان ياعمي انا اتألم لأتعلم والألم الاكبر عندما ودعت الدنيا امام عيني وعلى صدر ابي الحزين فنم هادئا ودع الشقاء لي فذكراك باقية ابد الدهر اما الحكايات الطريفة في حياة عمي فهي كثيرة واذكر منها انه كان يتبرع بأحذيته لكل من يطلبها لدرجة انه في يوم كان خارجا لموعد مهم ولم يجد لديه اي حذاء لكي ينزل به فأضطر ان يستعير حذاء احد العاملين معه في البيت حتى ينزل الى موعده ان اي كلام ساقوله في مدحه سيكون اقل كثيرا من قدر فريد الاطرش فرغم انني انتمي الى عائلة الاطرش ذات التاريخ النضالي العريق الا ان هذه العائلة بكل تاريخها لم تكن لتتعدى جملة واحدة او سطرا في بعض كتب التاريخ ولكن فريد الاطرش الفنان القدير استطاع ان ينقل هذه العائلة من اسر الكتب الى الخلود في قلوب الملايين من الشعب العربي فأي كلام لا يمكن ان يفيه جزءمن قدره او من حقه