أمير الفن الخالد فريد الأطرش والوزير العبقري!
محمود الأحمدية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الثلاثاء 15 مارس 2016[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]المناسبة كانت حفل توقيع كتابي”فريد الأطرش العالمي نابغة عصره” في معرض بيروت العربي والدولي للكتاب.
كان الموعد الساعة السادسة مساء الإثنين 7\12\2015 وتفاجأنا أن هناك ندوة قبل منا من الرابعة والنصف حتى السادسة وندوة أخرى من السابعة والنصف حتى التاسعة بدون أي حدود زمنية بين كل ندوة وأخرى… والمفاجأة الكبرى كانت عدم وجود حضور للندوة الأولى فقط المحاضرون موجودون وألغيت الندوة ومنظر المحاضرين يكاد ينطق بالأسى والحزن والإحباط… وجاء دورنا وبدا منتدى أصدقاء فريد الأطرش عبر هيئته الإدارية يستقبل عشاق الموسيقار الخالد وعند الساعة السادسة والربع كانت القاعة كيوم الحشر… لا مكان لمقعد واحد جاؤوا من الشمال من البقاع من الشوف من عاليه من المتن من بيروت من الجنوب وتحول جو القاعة إلى كتلة متراصة سعيدة يجمعها حب الموسيقار الخالد.
بدأت الندوة بكلمة للإعلامية نهلة الريس حاطوم أمينة سر المنتدى وتحدثت بابداع عن كتابي وبطريقة تجمع بين حسن المظهر ولباقة الكلمة… وكانت الكلمة للأديبة الكبيرة نور سلمان فاستطاعت بخبرته وتجربتها الرائدة أن تضع النقاط على الحروف وتؤرخ للموسيقار فريد الأطرش بطريقة رائدة وأكدت أن هذا الكتاب يعد بكل المقاييس مرجعية حقيقية لكل من يريد الإطلاع على فن وعالمية فريد الأطرش ورددت بالحرف الواحد” كثيرون الذين كتبوا وأجادوا ولكنني أقر بأني لم أستفد إلا من كتاب محمود الأحمدية الذي تعمق في دراسة وتوثيق عالمية فريد الأطرش وبعدها جاء أستاذ العود وعضو الهيئة الإدارية في المنتدى الفنان أديب شعبان وقدم عزفاً منفرداً على العود بطريقة اعجازية ومن تراث الموسيقار الخالد فتحولت الصالة إلى لهيب من الحب والشغف والفرح وكل المشاعر التي يمكن وصفها ورأيت الدموع في عيون البعض وكأن عشرات السنين من الظلم والتعتيم على فريد فجرتها هذه اللحظات التي ستبقى مدى العمر راسخة في قلوب كل عشاق الفن الراقي… وكان دور الدكتور وجيه فانوس رئيس اتحاد الكتاب اللبنانيين فتعملق في وصف العلاقة بين الثقافة والموسيقى وشدّد على أن الموسيقار فريد الأطرش يصح عليه القول كلمة تختصر الزمان والمكان: (إنّه مُثَقِّفُنا) وتابع كتاب المؤلف محمود الأحمدية جاء ليؤكد ويعمق هذه الحقيقة التي تضع موسيقارنا الخالد في مصاف عظماء الموسيقى في العالم.
كانت وصلة الكمان مع الموسيقار مأمون ضو الذي أبدع في تقديم مجموعة من أغاني فريد الأطرش وردّدها الجمهور معه فكنت ترى مع كل عزف أغنية أن الصالة الملآنة عن آخرها ما عدا الواقفين تحولت إلى أكف تصفّق على الريتم وتغني الأغنية بعشق ووله ومحبّة… وكانت كلمة العميد الدكتور إيليا فرنسيس شقيق العملاق المرحوم الفنان وديع الصافي والذي تعملق في توصيف كتابي واعتباره أنه موسوعة حقيقية لا بُدّ لكل من يريد تعميق ثقافته عن فريد أن يقرأه وكمفصل أساسي في مسيرة الفن العربية وخاصة تقدير الفنان من الأجانب وأقوالهم عن فريد الأطرش واعتبر أن هذا الكتاب أضاف للمكتبة العربية بُعداً جديداً وإغناءاً لا يمكن الإستغناء عنه…
وهنا جاءت اللحظة الحاسمة حيث كان من المقرر أن أُلقي كلمتي كمؤلف للكتاب ولشكر الذين شاركوا وكان المقرر أيضا أن تقدم مبدعة المنتدى ونجمته التي تحلق دائماً وأبداً سندي ريمون اللطي بنت ال 18 عاماً في كوكتيل للموسيقار الخالد… وكان وقت الندوة قد انتهى وتفاجأنا بأحد الأشاوس يدخل القاعة عنوة ويقول تفضلوا انتهى وقتكم وبطريقة ميلشياوية!!
وأردف بصوت عال، معالي الوزير ناطر في الخارج وما عاد فيه ينطر زيادة!! وكان هرج ومرج وقلت أمام الجمهور الذي تمسك بمقاعده غير مصدق قلت: خلي الوزير يتفضل ويكمل معنا هالرسالة الراقية ويسمع الفن الراقي معنا في هذه العشر دقائق الأخيرة!!
هكذا يتصرف الوزراء في الدول التي تحترم نفسها والتي تُقدر رسالة الفن الراقي…وبكل أسف أُجبرنا على ترك القاعة وفي القلب غصة على الفقرة الإبداعية للمعجزة سندي!! وعلى عودها وهي بنت الكونسرفاتوار لمدة ثمانية أعوام وما تزال!
الوزير وبلطجيته وجماعته مجموعة نشفق عليهم ولا نتردد في القول أن الأمسية نجحت بتفوق وأن مسيرة منتدى أصدقاء فريد الأطرش ستستمر وبقوة أكثر وباندفاع أكثر…عهد وقسم هذا الفنان العظيم الذي قيل عنه: “أعظم موسيقار في تاريخ البشريّة ” وعلى لسان أحد الفنانين الفرنسيين في حفلة خيرية برعاية الرئيس السابق ساركوزي… هذا المنتدى سيكبر ويكبر ويكبر شاء من شاء وأبى من أبى والتقييم لن يتوقف إيماناً منا بأننا نصنع مساحة الفرح على مساحة خريطة العالم العربي.
*رئيس منتدى أصدقاء فريد الأطرش