| غنى للعرب وطاف بهم على بساط الريح - خالد بطراوي | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
ناريمان
عدد المساهمات : 335 تاريخ التسجيل : 18/09/2010
| موضوع: غنى للعرب وطاف بهم على بساط الريح - خالد بطراوي 25/1/2011, 21:00 | |
| غنى للعرب وطاف بهم على بساط الريح
كتب خالد بطراوي: كان أميرا وكان أستاذا.. أمير أصل وفصل وحسب.. وأستاذ فن وعود وطرب. كان «عوده» بطاقته الشخصية.. هويته، ولهذا كان يبدأ به عند جمهوره، كأنما يقدم جواز المرور إلى القلوب، كأنما يقول: «أنا هنا»! إنه موسيقار استحق النجاح، ولا يزال يملأ بفنه كل الأسماع والقلوب.. على مدى أجيال وأجيال! كان صوت الموسيقار فريد الأطرش واحدا من الأصوات القليلة التي لها شخصية، وواحدا من القلائل الذين يستطيعون الغناء على المسرح لمدة ساعتين وثلاثا وأحيانا أربع ساعات.. وهو في كل مرة قادر على أن يجدد ويبتكر في حدود الجديد الذي يقدمه. كان أسلوب فريد الأطرش الموسيقي يتميز بالبساطة الشديدة والشعبية التي تحس معها أنك أليف معه ومع ما يغنيه، كما لو كنت عشت معه طوال عمرك. كان فريد الأطرش يكسبك موسيقيا إلى صفه منذ اللحظة الأولى، ربما من أجل هذا كانت شعبيته الضخمة، واستمراره الناجح.
إن النجاح ليس ساذجا، ولا هو تلقائي، أو شيء يأتي بالصدفة لكل من يحدث أن يجده في طريقه، لهذا أؤمن دائما بأن منتهى الإدراك والفهم والتعقل أن يحاول الانسان إدخال هذا الاعتبار في الحسبان عندما يحاول تقييم الفنان أمامه، سواء حيا أو ميتا، وبناء على ذلك فإن ما يجب أن يشغلنا عند نجاح لحن مثلا ليس: كيف نجح؟ وإنما: لماذا نجح؟ إن نجاح الموسيقار فريد الأطرش كان يكمن بالدرجة الأولى في أنه جعل الجمهور منذ لحظته الأولى، يحس تماما بوجوده، وبتأثيره في الغناء العربي والموسيقى الشرقية، وبعد ذلك بمساهمته فنيا في تشكيل ذوق المستمع العربي لفترة زمنية طويلة. وقد أسعد الناس بصوته الدافئ.. العذب.. الشجي.. سنوات طويلة.. في ألوان متعددة، من الأغنية القصيرة، إلى الطويلة، إلى الاستعراضية إلى الشعبية.. إلى الأوبريتات. ففي مجال الأغنية الطويلة، له روائع مثل: «أول همسة»، «الربيع»، «بنادي عليك»، «حبيب العمر»، و«نجوم الليل»، و«الأمل». أفلام فريدة ولا أظن أن هناك من ينكر أن الموسيقار الكبير فريد الأطرش أستطاع أن يقدم أفلاما أستعراضية تحمل لونا وطعما ومذاقا وابداعا تعز الآن على السينما المصرية رغم امكاناتها الفسيحة وتطورها المشهود. لم يكن يفرض ألحانه على بطلات أفلامه بصفته المنتج وصاحب البطولة المطلقة، بل على العكس تماما.. فالمطربات كن يتسابقن إلى العمل معه للفوز بلحن أو اثنين من ألحانه. والمشهود للموسيقار فريد الأطرش أنه لم ينتشر من خلال الألحان التي قدمها إلى شقيقته اسمهان، حينما قدم لها أشهر أغانيها مثل: «ليالي الأنس في فيينا» التي غنتها في فيلم «غرام وانتقام»، وكان أول من قدم الغيتار في اللحن الشرقي عام 1944، لكن لمعت أغانيه مع نور الهدى وفتحية أحمد ونجاة علي، وانتشرت ألحانه انتشارا كبيرا من خلال صوت الفنانة صباح التي ظلت تتعامل مع فريد الأطرش منذ أول لقاء بينهما في فيلم «بلبل أفندي» العام 1948 حتى أصبح يلحن لها معظم أغانيها التي ليست في أفلامه، مثل: «أكلك منين يا بطة»، «يا دلع دلَّع»، و«من الموسكي لسوق الحميدية». وفي سنوات الموسيقار فريد الأطرش الأخيرة قدم ألحانا رائعة لمعظم المطربين مثل: «يا وحشني رد عليّ» لمحرم فؤاد، و«الكلمة الحلوة» لعبد اللطيف التلباني، و«عشرية» لمحمد رشدي، و«ما أقدرش على كده» لفهد بلان، و«على الله تعود» لوديع الصافي و«خليها على الله» لوردة.. وغيرها كثير. ثنائيات مميزة ولعل أحدا لا يعرف أن الموسيقار فريد الأطرش هو الأطول عمرا من حيث العمل في الأفلام السينمائية الغنائية من بين جميع نجوم الطرب في السينما العربية. إن الواحد والثلاثين فيلما التي قدمها فريد الأطرش خلال مشواره الفني، تنوعت في موضوعاتها وأسلوبها، بحيث جعلت ذلك المطرب يتميز بعدة أشكال، فهو ليس فقط المطرب الذي يقدم عملا استعراضيا في نهاية الفيلم، مثلما كان يحدث في النصف الأول من حياته السينمائية، كما أنه لم يضع نفسه في أسر الأدوار الكوميدية أو أدوار الإنسان الحزين الذي ضاعت منه فرص الحب فبكى في أغنياته وعانى في عواطفه. يأتي ذلك في الوقت نفسه الذي قدم فيه عبد الحليم حافظ 15 فيلما وثلث فيلم «البنات والصيف»، وكذلك قدمت أم كلثوم ستة أفلام، أما الموسيقار محمد عبد الوهاب فلم يقدم نفسه إلا في سبعة أفلام فقط، وهكذا كان فريد الأطرش صاحب اكثر الأفلام الغنائية بين الملحنين والمطربين العرب، لم يزد عليه سوى الموسيقار محمد فوزي. كما أنه عمل ثنائيات مميزة مثل: مديحة يسري التي ظهرت معه في ثلاثة أفلام، وسامية جمال التي قدمت معه سبعة أفلام، وصباح التي شاركته بطولة ثلاثة أفلام فقط. أما سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة فلم تقدم معه سوى ثلاثة أفلام، وكذلك أربعة أفلام للفنانة مريم فخر الدين، بينما قدمت الفنانة المعتزلة شادية فيلمين هما «أنت حبيبي» و«ودعت حبك» والفيلمان من اخراج يوسف شاهين. غنّ. يا «وحيد» وفي الواقع يعد فريد الأطرش، الرائد الثاني للسينما الغنائية في مصر، بعد رائدها الأول الموسيقار محمد عبد الوهاب، منتجا وممثلا ومطربا وموسيقارا! لم يكن موهوبا في التمثيل بقدر ما كان موهوبا في الموسيقى والغناء.. لقد اشتهر بطابع خاص في الإنشاد والأداء، وكان مثار خلاف بين الجمهور والنقاد، جعلهم ينقسمون حوله الى فريقين، الأول يتحمس له أشد التحمس، والآخر يرفضه أشد الرفض على طريقة ما يحدث بين جمهور الكرة.. ذلك لأن فنه كان يخضع للذوق الخاص، أكثر من الذوق العام. كان جمهوره الخاص في مصر والعالم العربي، يتقبل أدواره السينمائية على أساس أنه يقوم فيها بدور واحد لا يتغير، هو دور المطرب العاطفي والموسيقار العربي الذي كان يتسمى فيها دائماً بأحد اسمين يوحيان باسمه الحقيقي، هما «ممدوح» أو «وحيد» الذي كان ملاصقاً له في عدة أفلام. فقد أصر مؤلفو القصص السينمائية على تسميته بهذا الاسم، على أن «وحيد» أصبح اسم شهرة مثل «فريد»، ولا يكاد يعتلي خشبة المسرح حتى تتصايح له الأصوات: «غنّ. يا وحيد»، وهي مأثورة قالتها له فاتن حمامة بنبرة دلال يلين لها قلب أسد في فيلم «لحن الخلود» عام 1952. مع أسمهان... لا أحد بالتأكيد كان يتصور أنه بعد رحيل المطربة اسمهان بثلاثين عاماً، أن تفتح مقبرتها في البساتين، لتستقبل جثمان شقيقها فريد الذي وافاه الأجل في مستشفى الحايك في لبنان، في تمام الرابعة من بعد ظهر يوم الخميس الواقع في 26 ديسمبر عام 1974، حيث أدخلت التجديدات على المقبرة لتكون ضريحاً للفنانين الراحلين، قام بتصميمه على الطراز العربي الموسيقار المثال أحمد صدقي على نفقة جمعية «أصدقاء فريد الأطرش». يومها أطلقت الجماهير في لبنان النيران بكثافة وسمع دوي متفجرات في أنحاء المدن اللبنانية كافة، بيروت وطرابلس وصيدا، وبكى الكثيرون الموسيقار الذي عاش في صراع طويل مع المرض على مدى عشرين عاماً، واستمرت محلات بيع الأسطوانات في كل ميادين العاصمة اللبنانية تذيع أغانيه، وصدى صوته وموسيقاه يؤكدان أنه باق ومستقر في أسماع الملايين. ومن عجائب القدر أن فريد ولد في عيد الأضحى المبارك ومات في عيد الأضحى عن عمر يناهز الخامسة والستين، وأسمهان ولدت في الماء وماتت في الماء. كانت أمها حاملاً بها وهي في باخرة متوجهة من تركيا إلى لبنان عام 1912 حيث عين والدها الأمير فهد الأطرش متصرفاً على منطقة «حاصبيا» في العهد العثماني. وفي البحر ولدتها، وشاء والدها أن يسميها «بحرية» تيمناً بالبحر، لكن والدتها رفضت هذا الاسم وفضلت عليه أمل. ولما احترفت الغناء كانت أسمهان.. ثم ماتت أسمهان غرقاً في الترعة عام 1944. بلبلان من جبل الدروز وقصة البلبلين الصداحين القادمين من جبل الدروز في سوريا، تبدأ عندما استقر بهما المقام في القاهرة في العام 1923، مع والدتهما علياء المنذر، وأخيهما الأكبر فؤاد الأطرش. وقد اشتهرت الوالدة في ذلك الوقت بالغناء، مما شجع فريد واسمهان على السير في هذه الاتجاه، منذ عام 1929 عندما كان فريد في العشرين وأسمهان في السابعة عشرة، حيث خرجت شهرتهما في صالات عماد الدين، والإذاعات الأهلية. كانت أسرة فريد، الذي قدم الكثير وأضاف الكثير وأعطى الفن والحب والدنيا كل شيء، جاءت إلى مصر هرباً من مطاردة الفرنسيين الذين أعلنوا الحرب على جبل الدروز، حيث إنهم كانوا ينتسبون إلى سلطان باشا الأطرش زعيم جبل الدروز وقتذاك. ولما أرادت الأم علياء المنذر أن تدخل ولديها وابنتها مدرسة الفرير الفرنسية بالخرنفش واجهتها مشكلة وهي أنه من غير المعقول أن توافق مدرسة فرنسية على تعليم أبناء من ينتسبون الى عائلة الأطرش الدرزية التي تحارب الاستعمار الفرنسي، وخرجت من هذا المأزق بالحصول على موافقة أسرة «كوسا» السورية الموجودة في القاهرة على أن يلحق أولادها بمدرسة «الفرير» تحت اسم «كوسا» بدلاً من الأطرش، فظل فريد وشقيقه وشقيقته يحملون لقب «كوسا» لمدة أربع سنوات حتى انتهت دراستهم. واضطر فريد الأطرش قبل اشتغاله في كازينو بديعة مصابني كعازف عود مع الملحن فريد غصن إلى أن يعمل في أكثر من مجال من مجالات العمل الحر، آخرها العمل كبائع في محلات «بلاتشي». ولما تزوجت أسمهان ابن عمها الأمير حسن الأطرش، وأقامت معه، قطع فريد مشواره الفني بمفرده ما بين فرقة بديعة مصابني والإذاعة المصرية، بينما غنت أسمهان عن طريق تسجيل الأسطوانات.. ووجد صوتها الطريق إلى الشاشة بالغناء مع محمد عبد الوهاب في أوبريت «مجنون ليلى» في فيلم «يوم سعيد» عام 1940. انتصار الشباب وكان أول وآخر فيلم التقيا فيه معاً، هو فيلم «انتصار الشباب» عام 1941، بينما كان هناك فيلم ثان أعد ليلتقيا فيه معاً، للمرة الثانية وهو فيلم «أحلام الشباب» عام 1942 الذي أخرجه كمال سليم، وقام ببطولته فريد الأطرش أمام مديحة يسري بدلاً من أسمهان بسبب عودتها في ذلك الوقت إلى جبل الدروز.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
عدل سابقا من قبل ناريمان في 2/10/2012, 02:09 عدل 2 مرات | |
|
| |
محمد رشدى كاتب جميل
عدد المساهمات : 1116 تاريخ التسجيل : 11/04/2010
| موضوع: رد: غنى للعرب وطاف بهم على بساط الريح - خالد بطراوي 26/1/2011, 15:34 | |
| شكرا جزيلا أختنا الغاليو ناريمان لتقديمك بحث الأستاذ خالد بطرواي عن فن وعظمة حبليب العمر كله. وفريد أسطورة فنية أحبتها الشعوب العربية ، وحفظته في قلوبها، وسبظل هو الفارس الأول للنغم العربي الأصيل والصوت العاطفي المرهف الذي يستحيبل تقليده. وهو دائما وأبدا " لحن الخلود " جملة وتفصيلا. | |
|
| |
احمد المصرى
عدد المساهمات : 32 تاريخ التسجيل : 27/01/2011
| موضوع: رد: غنى للعرب وطاف بهم على بساط الريح - خالد بطراوي 27/1/2011, 01:28 | |
| شكرا لكى اخت ناريمان الف شكر | |
|
| |
ناريمان
عدد المساهمات : 335 تاريخ التسجيل : 18/09/2010
| موضوع: رد: غنى للعرب وطاف بهم على بساط الريح - خالد بطراوي 2/3/2011, 15:49 | |
| شكرا اخى الكريم استاذ رشدى | |
|
| |
ناريمان
عدد المساهمات : 335 تاريخ التسجيل : 18/09/2010
| موضوع: رد: غنى للعرب وطاف بهم على بساط الريح - خالد بطراوي 2/3/2011, 15:52 | |
| شكرا اخى الكريم استاذ احمد المصرى | |
|
| |
شاهنده فريديّة أصيلة
عدد المساهمات : 8608 تاريخ التسجيل : 12/06/2010
| موضوع: رد: غنى للعرب وطاف بهم على بساط الريح - خالد بطراوي 2/7/2011, 18:58 | |
| شكرا اختى الحبيبة ناريمان على المقال الرائع | |
|
| |
ابو فريد فريديّ أصيل
عدد المساهمات : 76 تاريخ التسجيل : 25/05/2010
| موضوع: رد: غنى للعرب وطاف بهم على بساط الريح - خالد بطراوي 2/7/2011, 19:08 | |
| مقال جميل ومنصف شكرا اختى ناريمان | |
|
| |
ناريمان
عدد المساهمات : 335 تاريخ التسجيل : 18/09/2010
| موضوع: رد: غنى للعرب وطاف بهم على بساط الريح - خالد بطراوي 30/7/2011, 19:13 | |
| شكرا اختى شاهنده على زيارتك وردك اللطيف
عدل سابقا من قبل ناريمان في 30/7/2011, 19:14 عدل 1 مرات | |
|
| |
ناريمان
عدد المساهمات : 335 تاريخ التسجيل : 18/09/2010
| موضوع: رد: غنى للعرب وطاف بهم على بساط الريح - خالد بطراوي 30/7/2011, 19:14 | |
| اشكرك اخى ابو فريد عن زيارتك الجميله وردك الرائع مرحب اخى فى الرحاب الفريديه | |
|
| |
مهدي سعدان فريديّ أصيل
عدد المساهمات : 8706 تاريخ التسجيل : 22/10/2010
| موضوع: رد: غنى للعرب وطاف بهم على بساط الريح - خالد بطراوي 23/8/2012, 15:28 | |
| مشكورة الاخت ناريمان على الموضوع اللطيف.تحياتي لك | |
|
| |
ناريمان
عدد المساهمات : 335 تاريخ التسجيل : 18/09/2010
| موضوع: رد: غنى للعرب وطاف بهم على بساط الريح - خالد بطراوي 2/10/2012, 02:11 | |
| نورت اخى الكريم الاستاذ الفاضل مهدى سعدان شكرا لحضرتك على المرور الجميل | |
|
| |
شاهنده فريديّة أصيلة
عدد المساهمات : 8608 تاريخ التسجيل : 12/06/2010
| موضوع: رد: غنى للعرب وطاف بهم على بساط الريح - خالد بطراوي 2/10/2012, 04:40 | |
| بارك الله فيكى اختى ناريمان الف شكر على المقال الجميل | |
|
| |
| غنى للعرب وطاف بهم على بساط الريح - خالد بطراوي | |
|