في مثل يومه 11 مارس.. من عام 1958.. صدر العدد 345 من مجلّة «الكواكب».. وممّا كتبه صاحب «الموعد».. الرّاحل محمّد بديع سربيه.. في ورقة بعنوان «خواطر فنّيّة من لبنان».. « إنّ فريد الأطرش هو الرّمز الأوّل للوحدة الفنّيّة بين مصر وسوريا، لأنّه أوّل موسيقار جمع أنغام البلاد العربيّة في استكشات أفلامه.. وفي اعتقادي أنّ السّلام الرّسميّ للجمهوريّة العربيّة المتّحدة لا يمكن أن يكون معبّراً عن مشاعر الشّعبين العربيّن في مصر وسوريا إلاّ إذا لحّنه فنّان كفريد الأطرش أحسّ بهذه المشاعر وتفاعل بها، وقاسى الأمرّين من التّفرقة الإقليميّة الّتي أوجدها المستعمر في قلب الدّنيا العربيّة».. ومن موادّ العدد حوار لجميل الباجوري مع السّيّدة إقبال نصّار.. طليقة الموسيقار محمّد عبد الوهاب.. وفي معرض جوابها عمّن تفضّل من المطربين والمطربات عبّرت عن إعجابها بموسيقار الأزمان قائلة «ولا أنسى المنطرب الكبير فريد الأطرش في أغنيّاته العاطفيّة الحزينة».. وفي صفحة «بيني وبينك».. حيث يقدّم "طرزان" أجوبة طريفة عن رسائل القرّاء.. كتبت آنسة من ليبيا تقول: «بذمّتك، ما سبب هذه اللّوثة الّتي تصاب بها بعض الفتيات بالفنّان فريد الأطرش، مع أنّه ليس جميلاً، ولا شابّاً فتيّاً؟».. وكتب أحدهم من البصرة: «عند سماعي أغنيّة «وحداني حا اعيش كده وحداني» لفريد الأطرش تنتابني رعشة شديدة!».. فأجابه طرزان: «ببساطة، قبل ما تسمع الأغنيّة اتغطّى ببطّانيّة وإلاّ بلحاف!».. وأرسل آخر من المنصورة تحذيراً يقول فيه: «نحن من أسرة أغلبها «فتوّات»، ولا يقلّ عدد أفرادها عن خمسين، وهم متحفّزون للقيام بحملة تأديبيّة على كلّ من يحاول أن يمسّ طرف الفنّان فريد الأطرش، ليكن معلوماً!».. ومن أجل ذكرى «الزّمن الجميل».. ومن ألحان موسيقار الخلود.. تعالوا نستمع للرّاحلة صباح في الأغنيّة الوطنيّة الرّائعة «من الموسكي لسوق الحميديّة»..