«أولاده.. ألحانه»! - الفصل السّابع من «دموع... فريد الأطرش» – نعيم المامونحلّت يوم أمس الجمعة 26 دجنبر الذّكرى الأربعون لرحيل «حبيب العمر».. وإسهاماً في الاحتفاء بها.. إليكم اليوم الفصل السّابع من كتاب «دموع فريد الأطرش».. لمؤلِّفه فوميل لبيب.. مع ثلاث صور متداولة من الكتاب.. وقراءة ممتعة!..
تغمّد الله "الفريد" بواسع رحمته.. وإلى لقاء جديد بحول الله.. مع فصل آخر..
******
«إنّه رغم المال والبريق لا يجد السّعادة، والأقدار تقف له بالمرصاد، إذا أعطته باليمين أخذت باليسار فلا يكاد يفرح بعطائها حتّى يودّع بالدّموع ما تأخذه قسراً من قلبه وحياته!»..
لقد تزوّجت سامية جمال.. «وكانت آخر ذكرياته معها رحلتهما إلى شمال إفريقيا، تونس والجزائر والمغرب».. ويتذكّر «الحبّ الّذي أغدقه عليهما شعب القطرين العربيّين تونس والجزائر، وكان قد بلغ المغرب فضاعف لهما الشّعب من حبّه وتكريمه (...) ولم يكن الحبّ ولا التّكريم مشاعر الشّعب وحده، كانت مشاعر الملك الّذي تعلّقت به قلوب شعبه إذ كان يناضل الفرنسيّين وهم في بلاده».. لقد اسقبله المغفور له الملك محمّد الخامس في قصره.. وقال له «لا تظنّ نفسك غريباً بيننا.. أنت من القاهرة، وهذه بلادك وإن طال المدى!».. ثمّ خرج من عنده منتشياً «وفي عينيه دموع وعلى صدره وسام ملكيّ رفيع، وحوله فرقته تتباين نياشينها وأوسمتها من يد الملك الكريم!».. وذهب مع الأصيل إلى قصر وليّ العهد آنذاك.. المغفور له الملك الحسن الثّاني «وكان فريد قد أعدّ نفسه ليغنّي، ولكنّه فوجئ بوليّ العهد يقول له إنّه المحتفى به، ولهذا سيسمع الغناء الأندلسيّ والموسيقى الأندلسيّة من فرقة القصر وسمع فريد وطرب، وغرق إلى أذنيه في سماحة وليّ العهد ورقّة شمائله وأوسمته ونياشينه الّتي كرّم بها فريداً وفرقته!».. غير أنّ فرنسا سمعت بذلك «ورأت الجماهير تندفع في جنون إلى حفلات فريد الأطرش فأحاطت مسارحه بمصفّحاتها حتّى تقمع أيّ مظاهرة تنطلق إلى الطّرقات.. ولم تكن ليلة تخلو من هتافات للعروبة والحرّيّة والاستقلال يذكّر فريد النّاس بها في أغانيه عبارةً ونغماً!».. ومن أغرب الأمور أنّ الجاسوس الّذي رصدته فرنسا لفريد أصبح صديقاً.. «ثمّ صار أقرب إلى أن يكون سكرتيراً يصرف شئونه»..
ولم تكن رحلة فريد إلى المغرب لتمرّ بسلام.. فقد التبس على الجمهور أنّ المصريّين يطلقون على المغرب اسم مرّاكش.. ومرّاكش كانت مرتبطة في ذهن النّاس بالباشا الجلاوي حاكم المدينة الموالي للاستعمار.. فنجح فريد في السّيطرة على الموقف.. غير أنّه «كان ملتزماً بالغناء في مدينة مرّاكش.. طبقاً لعقد المتعهّد!».. فذهب إليها.. وغنّى فيها.. وغادرها قافلاً إلى الرّباط!..
وكان أن «عاد فريد الأطرش من الشّمال الإفريقيّ مع سامية».. وحين انتهى كلّ شيء بينهما بعد أشهر «حملت عليه الصّحف حملة عشواء».. «ثمّ تحدّاه بعض النّقّاد أن ينتج فيلماً يحقّق نجاحاً».. فكان فيلم «لحن الخلود» الّذي حقّق «نجاحاً قياسيّاً، وتفوّق على كلّ فيلم شاركت فيه ورقصت فيه سامية جمال!»..
وبعد أن أجرى فريد عمليّة جراحيّة على عينه اليسرى في جنيڤ.. طار إلى باريس.. ومنها عاد «وقد تعلّقت بذراعه حسناء جزائريّة أخذت رقماً في قائمة الحبّ عنده!».. وكانت راقصة ممتازة فاستحقّت أن تشاركه في ثلاثة أفلام قبل أن تخرج من حياته «وفي قلبها ذكريات طيّبة عن رقّته وكرمه السّابغ ونجاحها في أفلامه»..
إنّ «فريد الأطرش هكذا، وكان صيته في الكرم يطير بين الفنّانات في القاهرة والفنّانات في الخارج،، فلم تكن واحدة أو حتّى فرقة تقصد القاهرة إلاّ وتزوره».. بل حدث مرّة أن شبّ حريق في فندق شبرد، «وخرجت بثياب النّوم فنّانة فرنسيّة تدعى سيمون ده لامار» فلم ينقذها من يد المخرّبين سوى ذكر اسم فريد الأطرش!..
ثمّ أخذ يتردّد على القصر الملكيّ لأنّ الملك فاروق تزوّج من ناريمان.. وكان فريد الأطرش مطربها المفضّل.. وصار صديقاً لأسرتها.. وفكّر في أن يتزوّج، وينجب أولاداً يحملون اسمه من بعده.. غير أنّه أحجم عن الفكرة.. وهو يقول لنفسه بأنّ «كبار الموسيقيّين لم يهتموّا بإنجاب ذرّيّة للبشريّة، إنّما اعتنوا بأن يتركوا لها تراثاً من نبض عبقريّاتهم!.. أولادي ألحاني فلتبق من بعدي حاملة اسمي ولتذهب قيود الزّواج إلى الجحيم!»..
روابط مباشرة:
http://im62.gulfup.com/G4Nmg7.jpg
http://im62.gulfup.com/gIx4oa.jpg
http://im62.gulfup.com/0x0fPo.jpg
http://im62.gulfup.com/A2JW0O.jpg
http://im62.gulfup.com/5zCeL3.jpg
http://im62.gulfup.com/h2QsVF.jpg
http://im62.gulfup.com/iZ19xY.jpg
http://im62.gulfup.com/nv0RQj.jpg
http://im62.gulfup.com/syjv6W.jpg
http://im87.gulfup.com/Cbm3Q8.jpg
http://im87.gulfup.com/HsbT8G.jpg
http://im87.gulfup.com/iSgQvB.jpg
http://im87.gulfup.com/ImpG1R.jpg
http://im87.gulfup.com/CgycyV.jpg