[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الموسيقار الأوحد .. الوداع الكلام منقول من كتاب { فريد الأطرش ، رحلة الألم والأمل } ، الصادر في بغداد في طبعته الأولى بتاريخ /18/3/1990- لمؤلفه الأستاذ سعد البكري لقد غنى الموسيقار فريد الأطرش لجمهوره طيلة حياته من خلال الإذاعة والأسطوانة والفيلم السينمائي .. بيد أن سعادته كانت تبلغ ذروتها عندما يغني على المسرح أمام جمهوره وجهاً لوجه .. وكانت حفلت...ه الأخيرة في صيف { 1974 ، في البيسين بمصيف عالية في لبنان } السبب في تعرضه للألتهاب الرئوي الأخير وما تلاه من نوبات أغماء قاسية عجلت بوفاته ... ونترك للأستاذ محمد وجدي قنديل ، رواية خلفيات الحادثة .. { ليلتها زحفت السحب على سماء لبنان ، وهطلت الأمطار بغزارة و في غير موسمها { في أغسطس } ، وتصادف إن أنقطع التيار الكهربائي في الجبل أيضاً .. وأتصل فريد من بيته في اللويزة .. وحاول صديقه { أحمد حسن فؤاد ، قائد الفرقة الماسية } أن يثنيه عن الحظور والغناء ، ولكنه أصر على عدم ألغاء الحفلة .. وركب سيارته إلى عالية ووقف أمام الجمهور الحاشدة تحت المطر .. وقال لهم وهو يغالب دموعه : لم أتصور إنكم ستنتظرونني في هذا الجو العاصف .. كل ما أطلبه من { الله } أن أموت وأنا واقف على المسرح بينكم } .. وغنى فريد الأطرش والضباب من حوله والمطر فوق رأسه كما لم يغن من قبل .. وكان المشهد مؤثراً وعاطفياً إلى درجة أنه بكى وهو يستمع إلى تصفيق الجمهور وصيحاتهم تودعه في الخامسة صباحاً } ... لم تكن لتمر المناسبات الوطنية والقومية الا ويغني فريد الأطرش مشاركاً الجماهير الأحتفال بها والتعبير عنها .. وبالمثل لم يبخل عليه جمهوره بالإعجاب والتشجيع وابداء مشاعر الاعتزاز والتقدير .. فكانت علاقة ذات خصوصية فريدة بين مطرب وجمهوره ... لقد بلغ توزيع أول عدد من مجلة الشبكة يصدر بعد وفاة فريد الأطرش والذي صدر في الأسبوع الأول من عام 1975 ، بلغ { 192 ألف نسخة } وهو رقم لم تصل إليه من قبل أية مجلة أسبوعية في تاريخ الصحافة العربية .. والأمر لا يعد سوى كونه دلالة واضحة على مكانة هذا الفنان بين جمهوره الواسع { رحمه الله ورحمنا أجمعين }