Said Hamidiالجميل في حكايات فريد الأطرش التي تحكى على لسانه، أنها تتسم بروح النكتة والمرح،
عكس ما يشاع على شخصيته أنها حزينة ومكتئبة. كما أنه يتسم بالتواضع واللباقة في كل
شيء. وخير دليل على ذلك، ما حكاه في حوار مع مجلة "الكواكب". يوم 19 أكتوبر عام
1954. تحدث فريد عن حياته في باريس طوال مدة إقامته بها حيث أن رحلة فرنسا تلك،
كانت طويلة إستغرقت أربعة أشهر، كان يعالج خلالها نفسياً، وتعد هذه الرحلة الأطول
له. قال فريد الأطرش :"الحياة في باريس غالية غلاء فاحش، وقد صادفتني في باريس
بعض المصائب، وتأتي في أول القائمة متاعب الغلاء، فالمسافر بقصد الإستشفاء أو العلاج
عليه أن يكتفي بمشاهدة ملاهي عاصمة النور من الظاهر، فإن ما تصرح به الحكومة للفرد
من العملة الصعبة لا يكفي حتى لتطبيق ترجمة المثل المصري "على قد لحافك مد
رجليك". وأضاف الفريد خلال نفس الحوار للمجلة:"ثمة مفاجأة ظلت تنتظرني شهورا
أربعة هي مدة رحلتي دون أن أدري، فقد وقفت في جمرك باريس ريثما تتم الإجراءات
الجمركية المعتادة، وابتسم لي الموظف المختص وهو يطالبني بأن أدفع ما يعادل ثمانين
قرشا مصريا عن كل كيلو من ملابسي، وهممت أن أتنازل عن ملابسي، وأعلن إنضمامي
لنوادي العراة قبل أن أفهم أن الضريبة الجمركية مطلوبة من ملابسي التي أحملها لا التي
أرتديها". وتابع فريد حديثه:" كدت أترك ملابسي في الغربة وأعود ببدلتي وذكرياتي، لولا
أن أنقدتني شهامة صديق دفع عني الرسوم المطلوبة، وعاد الهدوء إلى جمرك باريس،
وعادت حقيبتي معي إلى القاهرة".