| مقال مهم بقلم ماجد الاطرش | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
وليد علبي الاداره- كبار الفريدين
عدد المساهمات : 37914 تاريخ التسجيل : 01/01/2013
| موضوع: مقال مهم بقلم ماجد الاطرش 5/6/2014, 23:05 | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]مقال مهم يتضمن معلومات قد تسمعها لاول مرة وهي تأتي من قريب مقرب من الموسيقار الاسطورة فريد الاطرشانصح بقرائته رغم اطالتهفريد الاطرش كما عرف عنه المحامي ماجد الأطرشليس كل من عاشر عبقرياً في الموسيقا والغناء كفريد الاطرش له حق القول بأنه قد تعرف عليه أو فهم شخصيته . إلا أنني قد تتبعت أحواله في بعض المراحل من عمره الفني والاجتماعي كما اطلعت على القليل من الوقائع والاحداث التي مرت في حياته وكان الذي دفعني الى ذلك هو رابطة الدم والقربى وعامل الحب والعشق لأغانيه وموسيقاه .ولما كان الجيل الجديد من أبناء المشرق والمغرب العربي لديه الشغف والميل للاستطلاع وللتعرف على كنوز هذا الفنان التاريخي الأصيل وعلى اعماله الفنية وسيرته الذاتية. وهي كثيرة وغزيرة جدا ولا يمكنني في هذا المقال الاحاطة بها.لذلك رأيت تناول مقتطفات منها وبحدود ما يسمح المجال في هذا المقال .والحقيقة أن فريد الأطرش هو امير الفن والسيف والطرب .هو من احفاد القائد الحربي للدروز اسماعيل الاطرش وشيخ مشايخ الجبل في القرن التاسع عشر الذي قال عنه الرحالة الامريكي "بورتر" بعد أن التقى به في عام 1852م أنه : "أشجع رجل يقود أشجع شعب " وفي الحديث عن سيرة هذا الفنان الشخصية يمكننا القول : انه لم يكن موسيقياً عبقرياً أو مطرباً رائعاً انتشر اسمه الفني وعشقته الجماهير في البلاد العربية فحسب بل أيضا الخيل والليل والبيداء كانت تعرفه وتعرف شقيقته المطربة " أسمهان " إنه الفارس الذي يهوى ركوب الخيل والفروسية تسري في دمه منذ زمن اجداده .لذلك اقتنى العديد العديد من الخيول العربية الاصيلة وانفق عليها الاموال الطائلة ولكم كانت السعادة تغمره عندما يراها تنطلق في ميدان السبق بالقاهرة وتسابق الريح .وكان يسمي كل فرس وحصان يملكه بأسماء تراثية تذكرنا بأمجاد الفرسان من اجداده وترمز بنفس الوقت اليهم الذين هم من أبطال بني معروف اشتهروا في ساحات الوغى فهذه الفرس تحمل اسم " سعدى" المرأة التي اشتهرت في معركة الخراب قرب عرمان عام 1896م . وتلك تحمل اسم " بستان" كناية وتيمنا ببستان شلغين البطلة المشهورة في معارك الثورة السورية الكبرى عام 1925م واخرى تحمل اسم " خولة" الأميرة الارسلانية الفارسية في عهد الامير بشير الشهابي الثاني . كما أطلق على فرس من خيوله اسم " ميساء" لتتكنى باسم "ميثه الاطرش " بطلة معركة الكرامة التي نشبت عام 1894م في قرية عرمان ضد القائد العثماني ممدوح باشا .وقد كان يملك أحصنة من الخيول الاصيلة يزفها في ميدان سباق الخيل فهذا اسمه " سلطان " واخر اسمه " القميزي" ويرمز الى البطل محمد أبو عساف الملقب بالقميزي وذاك الحصان اسمه " السبع المجنزر" الذي اذا ما فك قيده ينطلق كالسهم من قوس الرامي الشجاع ويرمز به الى البطل المشهور أبو حمود سعيد نصر . وقد اسعدني الحظ ان حضرت معه مرات عديدة ميدان سبق الخيل بالقاهرة وجلست في المقصورة المخصصة وتحمل اسمه .وكل فارس حقيقي شجاع هو صلب كصلابة الحديد في المواقف التي تثير الفزع والخوف ففي شهر أيلول من عام 1972م قام فريد الاطرش بإحياء حفلة غنائية يخصص ريعها لمنظمة تحرير فلسطين نقلتها أجهزة الاعلام المرئي والمكتوب والاذاعة السورية وصادف تاريخها في أعقاب مقتل الرياضيين الإسرائيليين في مدينة موينخ بألمانيا على يد الفدائيين في منظمة تحرير فلسطين ووزير الحرب الاسرائيلي كان يهدد ويتوعد بالانتقام .وبينما فريد يصدح بصوته الرخيم ويتغلغل بأعماق الصدور ضجت سماء دمشق بهدير الطائرات الاسرائيلية وكانت الساعة حوالي الحادية عشرة ليلا فدب الهلع والذعر بنفوس المحتشدين بالصالة والمستمعين له . فاضطر الى التوقف عن متابعة الغناء هنيهات والى مخاطبة جماهيره بعد أن لاح له بأن بعضهم بدأ يهم بالخروج من الصالة قائلا : " أنا باقٍ حتى الصباح أغني والجبان يطلع بره " وقد سجلت كافة وسائل الاعلام قوله هذا باللفظ والصوت والصورة .وبهذا الرد الشجاع على الذين انتابهم الذعر من هدير الطائرات المحلقة فوق سماء صالة العباسيين أكد على انتمائه لعشيرته المعروفية الشجاعة وعلى صمودها في ميادين الحرب والصراع . ومن الامثلة أيضا على شجاعته النادرة هو ما حدثتني عنه الامينة على اسراره واعماله ورفيقة عمره السيدة الفاضلة "دنيز جبور " وذلك عندما لبى فريد دعوة ملك المغرب الحسن الثاني وبينما كان يجلس معه في قصره الملكي على مائدة الغداء داهم فجأة عساكر من الجيش المغربي بقيادة رئيس أركانه الجنرال المشهور " اوفقير " تلك المؤيدة للانقلاب الفاشل الذي قاده الجنرال المذكور وقد اطلقت النار الغزير في قاعات القصر حينما كان الملك الحسن على طاولة الغداء مع فريد الاطرش وحاشيته ومدعويه .اللحظة التي نزل كل الجالسين الى تحت الطاولة للاختباء في ظل بساطها لعل تكتب لهم النجاة من رصاص المهاجمين ماعدا فريد الذي مكث جالسا على كرسيه من غير أن ينتابه الجزع والهلع كما لو كان جبلا من الجبال لا تهزه الرياح .والجدير بالذكر أنه كان من الرماة الماهرين والحاذقين في اصابة الاهداف بالمسدس وقد حدثني شقيقه فؤاد الاطرش قائلا لي : " أن باي تونس " قد دعاه عام 1955م الى احياء حفلة غنائية بمناسبة عيد استقلال بلاده عن فرنسا وبعد أن جلس قليلا مع الباي التونسي ونال قسطا من الراحة دعاه عدد من جنرالات الجيش التونسي الذين خاضوا مع الجيش الفرنسي معارك الحرب العالمية الثانية وذلك للخروج معهم .للتجوال في حديقة القصر الملكي واثناء سيرهم في ارجاء الحديقة الملكية كان الجنرالات ينصبون الاهداف ويطلقون عليها بمسدساتهم ليرى فريد براعتهم في التسديد ومهارتهم في اصابتها , وعند ذلك تناول فريد مسدساً من الجنرال التونسي القريب منه وأطلق منه طلقة واحدة على أحد الاهداف فأصابه واخترقه اختراقا . ثم نصبوا له عدة أهداف لا يستطيع أصابتها غير العسكري المتمرس والمتدرب تدريباً عالياً فاخترق رصاص مسدسه جميع تلك الاهداف مما أدهش الجنرالات التونسيين الذين كانوا بصحبته وقد سأله أحدهم بدافع الفضول والاستغراب قائلا : " من اين لك هذه القدرة الفائقة في التصويب واصابة الاهداف يا استاذ فريد؟"واجابه فريد على الفور " ده شيء بدمي أنا ابن جبل العرب " . وقد كان لشقيقته المطربة اسمهان تلك القدرة في الرمي والتسديد.لقد حدثني عنها زوجها الامير حسن الاطرش قائلا لي : " أنها كانت ترافقه في رحلات الصيد إلى ظهر الجبل والصحراء الاردنية وقد كانت تطارد الغزال وهي على ظهر جوادها مسرعة للحاق به وتصطاده .ومن صفات فريد الاطرش ومميزاته الكرم الحاتمي الأصيل الذي ورثه من منبته الاصلي , وكان يسري بدمه سريان الماء اللجين بالوديان ومنزله في القاهرة الكائن في شارع النيل اشبه بمضافة من مضافات الجبل واهله بنو معروف وملتقى للفنانين والصحافيين الكبار ومن عليّة القوم في الوطن العربي وموائده مستمرة على مدى الليل والنهار لا ينقطع سيلها يجلس عليها الزائرون وغالبا دون دعوة وقد كنت الشاهد عليها لمدة طويلة من الزمن .لقد كان اميراً حقا وامارته الاصيلة تنبع ويترقرق صفاؤها من صخور جبل العرب الصلدة ولهيب بركانه .الموسيقار فريد الأطرش رفع مستوى الموسيقى العربية الى مرتبة رفيعة جعلت العرب في كل مكان يفاخرون به امام موسيقى الشعوب الاخرى من تركية وفارسية وكردية وهندية وهو الذي تخرج من معهد الموسيقى الشرقية في القاهرة وكان من بين الاساتذة الكبار الذين التقوا " رياض السنباطي " و"محمد القصبجي" و"زكريا أحمد" و" محمود صبح" وابراهيم حمودة " و " وداود حسني " وسائر عمالقة الموسيقا في زمانه ومن بينهم الاستاذ مدحت عاصم مدير دار الاذاعة المصرية كان من اهم المشجعين على بث أغانيه المبكرة " بحب من غير امل " و " وياريتني طير لطير حواليك " و " وأفوت عليك بعد نص الليل " . ومنذ ذلك التاريخ انتشر اسم فريد المطرب انتشار النار في الهشيم . وقد أضاف اليها افلامه السينمائية المبكرة ذات الطابع التي تحمل خلفية غنائية واستعراضية تدخل النشوة في القلوب وتزيل الضجر والشعور بالاحباط من النفوس وكان من بدايتها فيلم " بلبل أفندي" و" شهر العسل " و " ما تقولش لحد " و " انتصار الشباب " مع شقيقته المطربة اسمهان وقد لحن لها جميع الاغاني الني انشدتها في الفيلم .لقد غنى فريد وأحكم الأوزانا وعوده فاض عواطفا وحنانافكأننا في ارض مكة سجدا وكأنما وحي الاله اتــــــــانا لحن العديد من الاغاني للمطربات العربيات من بينهن نور الهدى وليلى مراد وصباح وشريفة فاضل وشادية ونجاة علي وللعديد من المطربين العرب منهم محرم فؤاد وفهد بلان ووديع الصافي وعصام رجي كما لحن للمطربات الاجنبيات الفرنسية " داليدا "و " مايا كازا بلانكا" وللمطرب التركي ابراهيم نوران وغيره .كما لحن فريد للمطربة الكبيرة ام كلثوم قصيدة تحمل عنوان " وردة من دمنا " للشاعر وأمير الشعراء الاخطل الصغير بشارة الخوري تحدى به أي لحن لأغنية سبق وان تلتها ام كلثوم بحنجرتها الذهبية كان قد صاغه لها مشاهير الموسيقيين والملحنيين في مصر الكنانة من أمثال السنباطي والقصبجي وبليغ حمدي والموجي وغيرهم . ولكن ذلك اللحن الذي صاغه فريد لأم كلثوم تحول الى ما يشبه قصة " ابريق الزيت " لقد رفضت المطربة الكبيرة ترتيله بصوتها وسرّ ذلك الصد والرد يعيدنا الى الاجواء المتوترة والخفية التي سادت في مصر ضد فريد واسمهان منذ عهد الملك فاروق . اذ ظل فريد بنظر الفنانين المصريين من الاجانب وسورياً بحكم الولادة واذا كان قد حاز فيما بعد على الجنسية المصرية مما جعله يعاني من عقدة الظلم والاضطهاد ودفعه الى الانتقال الى بيروت خلال السنوات الاخيرة من حياته بعد أن حاز على الجنسية اللبنانية كما سبق وأن حاز على الجنسية السودانية والجنسية المغربية . ومات فريد في اواخر عام 1974م وماتت من بعده بحوالي الشهر ونصف المطربة الخالدة ام كلثوم وسرّ صدها وامتناعاها عن غناء أغنية من تلحين فريد الاطرش بقي غائباً ومجهولاً عن عشاق الفن والغناء .ويقال عن فريد انه كان اسرع ملحن على الاطلاق واللحن لا يستغرق معه سوى دقائق معدودات وأذكر ان سيارته قد تعطلت عندما كان سائرا بها في الطريق السفري الطويل بين القاهرة والاسكندرية فنزل منها وسار فوق الرمال التي على جانب الطريق ومد يده الى جيبه لعله يحظى بها على محرمة تمسح هبوب الريح الرملية عن وجهه فعثر على ورقة مدون عليها قصيدة شعرية لشاعر الاغنية صالح جودت مطلعها : اسأل الفجر والغروب اسأل الشمس والقمروبعد ان فرغ من تلاوتها انطلق شعاع اللحن وارتسم في مخيلته وصدح بصوته الاخاذ يفردها بينما الفضاء العالي يسترق السمع له وصدى صوته الرخيم يهب هبوباً مع الريح . لقد حاز فريد الاطرش على وسام " قلادة النيل " قلده اياها الرئيس الخالد جمال عبد الناصر وعلى وسام " الاستحقاق السوري " وضعه على عنقه الرئيس المجاهد شكري القوتلي وعلى وسام " الارز " اللبناني وعلى العديد من الاوسمة التي قلدها اياها الرؤساء والملوك العرب غير ان ما يمير الموسيقار فريد الاطرش عن غيره من الموسيقيين العرب الكبار من امثال محمد عبد الوهاب ورياض السنباطي ومحمد القصبجي هو انه حائز على " وسام الخلود الفني " من فرنسا باعتباره فنان عالمي لسبب معروف هو ان الاوركسترات العالمية الشهيرة في مدن الفن الكبرى عزفت موسيقاه وقدمت اغانيه بأكثر من ثمان لغات . لقد دخل اسمه في سجل الفنانين والموسيقيين الخالدين الى جانب العظماء الخالدين من أمثال " بيتهوفين " و " وموزارت" " وشوبان " مما جعله بحق ظاهره فريده في تاريخ الموسيقى العربية المعاصرة . ومع موسيقا فريد الاطرش ازداد التراث الموسيقي العالمي ثراء وشكلت الحانه مصدر الهام لكبار عمالقة الموسيقى في مصر والوطن العربي . وكان الباحث في علم الموسيقا الدكتور سعدالله آغا القلعه وزير السياحة السابق قد قال عنه في برنامج تلفزيوني ضمن الحلقة السادسة وأعطى البرهان بأن الموسيقار محمد عبد الوهاب قد اقتبس بعض الجمل الموسيقية اللحنية من بعض ألحان فريد الاطرش وفي الحقيقة التي يجدر ذكرها أن حزنه الدفين على شقيقته الراحلة اسمهان اختلط مع دمه الذي يجري في عروقه وكيانه الانساني وهو الذي جسد الاصالة بكل معانيها ومن الطرائف واللحظات الحزينة في حياته هو فقدانه للمصحف الصغير الذي يتلألأ في قلادة على صدره فبحث عنه حتى فقد الامل بالعثور عليه بعد أن حمله اكثر من خمسة وعشرين عاماً .فتشاءم وكأنما ألمت به كارثة وقال :" لقد فقدت السلاح المقدس الذي كان يحمي حياتي خلاص انتهى كل شيء" وباعتقاده ان كان يبعد عنه الشر ّلم يسبق لفنان في القرن العشرين أن نال الشهرة والنجاح المنقطع النظير على شباك التذاكر لرؤية أفلامه السينمائية وحضور حفلاته الغنائية , كالذي ناله فريد الاطرش . وكان يسرق دموع المراهقات والسيدات والعشاق لفنه منذ بداياته الأولى وبزوغ نجوميته التي سطعت في العالم العربي بأسره.فتربع على قمة الفن ودخل قلوب النساء والرجال وأحبه الملايين وكانت له آلاف المعجبات يطاردنه بأحلامهن وتنهداتهن .من اهم النساء اللواتي كان لهن دور في حياته : سامية جمال وشادية ومديحة يسري وفدوى عبيد ومريم فخر الدين وشريفة فاضل وسميرة أحمد والشقراء الجميلة سلوى الحلاق القدسي . اما الملكة ناريمان صادق ووالدتها أصيلة هانم مجتمعتين ومنفردتين جعلت فريد يدخل معهما الى حلبة الصراع العاطفي الذي ألهب قلبه مما أدى الى اصابته بداء الذبحة الصدرية عندما اختطفها منه وتزوجها الملك فاروق في الوقت الذي كانت فيه والدة ناريمان أصيلة هانم تعشقه وهائمة به بينما كان فريد لا يبادلها الحب والغرام وهوى الى القاع الساحق بعشقه لابنتها ناريمان صادق ! وقد استحصلت على هذه المعلومة التي لم تدخل في صفحات الاعلام من السيدة دنيز جبور رفيقة فريد والملازمة له مدى حياته . ولما كان فريد الأطرش أميرا وتنبع امارته من صخور جبل العرب ولهيب بركانه فقد استضاف في منزله بالقاهرة جميع الملوك والرؤساء العرب في زمانه ومن اشهرهم الملك فيصل ملك المملكة العربية السعودية الذي أهداه يختا عائما على نهر النيل وكان مقره في شارع " جبلاي " بالقاهرة .والملك فيصل الثاني ملك العراق الذي قضى نحبه في الانقلاب العسكري الواقع في 14 تموز من عام 1958م رفض أن يخاطبه فريد تحت اسم " جلالتك " عملاً بقواعد الآداب ومخاطبة الملوك فقد رد عليه قائلا له : " أرجوك حافظ على المودة الخالدة بين أجدادي وأجدادك ولولا جهاد أهلك بنو معروف وبفضل عمك سلطان باشا الاطرش لما تمكن جدي فيصل الاول من الدخول الى دمشق وتتويجه ملكا على سورية الابية . ثم كرر الملك فيصل قوله بأن يخاطبه ويتكلم معه باسمه فيصل المجرد عن الالقاب واعتاب الملوك .لقد دخل الملك الحسين بن طلال ملك المملكة الاردنية الهاشمية لقد أحيا له فريد حفلة زفافه على الملكة دينا عبد الحميد القريشية والاتصالات الهاتفية والزيارات الغير معلنة لم تنقطع بينه وبين فريد الاطرش واستمرت حتى وفاتهأما تواصله مع الشيوخ الكبار من آل الصباح في الكويت وأول من يذكر منهم المغفور له الشيخ سعد آل صباح رئيس وزراء الكويت الأسبق ظل قائما على مدى حياته وقد قام الشيخ سعد الصباح الكريم السخي والصديق الوفي لفريد الاطرش بدفع نفقات علاج الاستاذ فريد المريض قلبه لمشفى الدكتور " جبسي" في لندن وللدكتور " شارل دبغي " اللبناني الأصل والطبيب الشهير في مشافي في " هيوستن " بالولايات الامريكية المتحدة كما قام بنفس الدور المرحوم الشيخ سلمان الدعيج آل صباح والمرحوم الشيخ ابراهيم الدعيج آل الصباح الذي التقيت به مرارا في منزل الاستاذ فريد بشارع النيل عدا غيرهم من الاصدقاء الحميمين له من الشيوخ وأمراء الخليج العربي.كان قلبه على لسانه اذا تآلف مع جليسه وأنس له يقول له كل شيء الظاهر والخفي ودون أي تحفظ . وقد لاحظت أثناء جلساته العديدة له مع زائريه واصدقائه وزملائه الفنانين انه يرفض التحدث عن علاقاته الغرامية مع النساء ويتكتم البوح عن مغامراته العاطفية معهن . علما بأن صدره كان مسرح لفاتنات مصر والعالم العربي . ومما يذكر أن الامبراطورة " ثريا" زوجة شاه ايران أهدته جوهرة ثمينة احتفظ بها على مدى حياته في صندوق حديدي يضعه في غرفة نومه . وقد حصل أن شاهد العم " عبدو " الخادم في منزله الامبراطورة ثريا تدخل معه إلى هذه الغرفة .وعندما خرجت منها أوصى العم عبدو قائلا له : " اياك أن يعلم ذلك أحد في الدنيا إني أحذرك "!لم يعقد فريد زواجه على اية فتاة أو امرأة لأن " روتين " الحياة الزوجية بحسب رايه يقضي على الحب وقد يلائم الرجل العادي ولكنه لا يصلح للرجل الفنان ويطفئ لهيب الحب وغالبا لا يدوم .لم يمت فريد الاطرش ما زال باقيا وحيا في افئدتنا وبعد الموت حياة إن الذي مات جسده وحوالي الساعة الثانية ظهرا من يوم الخميس 26 كانون الاول من عام 1974م دخلت الاميرة كاميليا ابنة شقيقته اسمهان ومعها زوجها المرحوم رياض جنبلاط وكل من السيدة الكريمة دنيز جبور التي أيقظته من النوم ففتح عينيه وابتسم لزواره ابتسامة ملأت ثغره وطلب منهم أن يسمعوه كلاما ما أو أي شيء يسعده ويفرحه. ففتحت على الفور السيدة دنيز جبور جهاز الراديو فصعد صوته من محطة اذاعة عمان التي كانت ترسل له اغنية " الفصول الاربعة " الربيع فأصغى لها بشغف وعينيه الذابلتين توحي بالمفاجأة والصدمة الساحقة .وحوالي الساعة الثالثة الا ربع لفظ فريد أنفاسه الاخيرة وصعدت روحه كما لو كانت وميضا أبرق في السماء وبين الغيوم والنجوم في عتمة الموتوفي الحال اتصلت بالهاتف مع خالي الشيخ ابراهيم قيس كاتب عدل بيروت ونقلت له نبأ وفاته وبدوره قام المرحوم خالي بالاتصال مع وزير الاعلام الاسبق الاستاذ أنور الخليل ومع الشيخ سليم خير الدين من حاصبيا ومع الاقرباء من آل الجرمقاني العائدون من نيجيريا الى بيروت كما قام بالإبلاغ عن وفاته كل من الاستاذ كمال جنبلاط والامير مجيد ارسلان وسماحة شيخ عقل الطائفة في لبنان الشيخ محمد أبو شقرة وجرى نقل جثمانه من مشفى الدكتور الحايك الى دار الطائفة الدرزية ببيروت .ولم تمض ساعات حتى انتشر النبأ الفاجع في لبنان والعالم العربي بواسطة وسائل الإعلام المرئي والمسموع . وزحفت الوفود والحشود لتقديم التعازي وهب المئات من الفدائيين الفلسطينيين الى دار الطائفة يطلقون النار الى عنان السماء للتعبير عن حزنهم ومواساتهم وفاء بوفاء للدعم الكبير الذي قدمه الراحل فريد الاطرش للعمل والكفاح المسلح لتحرير فلسطين . كما توافد بنو معروف في لبنان ونزلت وفودهم من قرى الجبل ومدن لبنان لتأبينه وتشييع جثمانه .وفي اليوم التالي اصطف في القاعة الكبرى بدار الطائفة اللواء زيد الاطرش والعقيد حمد الاطرش الذي كان من قادة الجيش السوري في مطلع الخمسينات من القرن الماضي وعبدالله الاطرش وكذلك رئيس أركان الجيش اللبناني العميد سعيد نصرالله واللواء زهير غزال مندوبا وممثلا للرئيس حافظ الأسد والامير مجيد أرسلان والاستاذ كمال جنبلاط وشبلي العريان زعيم راشيا ووداي التيم وتقي الدين الصلح من رؤساء الوزارات في لبنان ورئيس نقابة الفنانين الاستاذ المرحوم احسان صادق وغيرهم وتقاطرت في ذلك اليوم وفود المعزين من جميع مدن وقرى لبنان واكتظت الساحة الفسيحة الواقعة أمام الدار الروحية بالحشود والمؤبنين تذرف دموع الحزن والاسى وأقبل الموسيقار محمد عبد الوهاب ومعه المطربة الكبيرة فيروز والاخوين الرحباني لوداعه والقاء النظرة الاخيرة على جثمانه الطاهر ومشيت معهم حتى وصلوا الى القاعة التي يسجى بها جثمان فريد وكانت الدموع تهطل غزيرة من عيونهم .فاستقبلتهم الاميرة الشهيدة ليندا جنبلاط زوجة الامير حسن الاطرش ومعها ابنته كاميليا ابنة الاميرة آمال الأطرش "اسمهان "وفي تمام الساعة الثانية عشرة ظهرا من يوم الجمعة الواقع في 27 كانون الاول من عام 1974م صلى على جثمانه الطاهر مشايخ الطائفة الدرزية الأجلاء وحمل نعشه على الاصابع والاكف وسار من خلفه الالوف من المؤبنين مشيا على الاقدام مسافة تتجاوز الخمسة كيلو متر إلى أن وصلت به الى الطائرة التي اقلته الى القاهرة من مطار بيروت لقد أوصى الراحل أن يدفن في القاهرة أرض الكنانة و المعز لدين الله الفاطمي والوصية محترمة عند الموحدين المسلمين الدروز.هب الملايين من أبناء مصر لتأبينه وتشييع جنازته وعلى نحو ليس له مثيل في تاريخ تشييع المواكب وجنائز العمالقة الذين كانت لهم بصمة كبيرة في حياة المصريين .وبعد الصلاة على جثمانه في جامع " عمر مكرم " توارى في تراب المقبرة التي أشرف على بنائها بنفسه بعد أن نقل اليها جثمان شقيقته المطربة اسمهان . كما قامت بتأبينه نقابة الصحافيين في لبنان في قاعة اليونسكو ببيروت باحتفال مهيب زخر بالفنانين والكتاب والادباء ورجال السياسة وأصحاب المقامات العليا وعشاق فنه وذويه ومن آل الاطرش وبنو معروف .وفي مدينة السويداء مسقط رأسه أقيم له احتفال تأبيني كبير ومهيب أمّته جماهير غفيرة من جميع قرى ونواحي الجبل .ولد يوم عيد الأضحى وتوفي في عيد الأضحىلقد أصاب موته ورحيله الى العالم الابدي صميم قلبي وقد فجر دموع عيناي قصيدة شعرية مطلعها :سلاما أمير الفن والسيف والندىنم في ظلال مصر جذلان هانيا فذكرت فواح وطيفك ما نأى وإن كنت عن ارض الاحبة نائياوالسلام عليكم ورحمة الله وعلى كل من قرأ أو استمع الى هذا المقال عن الموسيقار فريد الاطرش كما عرفته .السويداء 14/1/2014المحامي ماجد علي الاطرش | |
|
| |
أبو وحيد ضيف شرف
عدد المساهمات : 12345 تاريخ التسجيل : 25/12/2010
| موضوع: رد: مقال مهم بقلم ماجد الاطرش 6/6/2014, 00:19 | |
| مقال رائع جدا ومؤثر ويحمل بين طياته كثيرا من المعلومات البديعة والذكريات الخالدة عن موسيقارنا الحبيب ملك العود والانغام والابداع ((((((( فريد الأطرش ))))))) واجمل باقات الشكر والعرفان والثناء والامتنان والاحترام والتقدبر لك اخي الفريدي الاصيل الاستاذ القدير ==*** وليد علبي ***== والشكر الجزيل موصول الى الاستاذ القدير ((( ماجد الاطرش ))) دمتم ذخرا للموسيقار وعشاقه وسلمت اياديكم المباركة | |
|
| |
عادل ابورواش
عدد المساهمات : 729 تاريخ التسجيل : 08/06/2010
| موضوع: رد: مقال مهم بقلم ماجد الاطرش 6/6/2014, 01:36 | |
| مقال متعه ما اروعه مقال انصح الجميع بقراءته مع الشكر للفريدى الاصيل الاستاذ الفاضل وليد علبى | |
|
| |
عبدالله أحمد عبدالله إعلاميّ متميّز
عدد المساهمات : 1263 تاريخ التسجيل : 19/04/2010
| موضوع: رد: مقال مهم بقلم ماجد الاطرش 6/6/2014, 01:45 | |
| الأستاذ الفاضل ..وليد علبي جزاك الله خيرا ان رفعت لنا هذا المقال الجميل المعبر الذي يتميز بعدة مميزات تجعله مقالا ناذرا يجب الاهتمام به وتوثيقه اولا لأنه يشتمل علي معلومات خاصة ونادرة وجديدة ثانيا لأنه مكتوب بعاطفة مشبوبة ومحبة وصدق من كاتبه قريب العملاق وابن عمه ثالثا لأنه يتحدث بواقعؤية منقعطة النظير عن الموسيقار وصور من عبقريته ونماذج من انسانيته ثم ان المقال يقدم مكانة الموسيقار الحقيقية التي يتجاهلها الكثيرون حتي وصل باحدهم (عضو تافه في منتدي سماعي) ان قال من اين تحصل علي لقب امير ومن اين تحصل علي وسام الخلود الفني ...وو.. وهذا المقال يجيب عليه ويحدد موقع الملك وليس الامير فقط فريد الأطرش عندما يتحدث عن خصوصيته مع الملكة ثريا الايرانية ومع الملك فيصل العراقي والملك الحسين الخ.ز كما ان المقال يقدم تصويرا واضحا لشجاعة الموسيقار وقدرته وعمق ايمانه . تقبل تحياتي وتقدير ودمت اخي الكريم | |
|
| |
أشرف الزيات فريديّ أصيل
عدد المساهمات : 9892 تاريخ التسجيل : 05/12/2012
| موضوع: رد: مقال مهم بقلم ماجد الاطرش 6/6/2014, 10:01 | |
| تسلم اخى الرائع استاذ وليد علبى فن الموسيقار الخالد سيظل شمسا مضيئه في عالم الفن العربى شكرا لرفع المقال الجميل عن الموسيقار الخالد | |
|
| |
وليد علبي الاداره- كبار الفريدين
عدد المساهمات : 37914 تاريخ التسجيل : 01/01/2013
| موضوع: رد: مقال مهم بقلم ماجد الاطرش 6/6/2014, 13:36 | |
| استاذي القدير ابو وحيد شكرا جزيلا لمشاركتك المشجعة التي تحمل ضمن طياتها تشجيعا ملفت يدعوني الى ان اتقدم منك باجمل باقات الشكر والامتنان على ماتقدمه من اضافات ثرية بالمعلومات ومواضيع شيقة تستهوي المتابع دمت ذخرا لنا وللمنتدى وتقبل خالص مودتي وتقديري | |
|
| |
وليد علبي الاداره- كبار الفريدين
عدد المساهمات : 37914 تاريخ التسجيل : 01/01/2013
| موضوع: رد: مقال مهم بقلم ماجد الاطرش 6/6/2014, 13:39 | |
| الاخ الفاضل عادل ابو رواش شكرا جزيلا لمشاركتك المشجعة دمت بخير مع فائق الاحترام والتقدير | |
|
| |
وليد علبي الاداره- كبار الفريدين
عدد المساهمات : 37914 تاريخ التسجيل : 01/01/2013
| موضوع: رد: مقال مهم بقلم ماجد الاطرش 6/6/2014, 13:53 | |
| الاعلامي الكبير عبدالله احمدعبدالله اشكرك جزيل الشكر على اضافتك التي اثرت الموضوع بما اجادت به من توصيف لمكانة الموسيقار على الصعيد الفني والاجتماعي ام ذلك الشخص الذي تتحدث عنه في منتدى سماعي الطرب اعتقد انه ينتحل شخصية والغرض من ذلك التعكير على سيرة الموسيقار وقد صادفته فى منتدانا الحبيب تحت اسم خالد بركات وهو يظهر في منتديات اخرى باسماء مختلفة واحيانا اسماء نسائية مثل خديجة رباح كل ذلك لن يجدي نفعا الموسيقار اخذ مكانته في العالم دون سائر الفنانين دمت ذخر للوفاء وتقيل خالص امتناني وتقديري
عدل سابقا من قبل وليد علبي في 6/6/2014, 14:27 عدل 1 مرات | |
|
| |
وليد علبي الاداره- كبار الفريدين
عدد المساهمات : 37914 تاريخ التسجيل : 01/01/2013
| موضوع: رد: مقال مهم بقلم ماجد الاطرش 6/6/2014, 13:59 | |
| اخي المبدع اشرف الزيات شكرا جزيلا لحضورك الراقي وتعقيبك المشجع دمت ذخرا للروائع مع اطيب التمنيات لك بالنشاط الدائم | |
|
| |
| مقال مهم بقلم ماجد الاطرش | |
|