من العدل القول أن فريد الأطرش قد أعاد العود على خشبة المسرح، بشجاعة نادرة عندما كان يقدمه في بداية كل حفلاته الكبيرة وأفلامه. كان واثقا من أن عزفه على العود لم ولن يضيف مللا على المستمعين والمشاهدين، فكان يكرر العزفات دائما كأن لسان حاله يقول: ها أنا قد وضعت العود في الصدارة، ولا أخاف مما فعلت، فهو آلة ضخمة وثقيلة تفعل كل شيء وكل ما تحتاجه عازف عظيم. قدم فريد الأطرش تقاسيم خاصة بأغانيه، قدم أول همسة وتقاسيم أول همسة، الربيع وتقاسيم الربيع، عش أنت وتقاسيم عش أنت، زمان يا حب وهكذا، ولم يتوقف هاهنا، بل أدخل العود في أفلامه كرسالة تذكير دائمة لمحورية هذه الآلة في الموسيقى العربية. ومن أبدع ما عزف الأطرش على عوده، تقاسيم أول همسة مقام حجاز كار وأيضا مقام كرد دو، وأظهر براعة نادرة وتقنية بديعة مع جرأة في الأداء وتنقلات سلسة بين المقامات الموسيقية سواء الشرقية أو الغربية. وأيضا تقاسيم الربيع الشهيرة.. أما تأثيره بعد وفاته كان شديدا، فالعود جلس وتربع كآلة أساسية في كثير من المحافل الموسيقية. وأصبح العازفون يتفننون بتقاسيم فريد ومواويله وأغانيه على آلة العود، ولو وضعت كلمة عود على محرك البحث العالمي، ستعرف مدى تأثير الأطرش على كل عازفي العود في كل العالم