قصة الفنان الحمصى أسعد ليلى الذى عاش فى شقة الموسيقار فريد الاطرش ثمانيه أشهر
أمضى الفنان الحمصي “أسعد ليلى” سبعة أشهر قبل أن يعود إلى حمص مؤثراً الصمت والانزواء في الظل ثلاثين عاماً، قبل أن يرتحل منذ أشهر طاوياً في رحيله
ويقول الفنان أسعد رحمه الله
كنت أريد مقابلة الأستاذ فريد الأطرش الذي كنت ولا زلت أكن له إعجاباً شديداً قبل أراه فتشجعت لمرافقة صاحبي الصحافي ودون أي جهد وصلنا المنزل في حي “الجيزة” الذي كان بجوار بيت الرئيس الراحل “أنور السادات” .
ويردف ليلى في اللقاء المذكور:”قابلنا الموسيقار الأستاذ فريد الأطرش، وبعد التعارف سمع صوتي وطلب مني أن لا أنقطع عن زيارته، ومنذ ذلك الحين بدأت أتردد على منزله في الجيزة ونشأت بيننا علاقة صداقة ومودة، وكان له فضل كبير على صقل موهبتي وتجربتي في الغناء والتلحين الموسيقي”.
عام 1958 تمت الوحدة بين سوريا ومصر فاشتركت في الحفل الذي أقامه المعهد وكان الفنان الراحل فريد الأطرش حاضراً فأُعجب بأدائي وسهرنا بعدها حتى الصباح مع مجموعة من عشاق فريد الأطرش، وطلب مني في هذه السهرة أن أسكن في عمارته بالجيزة “، وأضاف:” كم كانت فرحتي عظيمة ودهشتي كبيرة عندما جاء بنفسه إلى مكان سكني آنذاك وحمل حقيبة ثيابي ، وهكذا سكنت في الطابق العاشر من عمارته التي كان يسميها “بيت العرب” .
في “بيت العرب” بقي اسعد ليلى ثمانية أشهرأي خلال موسم دراسي كامل، وكان الموسيقار الراحل خلالها– كما يقول- في منتهى الإنسانية واللطف والرقة والتهذيب، وهذا شأنه مع كل من كان يتعامل معهم مهما كان مستواهم الاجتماعي أوالثقافي ، وكان رحمه الله خفيف الظل، دائم الابتسام، طيب القلب، أي شيء يسعده وأية كلمة غير مناسبة تضايقه، وكان في منتهى البساطة، ولم أشعر أمامه خلال فترة لقائي به بالتعالي أو التكبر شأن الكثير من فناني تلك الفترة الذين تعرفت عليهم في القاهرة.
وأردف الفنان الراحل في اللقاء المذكور مستحضراً صفات الفنان الكبير”فريد الأطرش” الذي كان ” كريماً جداً ومضيافاً وودوداً لكل من حوله حتى أنه كان يصرف في أيام قليلة ما لا يقل عن 20 أو 30 جنيهاً مصرياً في دعوات الغداء أو العشاء التي كان يقيمها لأصدقائه” وكان-كما روى ليلى- “يخصص مبلغاً شهرياً يساعد به المحتاجين والفقراء لأنه عاش شطراً كبيراً من حياته يعاني القسوة والبؤس والحرمان بعد أن استقر به الحال مع أمه وشقيقته أسمهان في مصر، ولذلك كان أكثر ما يؤلمه أن يرى إنساناً محتاجاً، وأما زملاءه من الفنانين فكانت لهم مكانة خاصة في وجدانه وبالذات الأكبر منه سناً، حتى أنه خصص جناحاً كبيراً من عمارته للآلات الموسيقية التي كان يتركها الفنانون الراحلون من أصدقائه أومن فرقته فيشتريها بمبالغ كبيرة كنوع من المساعدة لعائلاتهم حتى تجمّع لديه عدد ضخم من الآلات الموسيقية بمختلف أنواعها فصارت أشبه بمتحف موسيقي.
مع صفية حلمي:
وحول تأثره بالفنان فريد الأطرش أشار ليلى إلى أنه أفاد الكثير من معلومات الراحل وارشاداته حول الموسيقى والتلحين حتى أنه – كما يقول أهداه كتاباً يجمع النغمات الموسيقية كلها لا زلت يحتفظ به حتى الآن كجزء غال من ذكرياته عن تلك المرحلة واستدرك قائلاً: “كانت أيامي في مصر من أجمل سنوات عمري إذ عايشت فيها كبار الفنانين العرب والمصريين، وكان لي شرف الجلوس إليهم وحضور حفلاتهم والسماع إلى نصائحهم وتوجيهاتهم الفنية،