في مقال نادر تحدث الفنان الراحل فريد الأطرش، نفسه وعن بداية مشواره الفني والعوامل التي ساعدته حتى جعلت منه هذا الفنان الذي ذاعت ألحانه، والهدف الذي كان يسعى إليه في هذه الحياة. الأطرش قال: «أنا فريد الأطرش الموسيقار والممثل ولو وضعني القدر في غير موضعي هذا لكان غير منصف ولما أحسست بطعم للحياة، لقد خلق الفقر مني فنانًا يشعر ويحس بآلام الغير وخلقت المتاعب مني هذا الرجل الذي يود من صميم قلبه أن يزيل عن الناس المتاعب ويزيحها من طريقهم» وأضاف: «كان عودي هو منبع ثروتي ومجدي هذا العود الذي بثته آلامي وأشجاني فنطق وعندئذ شعرت بالأبواب المغلقة فتح أمام آهات عودي وتوسلات عودي وأغاريد عودي وأحسست أن هذا العود له رسالة وأنه يستميت في سبيل أدائها» .وكان صوت أختي أسمهان هو محور رسالته فسار إلى جوارها يغرد لها بالألحان وتقبل الناس اللحن والصوت الملائكي بنشوة وأحسست أنا المغمور في الجوع والمحاولات الفاشلة إنني ملهم وأنني موضع انتباه الناس وزاد هذا الإحساس في إلهاب مكامن وحي وإحساسي العميق بثورتي الفنية التي تعتمل في جوانحي وبدأت ألحن لها ولنفسي.وقد تأثرت أول ما تأثرت بفن الموسيقار محمد عبدالوهاب، فقد تفتح إلهامي على صيته الذائع ومجده العريض وموسيقاه التي كان الناس يتقبلونها في لهفة وحب وإعجاب وعشت في فن عبدالوهاب، أنا فريد الأطرش طويلًا حتى استجمعت طاقتي الفنية والروحية وبدأ استقلالي بفني ولوني وأنا بعد لست سوى مطرب يخطو في جنة الفن، في تؤدة ورفق حتى لا يضل الطريق وحتى يصل إلى تحقيق غايته وهي غاية وطنية سامية أن تحتل الموسيقى الشرقية مكانًا بين موسيقى الغرب، وبعد هذا فأنا سعيد؟.أعترف بأنني مدين لله تعالى بكل شيء بهذا النجاح وهذا الحب الذي يغمرني به الجمهور، والسعادة هي آخر شيء يفكر فيها الفنان فيكفيه لكي يكون سعيد البال أن يرى الناس سعداء. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]