صديقاتي اصدقائي عشاق فن الموسيقار فريد الاطرش الكرام...يقال على لسان مَن كان حاضراً لحظات رحيل موسيقارنا الخالد في مستشفى الحايك في بيروت ... قبل عدة هنيهات من رحيله طلب فريد من احدهم بفتح إبرة الراديو فإذا بأغنية (اول همسة ) تعبق بصوت فريد وصوت الجمهور المتجاوب بشكل اشبه بالصلاة... فسأل فريد : ما هي الاذاعة التي تذيعها مسجلة من حفلة؟؟ فكان الجواب اذاعة ( عمّان ) في الاردن....وأغمض عينيه وكانت ( آخر همسة ) في الحياة.... وعادت الذكريات الى 14/9/1955 عندما أرسل الملك حسين طائرة خاصة لنقل فريد ويرافقه 26 عازفاً من اجل احياء حفل زفافه ...وكان فريد يعاني من اول ذبحة صدرية خطيرة في قلبه قبل هذا التاريخ بعدة شهور ... وتحامل على نفسه ولبّى نداء المليك الصديق ... وكانت الاغنيات التي خلّدت والتي أعطت لفريد حجماً جديداً حيث وباعتراف كل الخبراء الفنيين غنّى كما لم بغنِّ من قبل وتجاوب الجمهور بشكل لا يصدق... وكان صوت فريد في قِمّة صفائه وفِي امبراطورية ابداعه في اجمل اغنيات...( انا وانت لوحدنا) و( نورا نورا) ( وياك وياك) ( جميل جمال )وبدأ الحفل بموال كتبه المبدع صالح جودت يقول فيها : يا اغلى من امانينا وأحلى من أغانينا يا زينة الدنيا يا دينا يا وردة في بلد حرة وتاج عالي وشعب اصيل دعانا هاتف البشرى وجينا من ضفاف النيل ايام خالدات تسكن وجدان شعبنا وتخلّد ذكرى هذا الفنان العالمي الذي احيا حفل الزفاف مغامراً بذبحة صدرية جاءته نفس العام 1955 قبل عدة شهور كما أسلفنا.... الحديث يطول ولكنها قصةٌ تؤكّد عزة النفس والأنفة واحترام الذات والابداع بلا حدود ورُقيّ الفن بلا حدود والتفاني بلا حدود... كان فريد الاطرش بمجده يصنع ويقوّي مجد كل معاصريه... قصة جميلة لمجد تليد يجب ان تصل الى كلّ مَنْ عشق الفن الراقي عبر كل الاجيال، الماضية والحاضرة والقادمة...