في احدى المرات كاد قلب فريد الاطرش يتوقف ذات ليلة، عندما أخبروه أنه سيغنى أمام الملك فاروق على سفح الهرم فى حفل مذاع على الهواء، وكان ذلك بعد اعتماده فى الإذاعة بعام واحد، وعندما وقف على المسرح كان بالفعل إضافة مميزة لفن الغناء العربى. وهنا تدخل الروائى محمد جلال ليؤكد أن الصحافة خرجت فى اليوم التالى لتكتب: «إذا كان داوود حسنى ومحمد عبدالوهاب وزكريا أحمد وكامل الخلعى- يضعون الألحان الشرقية التى مهد لها سيد درويش، فإن فريد جاء لينفرد بلون يجمع فيه ما بين شرقية مصر وشرقية لبنان وسوريا وكل البلاد العربية». وهنا قال سعيد عثمان: «إن الذى يتابع أعمال فريد الأطرش يتأكد من سرعته فى إنجاز أى لحن وبشكل جيد»، وهو ما علق عليه مجدى نجيب: «العبرة ليست فى وقت الإبداع، ولكن فى جودته، ففريد تميز عن كل الموسيقى التى كانت سائدة فى عصره، ويستطيع أى مستمع معرفة موسيقاه بتفردها ومذاقها الخاص.»