عانى الفنان الراحل فريد الأطرش من أزمات صحية في سنواته الأخيرة، مما يجعله مضطرا للسفر إلى لندن لمتابعة حالته الصحية والعلاج. ذات مرة تطلبت حالته الصحية السفر الفوري بسبب تدهور حالته، وكان وقتها يصور فيلم "الخروج من الجنة"، مع الفنانة هند رستم، وكان كل يوم يزيد من تعبه، فخشيت هند رستم من تدهور حالته وأصرت على السفر للإسكندرية قصد إستكمال تصوير المشاهد المتبقية. و فعلآ أكملت تمثيل تلك المشاهد التي تجمع بينها وبين فريد أمام الكاميرا، حيث راحت تضغط على نفسها ولا تبوح لأحد بما تعانيه من آلام الأنفلوانزا، وارتفاع حرارة جسمها، مما نتج عنه مضاعفات صحية، إذ أصيبت بالتهاب رئوي حادا أرغمها على البقاء في الفراش تحت العلاج الدقيق من جانب الأطباء أكثر من شهر ونصف. وطوال أيام مرضها لم تسأل عن حالها، بقدر ما حاولت الإطمئنان على صحة فريد الأطرش، الذي كان سافر إلى لندن ولم يعرف مدى التضحية التي أقدمت عليها هند من أجله،وفقاً لعدد نادر من مجلة "الموعد" بتاريخ 15سبتمبر 1967. فهذه التضحية ما كانت لتقدم لشخص آخر في هذه الوضعية، لا لشيئ سوى لأنه فريد الأطرش، منبع الإنسانية والتضحية والعطاء. فإنسانيته تجعل كل من حوله يتمنوا أن يسدلوا له أي خدمة، أو يقدموا له ولو جزءا يسيرا مما قدمه لهم من تضحيات ومواقف نبيلة. رحم الله هذه الروح الطيبة.