ما أجمل وأشرف وأعظم أن تكون حياتنا كلها جهادا خالصا في سبيل الله , فيكافئنا الله بأن يجعل موتنا شهادة
خالصة في سبيله!!
فقط عندما تصبح الحياة جهادا ويمسي الموت شهادة يملك الإنسان كل معاني ومفاتيح السعادة في الدنيا
والآخرة..
فيمضي المسلم وشعاره في كل وقت وحين:"إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك
له"
وكأنني أسمع من يقول لي:"جهاد..شهادة..ما الذي تقولينه؟..وكيف تكون هذه المعاني الصعبة طريقا
للسعادة..ثم أليس هذا عنف؟!! لا بد أنك من المحرضين على الإرهاب..."
وأحب أن أرد على هذا الكلام وما يشبهه وأقول:
منذ متى أصبحت الحياة في سبيل الله عنفا أو إرهابا؟!!
ثم كيف لا تكون الحياة في سبيل الله هي الحياة الوحيدة التي تستأثر بكل جوامع السعادة في الدنيا والآخرة؟!!
أخي الحبيب جرب يوما أن تجعل كل قول تقوله وكل فعل(طعامك..شرابك..نومك..عملك...) وكل
حال(فرحك..حزنك..غضبك...) لا تبتغي منه شيئا سوى رضا الله عليك ثم انظر كيف سيكون حال قلبك..
انظر كيف ستكون نظرتك للحياة بعدها..ستشعر أن لحياتك قيمة ومعني وأن لك بصمة وأثرا في هذا الكون
ستجد أنك قد تعاليت على رغبات نفسك وسموت على أن يكون الهدف من حياتك هو مجرد الطعام والشراب
والنوم والمتعة.
تكون الحياة جهادا في سبيل الله عندما لا تحيا لنفسك وإنما تحيا لله..
تكون الحياة جهادا في سبيل الله عندما ينبض قلبك لله ولا يكاد يدخل شهيق أو يخرج زفير إلا وأنت في عمل
يحبه الله ويرضاه..
تكون الحياة جهادا في سبيل الله عندما تجعل من حياتك ثغرا من ثغور الإسلام فتقف فيه ثابتا مرابطا حتى لا
يؤتى الإسلام من قبلك..
تكون الحياة جهادا في سبيل الله عندما تجعل حياتك قضية من قضايا الإسلام التى تحتاج إلى من يدافع عنها
فتحيا في سبيلها وتموت من أجلها..
تكون الحياة جهادا في سبيل الله عندما تخصص حياتك مثلا للدفاع عن المستضعفين ورفع الظلم عن
المظلومين..
أو لطلب العلم النافع الديني أو الدنيوي لترفع الجهل عن الأمة وتساهم في نهضتها وعزتها..
أو للعطف على اليتامى والأرامل والمساكين..
أو لإدخال السرور على قلوب المسلمين..
أو لقضاء حوائج المحتاجين..
أو للتيسير على المدينين..
أو لإظهار الحق الذي يخفيه المبطلون..
أو لتذكير الناس برب العالمين..
أو غير ذلك من الأعمال الصالحة التي يملأ بها حياته ليغمرها برضا الله.
وأشرف الجهاد في سبيل الله هو الدعوة إلى الله بالقول والفعل والقدوة , والعمل على نشر الإسلام في أرجاء
الأرض
وقد أصبح هذا النوع من سهلا ميسورا بعد أن تطورت الوسائل الإلكترونية والاتصالية وأصبح العالم قرية
صغيرة يربطها ببعضها البعض شبكة تسمى الإنترنت , وبالرغم من هذا التيسير تجد أن الكثير من المسلمين
متوانين في أمر الدعوة إلى الله ولا أعلم أهو زهدا في ثوابها أم عدم إدراك حاجة الأمة إليها.
وأخيرا من يحيا في سبيل الله يموت في سبيل الله
فمن عاش على شيء مات عليه
فما أعظمها من مكافأة تهدى لكل من عاش مجاهدا ثابتا مرابطا في سبيل الله
فاللهم لا تحرمنا منها..
اللهم اجعل حياتي كلها جهادا خالصا في سبيلك..
واجعل موتي شهادة خالصة في سبيلك..
ولا تجعل لأحد غيرك في حياتي أو في مماتي شيئا..
وتقبلهما مني محررين من كل ما سواك إنك أنت السميع العليم..
منقول