[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]نفد المال الذي كان بحوزة والدته وانقطعت أخبار الوالد، وهذا ما دفعها
للغناء في روض الفرح لأن العمل في الأديرة لم يعد يكفي. وافق فريد وفؤاد
على هذا الأمر بشرط مرافقتها حيثما تذهب.حرصت والدته على بقاء فريد في
المدرسة غير أن زكي باشا أوصى مصطفى رضا بأن يدخله معهد الموسيقى. عزف فريد
في المعهد وتم قبوله فأحس وكأنه ولد في تلك اللحظة. إلى جانب المعهد بدأ
ببيع القماش وتوزيع الإعلانات من أجل إعالة الأسرة. وبعد عام بدأ بالتفتيش
عن نوافذ فنية ينطلق منها حتى التقى بفريد غصن والمطرب إبراهيم حمودة الذي
طلب منه الانضمام إلى فرقته للعزف على العود. أقام زكي باشا حفلة يعود
ريعها إلى الثوار، أطل فريد تلك الليلة على المسرح وغنى أغنية وطنية ونجح
في إطلالته الأولى. بعد جملة من النصائح اهتدى إلى بديعة مصابني التي
ألحقته مع مجموعة المغنين ونجح أخيرا في إقناعها بأن يغني بمفرده. ولكن
عمله هذا لم يكن يدر عليه المال بل كانت أموره المالية تتدهور إلى الوراء.
بدأ العمل في محطة شتال الأهلية حتى تقرر امتحانه في المعهد ولسوء حظه أصيب
بزكام وأصرت اللجنة على عدم تأجيله ولم يكن غريبا أن تكون النتيجة فصله من
المعهد. ولكن مدحت عاصم طلب منه العزف على العود للإذاعة مرة في الإسبوع
فإستشاره فريد فيما يخص الغناء خاصة بعد فشله أمام اللجنة فوافق مدحت بشرط
الإمتثال أمام اللجنة وكانوا نفس الأشخاص الذين إمتحنوه سابقا إضافة إلى
مدحت.
غنى أغنية الليالي والموال لينتصر أخيرا ويبدأ في تسجيل أغنياته المستقلة.
سجل أغنيته الأولى "يا ريتني طير لأطير حواليك" كلمات وألحان يحيى
اللبابيدى فأصبح يغني في الإذاعة مرتين في الإسبوع لكن ما كان يقبضه كان
زهيدا جدا.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] استعان بفرقة موسيقية وبأشهر العازفين كأحمد الحفناوي ويعقوب طاطيوس وغيرهم
وزود الفرقة بآلات غربية إضافة إلى الآلات الشرقية وسجل الأغنية الأولى
وألحقها بثانية "يا بحب من غير أمل" وبعد التسجيل خرج خاسرا لكن تشجيع
الجمهور عوض خسارته وعلم أن الميكروفون هو الرابط الوحيد بينه وبين
الجمهور.
وبدأ بعدها الاحتراف مع شقيقته أسمهان بصالة "ماري منصور" ومن هنا بدأ
الاثنان يلمعان في الوسط الفني فغنى فريد كلمات لأشهر شعراء عصره منهم أحمد
بدرخان وبيرم التونسي ومرسي جميل عزيز وحسين السيد وكامل الشناوي. وظهرت
مواهب فريد الأطرش كملحن ناجح ، فلحن لعدد من أشهر الفنانين منهم أسمهان
وصباح ونور الهدى ومحرم فؤاد ووردة الجزائرية وسامية جمال.
يوم رحلت شقيقته أسمهان في حادث مفاجىء، وهي التي ولدت في البحر وماتت في
البحر، إتّشحت حياته بالسواد وكانت نقطة تحول في حياته الانسانسة
والابداعية.
غرامه الأول كان لسامية جمال الذي قدم له العديد من أغانيه وألحانه ولكنه
لم يتزوجها. تعرف خلال عودته من باريس على الراقصة الجزائرية ناريمان التي
كان ينوي الزواج بها . في فترة مرضه كان يتسلى بالمجلات حيث شاهد في إحدى
المجلات فتاة أعجبته فطلب من أخيه وزوجته أن يذهبا ليخطباها له. تعجب أخيه
لطلبه لكنه ذهب وزوجته بعد إصرار فريد فرجعوا خائبين إذا أن الفتاة مخطوبة
وزواجها قريب. حبه الأخير كان لشادية لكنه لم يدم طويلا إذا إنتهى بزواجها.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]تنوعت أعمال الموسيقار الخالد بين المسرح الغنائي الاستعراضي والأفلام
الغنائية التي طغى عليها لون الطرب الأصيل. وإستطاع بمواهبه وثقافته
الموسيقية أن يترك للأجيال المقبلة أعمالاً طربية وموسيقية بشهادة كبار
صناع النغم ومنهم الموسيقارعبد الوهاب الذي قال في فريد الأطرش "مدرسةً في
الغناء والعزف."
توفي صاحب الحنجرة الماسية فريد الأطرش في مستشفى "الحايك" في بيروت إثر
أزمة قلبية عام 1974 عن 65 عاما، وقدم خلالها ألحانا لنحو 20 مطربا ومطربة
من المشاهير وكتب له جميع شعراء العامية تقريبا.
أشهر أعمال فريد الأطرش الغنائية والموسيقية منها "يا ساعة الوقت إجري"
و"إرحمني وطمني" و"أحبك ياني" و"حكاية غرامي" و"يا زهرة في خيالي" و"يابدع
الورد" و"ياخوفي بعده" و"يا حلاوتك يا جمالك" و"مخاصمك يا قلبي" ودويتو
"أنا وإنت" وموسيقى "لحن الخلود".
إشترك فريد الأطرش في 31 فيلما سينمائيا كان بطلها جميعا وقد أنتجت هذه
الأفلام في الفترة الممتدة من السنة 1941 حتى السنة 1975. أشهر الأفلام على
الإطلاق و الذي جنى أرباحا طائلة هو فيلم حبيب العمر، لأنه مثل قصة حب
حقيقية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
فريد الأطرش بإختصار نهر خالد من الشجن عاش طفلاً في حياته ورحل عظيماً وهو على عرش الغناء.
تجدر الاشارة أن دار الأوبرا المصرية تنظم 3 حفلات فنية لإحياء ذكرى رحيل
الموسيقار الكبير فريد الأطرش (1910-1974) على مسارحها الثلاثة في القاهرة
والإسكندرية ودمنهور، وذلك بقيادة المايسترو جورج بشري وتقام الأولى مساء
الخميس 23 كانون أول على مسرح سيد درويش بالإسكندرية وتعاد مساء اليوم
التالي على مسرح أوبرا دمنهور وتختتم الحفلات مساء الأحد 26 من الشهر نفسه
الذي يوافق يوم وفاته وتقام على مسرح الجمهورية بالقاهرة.
رنا بورسلان - النشرة الفنية