مسيرة منتدى أصدقاء فريد الأطرش تشع في دار الأوبرا في القاهرة
محمود الاحمدية
18 مايو 2018
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] “يُعنى العقل بالحقيقة، وتهتمُّ الأخلاق بالواجب، أمّا الذوق فإنّه يوصلنا إلى الفن والموسيقى والجمال”. (غوته) بدأت مسيرة منتدى أصدقاء فريد الأطرش منذ حوالي العشر سنوات لتشكل مفصلاً رائعاً في مسيرة إرساء ثقافة فن الموسيقار فريد الأطرش وثقافة تثبيت عالميته هذه المسيرة التي بدأت منذ طفولتنا وصولاً إلى عام 1992 يوم راسلت مجلة الشبكة بشخص الكاتب الكبير جورج إبراهيم خوري وكانت المقالة المعبرة التي أحاطها واحتضنها الآلاف من عشاق موسيقارنا الخالد بعنوان “لماذا كل هذا التقييم على الموسيقار فريد الأطرش”… ومع مرور الزمن وتعاظم هذا التعتيم وعلى كل المستويات وصولاً إلى مئات الأمثلة والوقائع التي كانت تؤكد خطة ممنهجة لطي صفحة موسيقارنا العالمي الخالد عبر مئات المقابلات مع مختلف شرائح المثقفين والموسيقيين وأهل الفن والبرامج على المرئي والمسموع وعلى صفحات الجرائد والمجلات وكنا نادراً ما نرى مطلق حدث ثقافي فني يأتي على سيرة فريد… عندها بدأت تراود فكري وبشكل جدي إلى السعي لإقامة منتدى أصدقاء فريد الأطرش وخاصة بوجود كوكبة من فرسان الكلمة والموسيقى والثقافة… وكان المنتدى وبدأت المسيرة مع حفلة “بتخنيه” في المتن الأعلى والتي استقطبت حوالي 1600 شخص ملأوا القاعتين في دار آل أبو الحسن العابرة وتوالت الحفلات في منازلنا وفي القاعات من الباروك إلى صوفر إلى راشيا إلى ضهور الشوير في قاعة الكنيسة إلى طرابلس في قاعة الصفدي إلى قاعة ثانوية مغدوشة إلى بعقلين إلى ڤردان بيروت رابطة العمل الاجتماعي… وكبر الحلم واشتدّت الإرادة الصلبة فقمت بكتابة مؤلف بعنوان “فريد الأطرش العالمي نابغة عصره” وقد أخذ جهد عشرين عاماً من تجميع الأحداث والحقائق والإثباتات وأردت أن أعمل على انتهاج العلم والعقل والكياسة واللغة المتسامية التي تنشد الرقي والفن الراقي وكان كتابي الذي وبكل تواضع صادق أقول أنه أثار عاصفة من الاهتمام على كل الأصعدة المرئي والمقروء والمسموع وفيه حقيقة لا يستطيع أحد القفز فوقها وهي إعلان أعلى منبر ثقافي فني في العالم منظمة اليونسكو الدولية في نيويورك وذلك بتكريم ثلاثة كبار في العالم: فرانك سيناترا الأميركي وأديت بياف الفرنسية وفريد الأطرش العربي بمناسبة مئويتهم أو مرور ماية عام على ولادتهم… وذاع صيت الكتاب وصولاً إلى العالم العربي بأكمله من موريتانيا إلى الخليج وخاصة أن وسائل التواصل الاجتماعي في عالم الاتصالات حوّلت العالم بأكمله إلى قرية صغيرة… [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وكان سيل من الدعوات إلى إقامة ندوات حول كتابي وكان أولها من جمعية محبي فريد الأطرش في القاهرة بشخص رئيسها عادل السيد ووزارة الثقافة المصرية وكانت الندوة في قصر السناري الأثري في القاهرة وبعد شهر كانت الندوة الثانية في دار الكتب في القاهرة وصولاً إلى المشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب وذلك بعد طبع الكتاب للمرة الثانية في مصر وكان ستاند دار الأهرام القاهرية يحتضن الكتاب وصولاً إلى قمة المسيرة وذلك عبر صالون الثقافة الشهري الذي تقيمه دار الأوبرا في القاهرة وكانت أمسية تاريخية بتاريخ 26/4/2018 منذ أسبوعين حيث احتشد جمهور عشاق فريد الأطرش ولم يترك مكاناً فارغاً بالرغم من العاصفة التي ضربت القاهرة والمطر الذي منع الكثيرين من الخروج من بيوتهم وهي المرة الأولى ومنذ ثلاث سنوات يرى سكان القاهرة هذا السيل الدافق من شتاء البركة وكأنها كانت إشارة ربّانية لإثبات مدى تعلق شعبنا بالموسيقار الخالد… وكانت أمسية ستبقى في البال مدى العمر عندما تحولت إلى مناقشة جميلة عميقة أكاديمية بامتياز حول كتابي وحول عالمية فريد الأطرش وتفرّده عن كل معاصريه بهذه العالمية وللمرة الأولى وأمام جمهور يتسمع بلهفة وبشغف وبحب وكأنه يرتشف الحب والحنين والجمال دفعة واحدة وبعد ساعة من النقاش الجميل مرت كاللحظة جاء دور عرض فيلم وضعه الأستاذ عادل السيد عن حياة فريد الأطرش من خلال أفلامه الواحد والثلاثين وبطريقة رائعة رافقها الجمهور بكل جوارحه فيلماً وراء فيلم وأعاده نصف قرن من الزمن عندما كان للرقي قيمة وللإبداع قيمة وللسينما قيمة، إنه الزمن الجميل بامتياز وظهرت من خلاله قدرة فريد الأطرش الممثل التي ترتقي إلى فريد الموسيقار والإنسان وكان سبب نجاح تمثيله المصداقية والشغف والإيمان وليس من السهل أبداً أن ترى الفيلم نفسه عشرات المرات ولا مكان للملل أن يأخذ طريقه إليك… وجاءت الفقرة الأخيرة التي قدمها خمسة من الفنانين والفنانات الشباب من أبناء مصر الحبيبة وقدموا فيها ستة أغان دخلت موسيقاها مسام الجسد فكنت ترى مشهداً رائعاً إعجازياً وهو الفرح ممزوجاً بالدمع والنشوة ممزوجة بالإصغاء والمشاعر والأحاسيس… هي لحظات من عمرنا الجميل… ولا أنسَ ما حُييت ذلك المشهد عندما انتهى الحفل ودار الأوبرا بقاعتها الفسيحة تضج بالجمهور الذي وبالرغم من انتهاء الأمسية بقي جالساً ومطالباً بتمديد الغناء والاستماع من جديد فلم يترك أحد مكانه غير مصدقين أن الحفلة انتهت بعد أن استنزفت ساعتين ونصف من الوقت… [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] لن أنسَ ما حييت الناس التي غمرتني بعاطفة للعمر كله والإعلام الذي فاق السبعة أقنية من الفضائيات و14 صحيفة وستة إذاعات والله يشهد هذا ليس من باب الاستعراض ولكنها لحظات تجعلك تذكرها بحب وبفرح وبسعادة كاملة، هي لحظات خالدات تعبق بالإيجابية وبالابتسامات التي توزعت على وجوه الجمهور الرائع المنتشي حتى الثمالة وكأن كل سنوات التعتيم انقشعت وصفت سماؤها وانبعثت أطيب عطور الدنيا النابضة بألحان فريد الأطرش تملأ سماء مدينة القاهرة الحبيبة وكم كانوا على حق الذين أطلقوا على مصر لقب “أم الدنيا” نعم مصر “أم الدنيا”… من خلال مقالتي لا بد لي أن أشكر زميلاتي وزملائي في منتدى أصدقاء فريد الأطرش وشكري للأستاذ شفيق يحيى بالذات والذي وعلى مدى العمر كان يتصل بي ويذكرني قائلاً: محمود ما تنسى 26 كانون الأول ذكرى رحيل فريد… وكان له ما أراد وشكري لصديق العمر الأستاذ وليد علبي الذي عمل المستحيل حتى يشاركني بنصف مصاريف الطبعة الثانية من كتابي في مصر وشكري للأستاذ عادل السيد رئيس جمعية محبي فريد الأطرش في القاهرة والذي دعاني إلى حفلة الأوبرا حتى يكون كتابي مفصلها الأساسي وعلى منبر هو الأرقى في الشرق وهذا شرف كبير لي وشكري للزملاء الذين رافقوني إلى القاهرة لحضور هذه الأمسية التاريخية وشكري إلى جمهورنا الحبيب في مصر الحبيبة وفيهم الكثير من الأصدقاء ولا يسمح المقال لتعدادهم. بعد انتهاء حفلة الأوبرا بدأنا الإعداد لسفرات ثانية وثالثة إلى تونس والجزائر والمغرب ومن الممكن أيضاً ساو باولو في البرازيل وكل ذلك صلاة في محراب فريد الأطرش وارتقاء نابض بالفرح إلى فضاءات فريد الأطرش. كم كان رائعاً كمال جنبلاط عندما قال: “إن أطباء المدنيات الأولى استخدموا الموسيقى في علاج أمراضٍ مختلفة. وكانوا يؤكدون أن الموسيقى تدفع الجسد إلى مباشرة وظائفه الطبيعية وتساعده في طرد المرض إن الموسيقى ترفع العقل عن التفكير بحالة الجسد المرضية. وهكذا يتوفر للجسد فرصة أفضل للشفاء”. *رئيس منتدى أصدقاء فريد الأطرش