ثنائية طربية رائعة بين عملاق الصوت الجبلي وعظيم اللحن الشعبي هو لقاء الزملاء الذي يتمخض عنه رؤية جميلة هو شراكة قامتين من عباقرة الفن الجزيل يقدمان لحنا بديع وغناء وديع ومن غير الفريد يبتكر ويعزف الألحان العذبة الشجية المتنوعة الراقية الطربية ليعطي إحداها لصاحبه الغالي والعزيز على قلبه الفنان الدكتور وديع الصافي ذي الخامة الهضبية القوية وصاحب الموال والعتابا اللبنانية واثنينيهما مدركان لمعاني الذوق الرفيع وقد انسجما كليهما في طور النغم الأصيل وتقديم الأفضل دائما وفعلا اندمج لحن الفريد مع صوت الوديع لينتج عملا في قمة الروعة والأداء والإنسيابية في الجمال والإبداع والأستذة من كلاهما .. وفي المناسبة أقول لكم أيها السادة أن هذه الأغنية هي من أحلى وأهم ماقدمه الفنان وديع الصافي خلال سيرته الفنية فهي محطة طربية خلدتها اختلاج روح موسيقارنا الحبيب الراقية الهنية في ثناياها وبين كل كلمة قيلت فيها ولذلك قال الفنان وديع الصافي أنذاك مشيدا بأستذة وحسن تعامل ملك العود معه وأثنى على لين جانبه وحرصه على إنجاز العمل ودقة متابعته للتفاصيل حين العرض و البروفات وأنه كان ذو نظرة ثاقبة وهمة عالية يحلو معه التعاون ويريح الطرف الثاني لأنه صاحب مسؤولية ويكأنه هو المتكلف والمنتج لهذا العمل ولا أعقب على فاه الفنان وديع الصافي بمدحه وطرحه الواقع الذي شاهده حينما تعامل مع سلطان الطرب موسيقار الازمان حبيب عشاقه الأمير القدير ((فريد الأطرش)) إلا أن أقول أنه كان محظوظا في اكتساب لحن من أستاذنا العظيم فريد الأطرش وأكتبها بكل تواضع طبعا وليس زهوا أو غرورا لأنه من المحال أن يسمو لحن الموسيقار في سماء ولاتبرق نجومها اصطهاجا وحفاوة في قشعريرته وسماع شجي أنغامه و صفاء أشجانه ...