ربيع زيدان 43عاماً مرت علي رحيل موسيقار العرب فريد الأطرش الذي ولد أميراً من أسرة مالكة بجبل الدروز ومات ملكاً في قلوب وأسماع عشاقه في كل مكان داخل وطننا العربي وخارجه! ورغم التاريخ العريض لفريد في الغناء والتلحين لكنه لم يستطع الوصول بألحانه لأصوات معينة كبيرة أم كلثوم وفيروز لبنان وعبدالحليم حافظ كما أن هناك فريقاً يري ان ألحان فريد لا يتعامل معها إلا فريد نفسه فهناك تكرار في جمله الموسيقية وعدم تجديد في إبداعاته التي قدمها بصوته أو التي غناها غيره . "الجمهورية" فتحت هذا الملف مع محبي وعشاق الأطرش في ذكراه!
بداية يقول عادل السيد رئيس جمعية محبي فريد الأطرش: إن فريد عاش مضطهداً ومات مضطهداً من كثيرين ممن كانوا يأكلون في بيته وعلي مائدته ويتظاهرون بحبه وصداقته لكنهم في الحقيقة كانوا يضمرون له الحقد والغل دون سبب وجيه إلا لأنه لم يكن مصرياً فهو سوري الأصل وهذه لم تشفع له إطلاقاً وظلت الحرب معلنة ضده بالرغم من حصوله علي الجنسية المصرية عام 1950 وقد أثرت هذه الحرب علي ابداعات فريد وظل يعاني من آثارها حتي رحيله. تكتلات السبعينيات د. محمود علي فهمي دكتوراه في النقد الفني والفنون المسرحية وواحد من أكبر عشاق فن فريد الأطرش يري ان عدم غناء عبدالحليم وثومة تحديداً من ألحان فريد لا تحسب علي فريد وإنما لصالحه لأن فترة الستينيات والسبعينيات تحديداً شهدت تكتلات ضد بعض رموز الفن والأدب لأسباب لا علاقة لهم بأعمالهم وإبداعاتهم فالمشكلة ان هناك من تعامل مع الأطرش علي انه غير مصري ولذلك تجنبوا منحه الفرصة لوصول ألحانه لقمة في حجم ثومة وعبدالحليم ولو كان قد وصل إليهما لحقق نجاحاً كبيراً معهما ففريد كان قمة في ابداعاته وألحانه وهو لا يقل مهارة وكفاءة عن عبدالوهاب وزكريا والسنباطي والقصبجي بل كان مدرسة مستقلة بذاته ولو غنت أم كلثوم من ألحانه لحققت اضافة كنا نريدها وننتظرها منذ زمن طويل! * هشام عابدين عضو جمعية محبي فريد الأطرش يقول: فريد لحن بالفعل لحنين لأم كلثوم هما: "كلمة عتاب" الذي ظهر بصوت وعود فريد بعد وفاته وغنت كلمات الأغنية بلحن بليغ حمدي الفنانة وردة أما اللحن الثاني فوطني وهو "وردة من دمنا" ورفضت أم كلثوم ان تبدأ في غناء أول لحن لفريد لها ويكون أغنية وطنيةولعبدالحليم كان فريد يجهز له أغنية "يابو ضحكة جنان" ولحن آخر "يا مسهر عيوني ليلاتي وعيونك فداها حياتي" وتعثر تعاون حليم وفريد لأسباب بعيدة كل البعد عن فريد الذي كان يحب الجميع ويتمني ان يلحن للجميع ويضيف: فريد أعد قبل رحيله مجموعة ألحان لفيروز وهدي سلطان وعبدالمطلب لكنها لم تر النور لوفاته المفاجئة بعد انتهائه من آخر أفلامه "نغم في حياتي" ولو اهتم ابن أخيه فيصل فؤاد الأطرش بهذه الأعمال لأخرجها من خزينة عمه وقدمها لأصوات جديدة يمكن ان تغني أعمال فريد وتقدمها بالشكل الذي يرضي عشاقه في كل مكان. * مشيرة كامل نائب رئيس الإذاعة المصرية لها وجهة نظر في كفاءة فريد الأطرش الموسيقية فتقول: علي المستوي الشخصي عندما كان يهل عليّ فريد وأنا طفلة مع والدي المؤرخ الموسيقي الراحل محمود كامل كنت أشعر براحة نفسية كبيرة لم أشعر بها مطلقاً مع أي شخص آخر الا بعض المقربين مني أما علي المستوي الفني فهو صوت حنون جبار وطاقة إبداعية لا نظير لها بين أبناء جيله أو حتي من جاءوا بعده فمن هو الذي يطول قامة فريد في ألحانه: "بنادي عليك" و"أول همسة" و"الربيع" و"نجوم الليل" و"سألني الليل" وحتي في شعبياته "ما قاللي وقلت له" و"نورا نورا" و"وياك" وغيرها أما مقولة ان ألحان فريد لا يغنيها إلا فريد نفسه فخاطئة تماماً وإلا ما نجحت ألحانه لغيره وأبرزها: "يا واحشني رد عليّ" لمحرم فؤاد. و"بقي عايز تنساني" لسعاد محمد. و"عشرية" لمحمد رشدي. و"أرضي يا حلوة" لليلي مراد. و"يا حلاوتك يا جمالك" لفايزة أحمد. وغيرها ففريد إبداعاته لا نظير لها وهو يتفوق علي ملحنين أكبر وأصغر منه سناً بألحانه الخالدة