أحبائي
إليكم المقال الذي كتبه الناقد الكبير الأستاذ محمود معروف في جريدة الجمهورية اليوم الأحد في ذكرى صاحبة الصوت السماوي الملائكي أسمهان :
بدون مجاملة
بقلم:محمود معروف
Email:mahmaroof@yahoo.com
أسمهان غرقت في الماء!!
مفيش رياضة وزهقنا من السياسة وقرفها والوزارة لم تشكل بعد وأفراح وأحزان الثانوية العامة تعلن اليوم.. لهذا رأيت أن أكتب في موضوع مختلف حيث صادف مرور 69 عاماً علي وفاة ورحيل الفنانة أسمهان التي كانت المنافس الأوحد للفنانة العظيمة أم كلثوم.
أسمهان ماتت يوم الجمعة 14 يوليو 1944 وبعد 69 سنة صادف يوم 14 يوليو 2013 يوم جمعة أيضاً.
أسمهان حكايتها حكاية.. كل حياتها 32 سنة في الدنيا فعلت فيها كل شيء.. غنت ومثلت وتزوجت 4 مرات واشتغلت جاسوسة ولعبت علي الحبلين.. تعاونت مع الإنجليز والفرنسيين واستقبلها دي جول وتشرشل واستقبلها أيضاً مونتجمري واشتغلت عليهم جميعاً.. كما اشتغلت علي أحمد سالم ومحمد عبدالوهاب وأحمد بدرخان.
أسمهان ولدت يوم الجمعة 10/11/1912 في الماء وماتت يوم الجمعة 14 يوليو 1944 في الماء أيضاً.
جذور عائلتها تعود إلي اليمن.. كانت هناك قبيلتان تتبادلان الحكم في اليمن.. قبيلة سليمان التنوخي التي سيصبح اسمها فيما بعد الأطرش.. وقبيلة معين وكان بينهما معارك طاحنة وإزاء ذلك نزل عبدالغفار ابن سليمان التنوخي من اليمن واستقر في قرية الشوف علي الحدود السورية وتولي إسماعيل منصب قاضي القرية وسمع عنه أمير الإقليم بشير واستدعاه ليأخذ بنصائحه وأثناء الحوار بينهما لم يكن إسماعيل يرد فقال له الأمير بشير.. لماذا لا ترد.. أنت أطرش؟ أنت يا أطرش.. سامعني؟!
ومنذ هذا اليوم أصبح لقب العائلة هو الأطرش وبرز منهم عبدالغفار باشا الأطرش وسلطان باشا الأطرش وسليم باشا الأطرش وإسماعيل باشا الأطرش وشاركوا في الحرب العالمية ضد الفرنسيين والانجليز.
أنجب إسماعيل باشا الأطرش ابناً حاد الذكاء اسمه فهد كان أول شاب من جيل الدروز يحمل شهادة جامعية من جامعة استانبول وتولي عدة مناصب في عهد الحكم الفرنسي آخرها رئيس محكمة استئناف السويداء فاطمة الدروز.
تزوج فهد ثلاث نساء طرفه الأطرش ابنة عمه وأنجب منها طلال.. ثم تزوج الأميرة علياء بنت المنذر وأنجب منها فؤاد وفريد وآمال "أسمهان" وأنور وداود وقد مات الأخيران.. الثالثة ميسرة وأنجب منها منير ومنبرة وملقة وأنور واعتدال وكرجيه.
ولدت آمال "أسمهان" يوم الجمعة 10/11/1912 في عرض البحر المتوسط علي ظهر مركب بضاعة قادمة من استانبول في طريقها إلي بيروت عند رحيل الجاليات الأجنبية من تركيا بسبب الحرب مع اليونان.
وماتت آمال أسمهان يوم الجمعة 14 يوليو 1944 في الرياح التوفيقي أمام مدينة أجا بمحافظة الدقهلية.. غرقت بها السيارة التي كان يقودها محمد فضل الله سائق زوجها أحمد سالم طار بالسيارة في الرياح التوفيقي وماتت أسمهان وصديقتها وسكرتيرتها ماري قلادة بينما قفز السائق فضل ونجا من الموت.