مذكرات فريد الأطرش :توفى صديق عمرى ولم أعلم بخبر وفاته مذكرات فريد الأطرش :توفى صديق عمرى ولم أعلم بخبر وفاته
من مذكرات الموسيقار فريد الأطرش : عن سبب غياب عبد السلام النابلسى صديقى عن زيارتى من يومين مضوا وعندما أتصل به لا يرد على أحد ولأول وهلة شل منى التفكير وتضاربت الرؤى أمام مخيلتى وبدأت أتساءل : ترى ما الذى حدث ؟ ولماذا هذا الصمت المطبق يحيط بى ؟ وما شأن الصديق عبد السلام بهذا البكاء وهذا الصمت وهذه الحيرة؟ أتراه قد سافر فجأة ! أم تراه قد أنفصل عن زوجته عن زوجته (جورجيت) لا سمح الله أم تراه غاضب منى لسبب لا أعرفه!
كل شئ دار فى مخيلتى ولكن سؤال واحد لم أفكر به : هل أصاب سلام مكروه ؟ وكانت جميع الأجابات من حولى يشوبها الغموض مما أثار قلقى كثيراً .. كان عبد السلام بالنسبة لى شيئا أخر .. عالماً لا يعرف إلا البسمة والكلمة الحلوة بل وأحياناً كثيرة كنت أفكر بأن عالم “سلام” لا يمكن يتغير أو يتلاشى وكنت بعين المحب أرى سلام باقياً أبداً لينشر السعادة والحب والبسمة فى حياة كل الناس والناس تذهب ويبقى “سلام” ليسعد الأخرين ولكن نظرات “دينيز” سكرتيرتى المليئة بالدموع وصمتها الذى يحكى ما لا تريد أن تحكيه وقطع علينا الصمت رنين جرس الهاتف وتحدثت سكرتيرتى بصوت منخفض لبضع ثوانى ثم أختفت من أمامى ولم تخبرنى عمن تحدث ورن جرس التليفون مرات أخرى عديدة وأحد من البيت لم يقل لى بأن ثمة شخص يطلبنى على التليفون وفى وسط هذه الأجواء وأيضاً غياب “سلام” عنى لمدة يومين لم أعلم عنه شيئاً كدت أن أفقد أعصابى على من حولى أحتج على هذه الطريقة الغريبة التى بدوا عليها حتى همست “دينيز” أخيراً بأذنى كلمة واحدة “البقية فى حياتك” وتيقنت حينها ما كانت ترويه دموعها من قبل . وصرخت أين ! ومتى ! وكيف !ولماذا ! هذا شئ لا يعقل وتطلعت دينيز إلى قليلاً وقالت بحكمه : لا تكفر يافريد هذا أمر الله وقد أختار الله “سلام” ليكون فى جواره ، وشل الدمع لسانى حتى أستطعت أن أنطق أخيراً وهمست : متى الدفن ؟ وجاءتنى الحقيقة أرهب من الموت قالت دينيز: لقد أنتقل عبد السلام إلى رحمته تعالى منذ يومين ولم نستطيع أن ننقل لك الخبر …. وبكيت كما بكيت منذ زمن حين الأخت والأم والأن الصديق .. أسمهان ذهبت بعيداً وتركت فى قلبى حسرة لا تموت وأمى لحقت بها تسعدان معا فى جوار الله .. وعبد السلام ، صديق العمر ، مات وتركنى فى عالم العذاب أنتظر ساعة اللقاء. وقال وهو يرثى صديقه : فيا سلام يا صديق الأيام والعذاب والسعادة ما زلت يا صديقى أترقب لقائك علنا نلتقى فى عالم الأخرة لقاء أخر أشد متانة وسعادة من لقاء الدنيا .
حزينه جدا هذه الاحداث كان الفنان عبدالسلام النابلسى صديقا مقربا للموسيقار كان يخفف الامه ويسهر معه يؤنس وحدته كان هو ايضا مريضا بالقلب ويخفى عن كل الناس حقيقه مرضه خوفا من تجاهله فنيا وعرفت زوجته هذا الخبر بالصدفه من طبيبه الخاص رحمه الله ورحم فريدنا الغالى رحمه واسعه وشكرا لحضرتك استاذنا القدير وليد علبى على جهود حضرتك