بين العملاقين فريد الأطرش وعبد الحليم حافظ كثير من الحكايات، لعل أبرزها الحرب المكتومة بينهما على مدار سنوات.. كان الموسيقار يغضب عند مقارنته بالعندليب، ويرى أنه نجما كبيرا فى الكلمة واللحن والأجدر مقارنته بالأستاذ محمد عبد الوهاب وليس حليم، بينما كان يرى النجم العاطفى أنه يقف على القمة أيضا، بحركة التجديد التى صنعها فى الأغنية العربية بأداء بسيط راق.
وما بين خصامهما وصلحهما، تبقى حالة التقدير والإعجاب بفن كل منهما للآخر قائمة، لا ينكر عبد الحليم أهمية فريد الأطرش وتأثيره فى الموسيقى العربية، وكذلك الأطرش، لكن العندليب كان دائما ما يتهرب من غناء ألحان الموسيقار بحجة أنه "مينفعش يغنى ألحان الأطرش" ويعتقد أنه صنعها لنفسه، هو وحده الذى يتغنى بها وينجح، لذلك كان يهرب هو وأم كلثوم من ألحانه وهو ما ترك جرحا إلى الأبد فى نفس فريد الأطرش.
وفى عام 1976، عقب وفاة فريد الأطرش بعامين، حل العندليب ضيفا على البرنامج الشهير "أوتوجراف" تقديم طارق حبيب، وسأله الإعلامى عن الأغنية التى تمنى غناءها للموسيقار الراحل فريد الأطرش فأجابه العندليب دون تردد: "أغنية الربيع" كلمات مأمون الشناوى، وفى البرنامج ذاته قال العندليب: "ندمان على عدم غنائى للأستاذ فريد"، بالطبع إجابة العندليب كانت تحمل ذكاءً شديدًا منه ليكسب جمهور فريد الأطرش، قالها بلسانه فقط لكنه لم ينطقها بقلبه.
وربيع فريد الأطرش تعد الأغنية الرسمية لأعياد الربيع، من عام 1949 وحتى الآن، وكلما جاء الربيع تبث الإذاعات والمحطات التليفزيونية: "أدى الربيع عاد من تانى والبدر هلت أنواره، وفين حبيبى اللى رمانى من جنة الحب لناره".