صديقاتي اصدقائي عشاق فن الموسيقار فريد الاطرش الكرام... من الذكريات التي لا تُنْتَسى بسرعة وتبقى مدى العمر لأهميتها كمفصل مهم في مسيرة الموسيقار الخالد ... قبل وفاته بشهرين، كان فريد يمثل آخر لقطات فيلمه الجديد والأخير < نغم في حياتي> في احدى ڤيلَات شارع سليمان باشا عندما قال له المخرج هنري بركات : استبدل بنطلونك هذا ببنطلون آخر... وعندما خلع فريد بنطلونه نزع منه كل ما يحتويه من نقود واوراق و< مصحف صغير> موضوع في بيت ذهبي اعتاد ان يحمله معه... تَيَمّناً و ضماناً لِحفظه... وقام الفنان الكبير بتمثيل اللقطات ثمّ عاد الى الطاولة يستطلع حاجياته فَرَجِعَ صارخاً بأعلى صوته : طارَ المصحف... تَرَكْتُهُ هنا... وبَحَثوا عن المصحف ولم يجدوه....فَذُهِلَ فريد ولم يُصَدَقْ وبدَتْ عليه علامات التشاؤم وقال : خلاص... انتهى الأمر...كان هذا المصحف ضمانتي وحرزي وصلاتي التي تِبْعِدُ الشّرَّ عنّي... اما الآن فقد أصبَحْتُ دون سلاح مقدّس ...وهذا المصحف كان هديةً غالية تلقّاها فريد قبل 25 عاماً من الفنانة ساميا جمال عربون حبّ ووفاء... وكان كلّما اشتَدّ به الألمُ وأحٍدَقَ به الخطر أمسكَ بالمصحف واغمضَ عينيه وهو يتمتمُ ( يا رب) فيستمِدّ منه القوةَ والايمان... ومن غرائب الصدف أنّه وُجِدَ عندَ احدى الفنانات بعد رحيله ب 30 عاماً وقد كشف هذا السرّ المذهل الفنان ديب ابو شالة في مجلة الشبكة الفنية اللبنانية الذائعة الصيت. كل عاشق لفن فريد كان يتمنّى لو أنّه وجدَهُ وكحّلَ عيونَهُ بمرآه قبل رحيله... ذكريات تبقى مدى العمر في وجدان كلّ من أحبَ فريد وعشق فنّه. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]