في مذكرات الفنانة هند رستم بالكتاب الذي أصدره الكاتب الصحفي أيمن الحكيم، شرحت "رستم" إصرار فريد الأطرش على تحمل المتاعب الصحية التي يواجهها في
سبيل القيام بأداء أدواره في كواليس "الخروج من الجنة". وقالت الفنانة الراحلة، إن مخاطر الموت التي كانت تحاصر الفنان فريد الأطرش، لم تؤثر على إصراره باستكمال تصوير فيلمه "الخروج من الجنة"، وأمام هذا الموقف
تحولت مشاعرها تجاهه بعد أن كانت لا تحب العمل معه تمامًا.
وعن كواليس الفيلم قالت هند رستم في مذكراتها: "يوم تسجيل أغنية (أنا وأنت وبس) التي شاركت فيها بالغناء معه، ذهبت إلى الأستوديو فوجدت الفرقة الموسيقية وفريد
الأطرش في انتظاري، فقلت له على سبيل الدعابة: "دا أنا بقى هنافس الست أم كلثوم"؟.
وتضيف: أثناء التسجيل نسيت أن أدخل في الكوبليه لأني انشغلت بالفرجة على نبض عروق رقبة فريد، وهو يغنى، وشعرت وأنا أنظر إليه بأنه سوف يسقط مغشي عليه،
بسبب المجهود الجبار الذي يبذله، وخاصة أنه كان مريضًا عند تصوير الفيلم.
وأوضحت بمذكراتها: "وكان فريد كلما انتهينا من الأغنية يطلب إعادتها من جديد حتى تخرج في أحسن صورة، وكلما طلب الإعادة يصرخ أخوه فؤاد الأطرش.. يا فريد
والله هايل. حرام عليك.. كفاية كده".
ولا تخفي هند حقيقة كونها لم تكن تحب فريد الأطرش، وتذكر ذلك: "قبل هذا الفيلم كنت لا أحب فريد الأطرش كمطرب، وبعد أن اشتركت معه في فيلم "الخروج من
الجنة"، أحببته وقدرته، خاصة أنه كان يحب فنه إلى أقصى حد، وعلى استعداد أن يضحي من أجله، ولو على حساب صحته، حتى أن المخرج محمود ذو الفقار عرض
عليه أن يستعين بدوبلير يشبهه تمام لتصوير مشاهد بالفيلم".
وتكشف الفنانة الكبيرة: لكن فريد رفض وأصر على أن يصور كل المشاهد بنفسه، وبالفعل عندما سافر فريد للعلاج بالخارج، اعتقد المخرج أنه لن يعود، وأحضر دوبليرا
واشترى له بدلة "سموكينج" ليرتديها خلال مشهد الغناء في الأوبرا، وبعد فترة عاد فريد من رحلة العلاج، وأحضر معه كميات وأنواع من الأدوية حتى يتناولها وقت
الراحة".
وعلى الرغم من الألآلم الشديدة التي كان يعانيها كان يحضر قبل كل الممثلين، وكان لا يستطيع أن يجلس على الكرسي وقدماه على الأرض، بل لا بد أن يضعهما على
كرسي آخر موضوع أمامه، وكان كذلك لا يطيق أي شيء يضعه على جسمه".
وتختتم هند حديثها عن فريد فتقول: "عندما سافرنا للتصوير في مرسى مطروح، أذكر أن زوجي الدكتور فياض نبهني إلى شيء مهم جدا بخصوص فريد، وقال لي:
"أول ما توصلي مرسى مطروح اتصلي بمدير المستشفى هناك وقوليله احنا.. معانا الأستاذ فريد الأطرش، فخليك قريب منه لأن المكان هناك مرتفع، والأكسجين مش
كفاية، فممكن يحصله أزمة، ولكن الحمد لله ربنا ستر".