بالفعل فقداننا لهذا العملاق هو فى حد ذاته فقدان للفن الراقى فقد كان قيمه فنيه متعددة المواهب بين التمثيل والغناء والعزف. فنه كان يسرى فى دمه وروحه له فى اللحن
والغناء اسلوب لايضاهيه أحد. وكنت أشاهده من بعيد واتمنى فى نفسى لو مشهدا صغيرا أمامه وبالفعل تحقق لى مااصبو إليه ورشحت لدور البطوله أمامه فى فيلم
(شاطئ الحب) الذى كان بمثابة محطة حب فى مشوارى الفنى.
ومهما تحدثت عن روعة التمثيل أمامه فمازلت عاجزة عن التعبير ولكن أقل مايقال عن الحالة التى عشتها فى هذه التجربه اننى كنت فى حالة نضج فنى وانسانى لأنه
باخلاقياته الرفيعة وفنه المتميز جعلنى أسمو فوق العادة.
وأنا شخصيا أعتز كثيرا بالأغاني التى وقفت أمامه فيها.
ومنها اغنية (قالتلى بكره)ولكن من الطريف اننى لم أكن أعلم ماذا أفعل أمام فريد مع طول الأغنية بالطبع كنت اتمايل فى رومانسية. ولكن كنت استنفد كل التعبيرات
الممكنه قبل انتهاء الاغنيه.
وبالنسبة لانسانيته اقول كان مشهور بالكرم مع العاملين والفنيين فى الاستوديو وكان يتعامل مع معجباته بلطف شديد وإلى الآن يعيش الأطرش فى وجدانى واشتاق من أن
لآخر أن أسمع صوته الذى يشجعنى لأنه كان بالفعل شخصا محبوبا وقد تجلى هذا فى مشهد جنازته التى احتشد الناس فيها من ميدان التحرير حتى مكرم عبيد.