ياليلة فرحنا القديمة
كلمات : مصطفى عبدالرحمن
ألحان: حسين جنيد
غناء: نزهة يونس
ــــــــــــــ
من أهم عشاق الموسيقار العالمي الكبير فريد الأطرش زميل فلسطيني يعمل محاميا , وللأسف لا أعرف اسمه الأصلي , حيث العلاقة بيننا تتلخص في عضوية منتدى الموسيقار فريد الأطرش , ومتابعة أعماله والدفاع عنه قدر الإمكان , اعرفه باسمه الفني ( أبو وحيد ) وهو من السميعة المهتمين ولديهم خبرات واسعة في مجال الأعمال الفنية وخاصة فن الزمن الجميل , وله دائما رأي موفق وتقدير عالي ولديه كمية هائلة من النوادر الفنية , وهو أول من رفع لحن (جعلت الربيع فالدنيا له معني) بصوت المطرب سمير فارس الذي قمت بتنفيذه مرئيا منذ أشهر .
وعندما قامت المعركة الفنية حول ياليلة فرحنا منذ سنوات كان يتابعها باهتمام كما كنا نفعل جميعا . حتي نشر الأستاذ أبو إلياس ما توصل إليه من أن جمعية المؤلفين والملحنين وناشري الموسيقى بباريس تصنف لحن ياليلة فرحنا انه من كلمات مصطفى عبدالرحمن وألحان حسين جنيد , وقمت أنا بالرد مدافعا ومفندا أن يكون اللحن لحسين جنيد لاختلاف أسلوب التلحين عن أسلوبه مطابقته مع أسلوب الموسيقار فريد الأطرش من حيث الزخم الموسيقي والنقلات بين المقامات وفروعها واستعمال تسليمة البياتي نوا التي يشتهر بها الموسيقار دونه غيره .
اتصل بي الأستاذ ( أبو وحيد ) وزودني بعمل قديم يرجع إلى عام 1955م وطلب مني الاستماع إليه وهو بصوت المطربة اللبنانية ( نزهة يونس ) وكانت المفاجأة .
لحن ياليلة فرحنا بكلمات مصطفى عبدالرحمن والحان حسين جنيد في اول نسخة له بصوت المطربة اللبنانية (نزهة يونس) الشقيقة الكبيرة للمطربة اللبنانية هيام يونس .
ولكي نوضح بعض المقارنات بين للحنين , سنتفق على أن التسجيل الأول الذي تم عام 1955 سيكون باسم لحن نزهة يونس , والثاني الذي نفذ بعده بسنوات باسم لحن عبدالمطلب .
واستمعت إلى لحن نزهة القديم , فوجدت أن الملحن قد استعمل أسلوب الطقطوقة , أما المذهب والقفلات والي حد ما مقدمة اللحن فقد احتفظ فيها بمادة اللحن الأصلية كما في ياليلة فرحنا بصوت عبدالمطلب , ولكنه الملحن اعتمد في لحن نزهة الإيقاع السريع , اللحن بعيد بعدا نهائيا عن أسلوب تلحين الموسيقار فريد الأطرش , فلا يوجد تشابه بين جمل الموسيقار ولا توجد تسليمة البياتي نوا بالذات , ولم يلتزم الملحن في لحن نزهة بموسيقى واحدة تتكرر كما في لحن عبدالمطلب , اللحن بسيط وليس فيه عمق التعامل مع المقامات كاستعمالات الموسيقار , ولا توجد المقاطع والنقلات كلحن عبدالمطلب , كان لحن عبد المطلب إيقاعه بطئ وبذلك تغيرت الجمل لمناسبة الإيقاع السريع عند نزهة يونس .
الأغنية خلت تماما من الجانب الطربي الذي عند عبدالمطلب , وامتازت بسرعة الإيقاع مما أبعدها تماما عن التأثر الواضح بأسلوب الموسيقار فريد الأطرش , والموسيقى بالكامل غير متشابهة مع لحن عبدالمطلب , فالإيقاع البطيء والجمل اللحنية كانت عند عبدالمطلب تناسب مطرب يمتاز بالتطريب والتصرف , أما لحن نزهة فيخلو من كل ذلك , فهو عبارة عن جملة لحنية سريعة تناسب صوت المطربة التي تؤدي جيدا دون عرب أو تطريب , , وقد استعان بجملة بسيطة من لحن لاموني لمحمد فوزي الذي ظهر قبله بعام واحد في جملة (ولا فكرت اطفيها ) بفاصلها عند قول نزهة (وقوله وقلبي متهني) , أما من ناحية مقام أغنية نزهة يونس فهي في نفس المقام السابق لأغنية عبدالمطب .
استعمل الملحن في منتصف لحن نزهة فاصل يبدأ بايقاع مع موسيقى مختلفة من نوع الموسيقى المعروفة المكررة وقد استغني عنها تماما في لحن عبدالمطلب .
بهذا يكون لحن نزهة القديم هو لحن أصيل لحسين جنيد ولا علاقة له بالحان الموسيقار وقد خلا تماما بتطعيمات الموسيقار بالمقامات الفرعية وكذلك تسليمة ( البياتي نوا ) الشهيرة . وكذلك اختفى التشابه مع الحان الموسيقار بشكل واضح .
هنا يبقى السؤال كيف كتب أن اللحن لفريد الأطرش على شريط الأغنية في مكتبة الإذاعة ؟ اعتقد انه ليس خطئا عفويا بل هو – بتقديري – مقصود حيث أن اللحن أصلا يتشابه مع أسلوب فريد الأطرش بل ويتطابق , وهذا في رأيي يدل علي أن التسجيل قد وصل للإذاعة غفلا عن اسم المؤلف والملحن وهناك بعض المتخصصين في الموسيقى استمع إلى اللحن في غياب الملحن ورأي أنه يناسب ألحان الموسيقار فريد الأطرش فكتب عليه انه من الحان الموسيقار, اعتقد انه لا يوجد تبرير منطقي غير هذا .
الشكر والتقدير للأستاذ ( أبو وحيد ) الذي زودنا بهذا العمل الجميل وأنار طريقنا إلى الصواب , وساهم في كشف هذه المعلومة الخاطئة , وربما أكون قد اكتشفت أخيرا أن هناك من يتقمص شخصية ملحن وينسج على منواله حتى يخدع من يستمع إليه وربما أول من خدع هو الذي دون معلومة أن اللحن للموسيقار على شريط الأغنية فتبعناه جميعا .