عمار الشريعى و الصداقه الموسيقيه وجيــه نــدى المؤرخ و الباحث فى التراث الفنى والموسيقى عمار الشريعى وحبه الكبير لنغمات فريد الاطرش الموسيقيه ويشيد بعبقرية فريد الاطرش لقد عاش عمار الشريعي فى قمة ميدان الموسيقى العربية حرفة وصناعة وموهبة وعلما.و يتحدث عن المقارنه بين فريد الاطرش ومحمد عبد الوهاب فالطرب والغناء مسألة أذواق فقط وأن محمد عبد الوهاب صوته قرار وإذا تعدى السلم الأول اختنق وفريد صوته " تينور" يبدأ من الوصل السلم الأول و يصل إلى "صول" السلم الثالث يعني 14 درجة وهذه قليلة عند الرجال إلا بعض الأوبراليين في الغرب لكنهم لا ينزلون إلى القرار مثل فريد والصوت القوي عادة يفقد الحنية مثل صوت أم كلثوم قوي صحيح ولكن صوت نجاة الصغيرة أكثر دفئا ... وأن كل من جندهم محمد عبد الوهاب أو ساعدهم لمواجه فريد الاطرش تخلوعن تلك السباق وبالطبع محمد فوزي وعبد العزيز محمود وكارم محمود وسعد عبد الوهاب ومحمد أمين ..و يقول عمار الشريعى .فيما يخص علاقة فريد الاطرش بالمرأة أنه كان سليما ومن مرض قلبه حدد له الأطباء الاتصال ولكن بعد صدمة شادية ساءت حالته : المعروف أنه تقرر الزواج بشادية وسافر إلى لندن ليزود بما يلائم قلبه وهنا اجتمع محمد عبد الوهاب ومصطفى أمين بالمطربه شادية و نصحوها بالعدول عن الزواج من فريد الاطرش بحجة أنه مريض و غير ذلك وثمن ذلك فيلم سينما سكوب بالألوان مع عبد الحليم حافظ وكان ثمن ذلك فيلم "معبودة الجماهير" تأليف مصطفى أمين... و أن فؤاد الاطرش لما علم بذلك أخبر فريد أن شادية عادت إلى السهرات والليالي الحمراء وكان شرط فريد الاطرش على شادية أن تبتعد تماما عن هذه السيرة وأراد فؤاد الاطرش أن يخفف الصدمة على فريد ويبتعد هو عن شادية ولا يأتيه الرفض من طرفها ولكن هذا لم يمنع أن قلب فريد أصيب بصدمة ووقتها منع الأطباء على فريد الاتصال بالمرأة على الأقل لمدة سنوات علاج، وبعد إذن طبي عزم فريد على الزواج بالسيدة سلوى القدسي ولكن الله شاء غير ذلك وكأن المرحوم استعد للموت منذ أن سرق منه المصحف الذي لازم رقبته مدة ما يقرب من 30 ستة وهو أول هدية من سامية جمال عاش طيب وجميع الفريديين طيبون ولا يحمل غلا لأحد لقد عاش فريد الاطرش وكانت تنقصه الأسرة وعاش غريبا في مصر التي أحبها بكل جوارحه، حتى إنه لما سافر وغاب عنها غني في بداية مسيرته "يا مصر كنت في غربة وحيد ويوم ما جيت لك كان يوم عيد يا مصر با أم الدنيا..." و أخيرا غني لمصر "سنة وسنتين" وفى حياته الفنيه كلما حاول تكوين أسرة لعبت أيادي خفية وترك غريبا في مصر ورغم أن داره كانت مفتوحة للجميع ... لا يعرف بخلا ودسا ولا صداقة من أجل مآرب ولا يعرف قلبه غلا ولا حقدا ولا بغضاء ... هذا هو فريد الاطرش نقي السريرة و الألحان..فى حياته كتب الشاعرالأخطل الصغير فاهدي له هذا البيت العبق عطرا من قصيدة "الصبا والجمال" سَكِـرَ الرَّوضُ سَكْـرَةً صَرَعَتْهُ - عِنْدَ مَجْرَى العَبِيـر مِنْ نَهـْدَيْك .. من ينسى الابداعات الموسيقيه عندما غنت أسمهان من الحان شقيقها "يا بدع الورد" وقدم فريد في تلحين هذه الأغنية باقة من الألوان الموسيقية ما يناسب كل لون وأبدع كما أبدع أيضا احمد بدرخان في إخراج الأغنية في فيلم انتصار الشباب وجعل الراقصات حول أسمهان يتفتحن مثل الورد من هنا جاءت رغبة محمد عبد الوهاب في تلحين أغنية عن الورد وتنويع اللحن أيضا حسب اللون و تلتها أغنية "الورد جميل" لأم كلثوم وحتى محمود شكوكو شارك هو الآخر بأغنية "ورد عليه"... ولم يتعاون فريد الاطرش مع الشاعر نزار . لان الموسيقار فري يبتعد عن كل تهافت! وكما ترك احمد شوقي و بعد ذلك احمد رامي مع أن الاخير هو مؤلف أغلب أغاني "انتصار الشباب" ومنها أوبريت "انتصار الشباب" و "أهواك وروحي فداك" و" جاد الزمان بقربنا " و "حالي صعب عن الغمام" وكذلك " ليالي فينا " "أوبريت الجن" ثم تهافت الملحنون على رامي فابتعد عنه فريد الاطرش ولا نغفل ان نسج محمد عبد الوهاب "أنت عمري" مطلع على منوال "حكاية غرامي" للخالد فريد الاطرش والذى يبدأ أغنية "حكاية غرامي" مسترسلا مثل الراوي الذي سيروي قصة، وتعبيرا على معنى الكلمة وعندما يتكلم عما عانى يدخل الوزن الثماني الثقيل ليعبرعن ثقل ما تحمل من عذاب الحب بالدم والدموع ونفس المخطط و التنوير الموسيقى تبعه محمد عبد الوهاب في "رجعوني عينيك" بلحن الراوي المسترسل مع أنه ليس برواية وإنما مخاطبة حبيب ثم يدخل بنفس الوزن عند كلمة "قبل ما تشوفك عيني" مع أن الواقع أن قبل ما تشوف العين الحبيب لم يكن هناك لا حب ولا جراح فقط تساءل ...وقد ذكر عبد الوهاب في مذكراته المصورة أن أم كلثوم لم تكن تبحث عن جيد الألحان ولكن همها أن ترى الطرابيش ترمى عند قدميها وهذا حاصل مع كل أغنية وبقية أغاني محمد عبد الوهاب لأم كلثوم لا يذكرها إلا عشاق أم كلثوم فقد غطتها ألحان محمد الموجي وبليغ حمدي الذي جعل لمقدمة أغنية أم كلثوم لحن "زي الهوى" وكأنها تريد أن تنافس الشباب وحتى كلمات الأغنية "القلب يعشق كل جميل" وحرم عبد الحليم حافظ أيضا من ألحان فريد الاطرش بعدما أعد له أغنية "زمان يا حب" وبدأ عبد الحليم حافظ فعلا في حفظها وسمعها محمد عبد الوهاب منه وعندها عدل عبد الحليم حافظ أنه لن يغني لفريد الاطرش .هل الخوف من المقارنة وصلت إلى هذه الدرجة ؟