الحب الاول لفريد الاطرش وهو في ريعان شبابه، حيث اغرم بفتاة من الصعيد وكيف فطنت اسرة الفتاة لذلك الحب الذي كان متبادلا بين الاثنين،وقررت ان ترحل حتى لا يتطور ذلك الحب بين فريد وابنتهم الى ما لا يحمد عقباه، خصوصا وان العائلة لا يوجد في قموسها شيئا اسمه الحب بين اثنين. لنتابع ما ذا جرى بعد رحيل اسرة حبيبة فريد. تطور الحرمان إلى مزيد من العذاب حين اتخذت الأسرة قرارا نفذته بين يوم وليلة، فقد انتقلت من شارع إدريس راغب! عاد فريد ليلتها فلم يجد شبحها وراء خص النافذة كما اعتاد أن يلقاه منذ أُغلقت. أصبح الصباح فلم تقف أمام الباب عربة المدرسة، ولا اندفعت كالعصفور من باب بيتها إلى العربة وعلى شفتيها تحية الحب والصباح ! سأل أمه عن جيرانه فقالت وهي تحس جرحه: لقد رحلوا... حملوا عزالهم ومضوا. فقال بالتياع وهو يغالب دموعه: إلى أين؟ هل لنا أن نسأل كل راحل إلى أين يرحل؟ لقد انتقلنا منذ وصلنا القاهرة بين ستة بيوت، فهل سألنا أحد إلى أين نذهب إلا من كان حميما من الأصدقاء، وأنت تعلم يا ولدي أن هذه الأسرة تحفظت في علاقاتها مع الجيران فلم تزر ولم تفتح بابها لغير الوافدين عليها من الصعيد. في اليوم التالي، قدم إليه يوسف بدروس أغنية جديدة مطلعها «عمري ما حا أقدر انساكي» فكانت وعاء أفرغ فيه فريد كل شوقه وهيامه.. نغما جميلا وإحساسا دافقا. لنستمع لهذه الاغنية الرائعة بعدما عرفنا ظروف تأليفها وتلحينها وغنائها من طرف موسيقارنا العاشق فريد الاطرش