لم يكن من السهل على الإطلاق أن تقوم أميرة درزية من جبال الشام باحتراف الفن باسمها الحقيقي؛ فقد كان يُعد ذلك سبة ووصمة عار في جبين عائلتها، لذلك تنازلت الأميرة السورية آمال فهد الأطرش، شقيقة الفنان فريد الأطرش، عن اسمها الحقيقي واستبدلته باسم آخر «أسمهان»، وهو الاسم الذي اشتهرت به في الأوساط الفنية.
الأميرة آمال وفور نزوحها من الشام مع أسرتها عانت كثيرًا من الفقر والحرمان، ومع ذلك شبّت في وسط غنائي مميز بدء من والدتها علياء المنذر التي لجأت إلى الغناء في الأديرة وحفلات الزفاف، وكذلك شقيقها فريد الذي ما لبث أن ذاع صيته كموسيقار ومطرب.
الفنانة السورية أذهلت الجميع بصوتها الرخيم وملامحها الساحرة وشخصيتها الجذابة، لذلك قررت اقتحام الوسط الموسيقي وانتشال عائلتها من الفقر والبؤس، وبدأت في تقليد كبار الفنانين مثل: أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب، وذات يوم استقبل شقيقها فريد الملحن القدير داوود حسني، أحد كبار الموسيقيين في مصر، والذي استمع إلى آمال مصادفة وأعجب كثيرًا بموهبتها الفنية.
حسني قرر على الفور تبنيها «فنيًا» وتقديمها للجمهور، ولكنهما واجها أزمة اسمها الفني؛ فمن غير المعقول أن تحترف الغناء باسمها الحقيقي، وبعد تفكير سريع اقترح داوود حسني اسم «أسمهان»؛ لأنه كان يتعهد بالتدريب فتاة تشبه آمال جمالًا وصوتًا، ولكنها توفيت قبل أن تشتهر لذلك أحب أن يدعو الفنانة الشابة باسمها، وهكذا عُرفت بـ«أسمهان» وحتى رحيلها.