تحليلات ودروس في الموسيقى للأستاذ محمد الالاتي بسم الله نبدأ فى تحليل أغنية الربيع **************************** كلمات : مأمون الشناوى ألحان وغناء : فريد الأطرش .. تعتبر الربيع من أشهر أعمال فريد الأطرش والتى ظل يغنيها حتى أواخر أيامه .. إختار عمنا فريد مقام الكرد ليصوغ منه لحنه .. والكرد ياسادة من المقامات ذات الطابع الخاص والفصيلة الخاصة .. برغم إقترابه من العديد من المقامات الأخرى .. وهو مقام مرح وشجى فى نفس الوقت .. يصلح لمختلف الأشكال الغنائية .. ولقد كان إختيار الكرد موفقاً .. المقدمة الموسيقية هى نفس لحن المذهب الغنائى .. أى أن الألآت تغنى المذهب .. قبل دخول فريد للغناء .. يغنى فريد ( أدى الربيع عاد من تانى ) من الكرد .. يظل مع الكرد .. حتى ( وموجه الهادى كان عوده .. ونور البدر أوتاره ) .. فيتحول للصبا .. من نفس درجة الكرد .. ونقف هنا للحظات لنفند هذه التحويله وكيف إستعملها عمنا فريد .. لقد إستخدم فريد الأطرش طابع مقام الصبا دون أن يستعمل سلمه الكامل .. فلم يبدأ من درجة الركوز ولا عاد إليها أثناء غناء المقطع .. لم يستخدم الثلاثة أرباع تون التى يشتهر بها الصبا .. ولكنه إستعمل جنس الحجاز التابع للصبا بإقتدار شديد .. حيث أن الصبا ينقسم لجنسين متداخلين .. هما : جنس صبا على الرى ( دوكا ) .. وجنس حجاز على الفا ( جهاركاه ) .. وعمنا فريد إستعمل الجنس الثانى ( الحجاز ) وفرضه على الجملة اللحنية .. لقد تعمدت شرح هذه التحويلة .. حتى لايظن البعض أن فريد إستعمل مقام الحجاز من درجة الفا .. هو فى الحقيقة إستعمل جنس الحجاز .. وليس المقام نفسه .. يظل فريد مع جنس الحجاز التابع للصبا حتى يعود لدرجة ركوز الصبا نفسه عند ( مافيش غيرنا ) فى نهاية المقطع الغنائى .. العودة للصبا لابد منها .. لأنه سيعود للكرد ويغنى المذهب من جديد ( أدى الربيع عاد من تانى ) .. يبدأ عمنا فريد فى مقطع جديد .. ومع مقام الصبا .. وهذه المرة .. صبا طبيعى مع إظهار طابعه الحزين .. عندما يغنى ( لمين بتضحك ياصيف لياليك وأيامك ) .. ويترك الصبا أخيراً .. ويذهب لمقام الراست عند ( من يوم مافاتنى وراح ) .. ويغنى ( والورد لون الجراح ) من مقام الحجاز .. ليعود للكرد مرة أخرى عند ( مر الخريف بعده .. دبل زهور الغرام ) .. أى أنه إستعمل الحجاز كوبرى للعبور إلى الكرد بسلاسة وبساطة .. وهنا نسأل أنفسنا .. أين مقام البياتى الذى أشتهر به فريد الأطرش .. والذى إستخدمه فى غالبية أعماله .. لم يرد عمنا فريد أن يحرمنا من البياتى .. فإستخدمه فى هذه المرحله من الأغنية .. ونسمع لازمة موسيقية جميلة من البياتى .. يعقبها تمهيد لدخول المطرب لأداء الموال الملحن .. ( ياليل يابدر يانسمه .. ياطير يازهر ياأغصان ) من نفس المقام ( البياتى ) .. يظل مع البياتى حتى نشبع منه .. حتى يعود للكرد مرة أخرى عند ( أخلصت من قلبى ) .. ثم مقام الحجاز عند ( وغاب عنى .. ماكلمنى ) .. وعودة للكرد مع ( ويبعت للربيع طيفه ) .. ويظل مع الكرد لنهاية الأغنية .. مجموعة من المقامات والتحويلات .. يستحقها هذا العمل .. وربما تكون أحد أسباب إنتشاره وشهرته .. نلاحظ تمهيد فريد الأطرش لكل مقطع .. لاحظوا معى عندما قال ( وأدى الشتا ياطول لياليه ) .. لاحظوا أداء الوتريات قبل الغناء .. أداء يشعرك بالبرد .. ويضعك فى حالة نفسية تلائم الجو العام للمقطع .. قامت الوتريات هنا بالعزف على حرف واحد .. نغمة واحدة .. بطريقة ( التريمولى ) أى الإهتزاز .. ماذا نريد أكثر من ذلك حتى نشعر بالبرد ودخول الشتاء .. إستخدم فريد الأطرش فى هذه الأغنية مختلف الأشكال الإيقاعية الغربية والشرقية .. حيث بدأ بإيقاع الفالس عند بداية الأغنية .. وإستعمل أيضاً المقسوم والمقسوم السريع والواحدة الكبيرة والسنباطى والمصمودى .. حتى يواكب التحويلات المتعددة للفصول المناخية الأربعة .. برع فريد أيضاً فى الغناء من منطقة الجوابات وخاصة عند ( أخد ورد الهوى منى .. وفات لى شوكه يألمنى ) .. وأيضاً عند ( هاتولى من الحبيب كلمه .. تواسى العاشق الحيران ) .. ولم ينسى منطقة القرار .. عند ( وأدى الشتا ياطول لياليه ) .. موسيقى ومطرب بارع .. لم ولن يتكرر .. أرجو أن أكون وُفقت فى هذا التحليل المتواضع .. __________________ مع تحياتى .. محمد الألآتى .. أبو حسام .